22 / 03 / 2011, 38 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [23]
|
مشرف - مشرفة اجتماعية
|
رد: الأعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية ( المجلد الثالث )
عبد القادرالحسيني
( 1908 – 1948 )
هو واحد من ابرز القادة العسكريين الوطنيين الفلسطينيين والد موسى كاظم الحسيني , راس الحركة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الإحتلال البريطاني والحركة الصهيونية حتى وفاته في ربيع عام 1934 . ولد عبد القادر الحسيني في استانبول في تركيا حيث كان والده عضواً في مجلس المبعوثان وأنهى دراسته الأولية في مدرسة روضة المعارف الإبتدائية في القدس والتحق بمدرسة صهيون ونال شهادة 0 المتيكوليشن سنة 1927. التحق بكلية العلوم في الجامعة الأمريكية في القاهرة وهناك عايش الحركة الوطنية المصرية في نهوضها واحتك بحزب الوفد المصري كما مارس نشاطه السياسي من خلال رابطة الطلبة الشرقيين واكتشف مدى خطورة الدور السياسي الذي تلعبه الجامعة الأمريكية فانتهز فرصة حفل تخرجه وتخرج زملائه الذي اقامته الجامعة في صيف 1932 ووقف خطيباً في الحضور وبينهم الوزراء ورجال السلطة فكشف زيف الدور العلمي التي تزعم الجامعة الامريكية القيام به واتهمها بأنها بؤرة إفساد ديني إذ تطعن بالدين الإسلامي وتشوه الدين المسيحي وانتهى الى ان طلب المصرين الى مقاطعة الجامعة الأمريكية وبعد عدة ايام وزع بياناً على الصحف المصرية ضمنه اتهاماته للجامعة الامريكية وإثر ذلك أصدرت الحكومة المصرية في عهد إسماعيل صدقي باشا أمراً بطرد عبد القادر الحسيني من مصر مع نهاية سنة 1932 .
عاد عبد القادر الحسيني الى فلسطين ليعمل محرراً في صحيفة الجامعة الإسلامية التي كان يترأس تحريرها الشيخ سليمان التاجي الفاروقي ثم انضم الى الحزب العربي الفلسطيني الذي ترأسه جمال الحسيني ثم عمل مأموراً في دائرة تسوية الأراضي حتى يحضِّر للثورة على الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية . مع اشتعال ثورة 1936 – 1939 خاض عبد القادر عدة اشتباكات مع الجنود البريطانيين اهمها اشتباك الخضر التي سقط فيها القائد السوري سعيد العاص كما اصيب عبد القادر بجروح بالغة وتمكنت القوات البريطانية من أسره ونجح في الفرار وتوجه الى دمشق حيث استكمل علاجه .
عاد عبد القادر الى فلسطين وتول قيادة الثوار في منطقة القدس وفي اوائل ايار قاد هجوماً عسكرياً على مستعمرة ( فيغان ) الصهيونية جنوب القدس وقام بعدة ثورات وكان نصيبه جراحاً بالغة نبه زملائه الى سوريا ثم لبنان والوصول الى العراق بجواز سفر عراقي يحمل اسم محمد عبد اللطيف وفي بغداد عمل عبد القادر مدرساً للرياضيات في مدرسةالرشيد العسكرية وفي إحدى المدارس المتوسطة , ايد عبد القادر ثورة رشيد عالي الكيلاني الوطنية العراقية التي نشبت في آذارسنة 1941 وشارك مع كثيرين من رفاقه الثوار الفلسطينيين اللاجئين الى العراق في قتال القوات البريطانية وعندما انهزمت الثورة حاول مع رفاقه الالتجاء الى إيران , لكن السلطات الإيرانية منعتهم فألقت السلطات العراقية القبض عليهم وأصدرت المحاكم أحكامها بسجن عبد القادر ورفاقه وتحت ضغط الرأي االعام العراقي والرموز الوطنية العراقية استبدل السجن بالنفي عشرين شهراً الى بلدة زاخو في أقصى شمال العراق ثم نقل عبد القادر الى معتقل العمارة بعد اتهامه بتدبير اغتيال فخري النشاشيبي وفي معتقل العمارة قضى زهاء سنة اخرى . أفرجت الحكومة العراقية عنه في اواخر سنة 1943 بعد تدخل الملك عبد العزيز آل سعود ملك العربية السعودية فتوجه الى السعودية , وأمضى فيها عامين , متنقلاً بين مكة المكرمة والطائف ترافقه اسرته . وفي مطلع 1944 تسلل عبد القادر الحسيني من السعودية الى المانيا حيث تلقى دورة تدريب على صنع المتفجرات وتركيبها ثم انتقل واسرته الى القاهرة مع بداية سنة 1946 ثم أمرت حكومة السعديين المصرية بإبعاده سنة 1947 بسبب نشاطه السياسي وصلاته بعناصر من حزب مصر الفتاة وجماعة الإخوان المسلمين في مصر وتجميعه الاسلحة وتدريبه بعض الفلسطينيين والمصريين على المتفجرات ولكن الضغوط التي مارستها القوى الوطنية المصرية حالت دون تنفيذ ذلك الإبعاد . وعندما أصدرت الأمم المتحدة قرارها القاضي بتقسيم فلسطين ( 19 / 11 / 1947 ) قررت الهيئة العربية العليا تشكيل منظمة الجهاد المقدس المسلحة وعين محمد أمين الحسيني – رئيس الهيئة العربية العليا – قائداً أعلى للجهاد المقدس في حين احتل عبد القادر الحسيني موقع القائد العام لهذه المنظمة وانتقل الى فلسطين في 22/ 12 / 1947 وألف مجلس قيادة الثورة ولجنة التموين وحشد النجدات . كانت خطة عبد القادر الحسيني تنحصر في اعتماد الشعب الفلسطيني على ذاته وطلب الإمداد العسكري من الأقطار العربية و إعلان قيام حكومة عربية فلسطينية . وبالرغم من ميل ميزان القوى العسكري الى صالح العصابات الصهيونية المسلحة في نواحي التدريب والتسليح والحجم فإن قوات الجهات المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني تمكنت من إحراز انتصارات هامة , إذ استسلم صهيونو القدس بعد أن حاصرتهم هذه القوات وفي اواخر اذار سنة 1948 توجه عبد القادر الحسيني الى دمشق طلباً للسلاح من جامعة الدول العربية لكن رجاءه خاب وأثناء غيابه عن القدس سقطت قرية القسطل في أيدي العصابات الصهيونية المسلحة فعاد ومعه ستون بندقية إنكليزية قديمة وعشرة مدافع رشاشة وبضع قنابل هي كل ما استطاع انتزاعه من الجامعة العربية ولجنتها العسكرية فضلاً عن ثمانمائة جنيه فلسطيني أعطاه إياها الحاج أمين الحسيني ووصل عبد القادر الى القدس صباح 7/4/ 1948 فنظم هجوماً مسلحاً على القسطل استطاعت قواته أن تسترد الموقع في اليوم التالي ( 4/ 8 ) ولكن هذا القائد البطل استشهد أثناء القتال تاركاً وراءه زوجة وثلاثة أبناء وإبنة واحدة . ودفن في القدس الى جانب قبر والده .
يتبع
|
|
|
|