رد: بغداد مدينة النكبات على مدى العصور
عندما أقترب هولاكو من بغداد، قسم قواته لتحاصر المدينة من الضفتين لشرقية والغربية لنهر دجلة. و تمكن جيش الخلافة من صد بعض القوات المهاجمةمن الغرب، ولكنه هزم في المعركة التالية. ثم تمكن المغول من اختراق جزءمن تحصينات جيش الخلاقة، و باغتوا جنود المسلمين من أظهرهم. فحاصروهم، وكان مصير الجنود المسلمين: إما الذبح، أو الغرق.
بعد ذلك، و تحت قيادة القائد الصيني جوو خان، قام المغول بضرب الحصارعلى أسوار بغداد. و قاموا ببناء الأسوار و الخنادق، و استخدموا المجانيق وآلات الحصار الصينية لضرب الأسوار حتى تمكنوا من السيطرة على ثغرة في أحدالأسوار. و حين عرض الخليفة المستعصم على المغول التفاوض، كان قد تأخركثيراً.
و في 10 شباط من عام 1258م استسلمت بغداد للمغول. و أجتاحواالمدينة في 13 شباط / فبراير وعاثوا فيها مدة أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، نهباً واغتصاباً وتدميرا، فهدموا مساجدها، وجردوا القصور مما فيها من التحف النادرة، وَأَتْلَفُوا عَدَدًا كَثِيرًا من الكتب القيمة في مكتباتها، حتى إِنَّهُمْ ملئوا نهر دجلة بالكتب وجعلوها جُسُورًا لخيولهم فتجولت مياه النهر إِلَى اللون اَلأَسْوَد من اختلاطها بالمداد، وأهلكوا كَثِيرًا من رجال العلم فيها، وقتلوا أئمة المساجد وحملة القرآن. وتعطلت المدارس ومناحي الحياة. وأضحت المدينة خاوية على عروشها . فتكدست الجثث في الطرقات والأزقة . ثم انتشر الوباء فحصد كَثِيرًا ممن كتبت لهم النجاة .
وعندما سقطت بغداد قتلهولاكو الخليفة العباسي بأن لفه بسجاده وجعل يوسع ضرباً ودهساً من الخيول .
وهكذا انتهت هذه الأحداث بقتل الخليفة المستعصم وابنيه أبي العباس أحمد وأبي الفضائل عبد الرحمن،وكان يستدعى من بغداد بعض الرجال بعينهم، وهؤلاء هم الرجالالذين ذكر ابن العلقمي أسماءهم لهولاكو، وكانوا من علماء السنة، وكان ابنالعلقمي يكن لهم كراهية شديدة، وبالفعل تم استدعاؤهم جميعاً، فكان الرجلمنهم يخرج من بيته ومعه أولاده ونساؤه فيذهب إلى مكان خارج بغداد عينهالتتار بجوار المقابر، فيذبح العالم كما تذبح الشياه، وتؤخذ نساؤه وأولادهإما للسبي أو للقتل، وبقر بطون الحوامل وكان فيمن ذُبح على هذهالصورة أستاذ دار الخلافة الشيخ محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بنالجوزي (العالم الإسلامي المعروف)، وذبح أولاده الثلاثة عبد الله وعبدالرحمن وعبد الكريم والمجاهد مجاهد الدين أيبك وزميله سليمان شاه، واللذان قادا الدعوة إلى الجهاد فيبغداد، وذُبح شيخ الشيوخ ومؤدب الخليفة ومربيه "صدر الدين علي بن النيار. وأسر ابن الخليفه الأصغر مبارك أبو المناقب وأخواته الثلاث فاطمة وخديجة ومريم.
ولم ينج من القتل في بغداد إلا النصارى فقط، وقيل إن ذلك كان بسبب تدخلزوجة هولاكو النسطورية (دوكوز خاتون).
فقد والله هيجت مشاعرنا أختي بوران
نسأل الله تعالى أن يفك اسر العراق وكل بلاد الإسلام انه ولي ذلك والقادر عليه
بارك الله فيك
|