[صبحي ياسين]

قلبـي إليـك ِ يشـدّه الوجـدانُ
فمتى تعانق ساقهـا الأغصـانُ
قالت – أحبكَ – قلت كيف أقولها
وعلى لساني من دمـي سجـانُ
هيّجت ِ آهاً مَسَّ قلبـي نصلُهـا
وفتحت ِجرحا مـا لـه شطـآنُ
ليت الزمانَ تطيرُ بـي أنسامُـه
حيث الحبيـب ُالتائـهُ الحيـرانُ
أرجوك ِمدي لـي يمينـا إننـي
أرنـو لأرضٍ كلـهـا ألــوانُ
مُرّي بكفكِ فـوق رأسـي إننـي
وجـعٌ يُقـالُ بـأنـه إنـسـانُ
شرِبَ الزمان ُنضارتي وعصارتي
وبقيتُ عـودا مـا لـه سيقـانُ
رُشي عليَّ من الحروف عبيرَهـا
فلقد تمنـى عطـرَكِ الشريـانُ
لا تفتحـي للحـزن بابـا إنمـا
بالحزن تمشي في الحشا النيران ُ
شابَ الزمانُ وشيّبتنـي غربـة
وتبللتْ فـي رحلتـي الأجفـانُ
في الليل تغزوني الهموم فأنطوي
قلبـا يَـدُق ّعروقـه الصّـوّانُ
إنـي عشقتـكِ شمعـة مَنسيـة
وأنـا كذلـك هَدّنـي النسيـانُ
إن القلـوب َ إذا تعانـق وُدّهـا
تـتـزاوجُ الأرواحُ والأبــدانُ
يا ليتني والقلبُ يخفـق حائـرا
طفلٌ تهدّىءُ روعَـه الأحضـانُ
مَن ذا يقايضُ مهجتي بعيونهـا
وكفـى زمانـا كلـه أحــزانُ
ولقد بكيتُ على – أحبكَ – ليلة ً
وتطايرتْ مـن مَيْسمـي الأوزانُ
غصبا تفر من العيون دموعُهـا
فيفيض جمـرا دمعُهـا الهتـانُ
هل تقبلين من المشيـب شبابَـه
أم يَسْتبيـكِ اليـانـعُ الـريـانُ
عامان مَرّا والظنـون تزورنـي
هل ظن حقـا خافقـي الهتـانُ؟
هل أنزلَ التنهيدُ دمـعَ حبيبتـي
أم غصَّ قلبٌ فاستجاب لسـانُ ؟
لا تسأليني كيف حَنت ْمُهجتـي
أيَضيع ُعن نهر الهوى ظمآنُ !!!