الموضوع: ليلة المطر ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 04 / 2011, 21 : 11 PM   رقم المشاركة : [12]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ليلة المطر ..

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء البلوشي
اول واخر محاولاتي في عالم القصة القصيرة .. واشكر الكاتبة المبدعة "هداية شمعون" التي ساعدتني كثيرا في كتابة هذه القصة القصيرة .. واشكر نقدها البنّــاء ..

.................................................. ......
ليــــــلة المطــــــــــــر

في ليلة عاصفة اشتاقت إليهي ليلة عاصفة اشتاقت إليه .. وعصف بها الحنين لسماع صوته .. تناولت الهاتف الملقى بقربها .. تأملته .. ارتسمت على شفتيها ابتسامة هادئة .. أغمضت عينيها لتنصت لصوته القادم من بعيد ..
فتحت عينيها على وقع صوت المطر .. ألقت بالهاتف واتجهت نحو نافذتها المطلة على الشارع .. فتحته برغم البرد القارس .. استنشقت الهواء البارد الممزوج برائحة التراب .. وأخذت تنظر إلى البيوت والشوارع في الحي .. لم تعرف بيوتا غيرها ولم تستأنس شوارع غير شوارع حيّها الذي تربت فيه .. كل النوافذ مظلمة .. فالناس يسعدون بأحلامهم في هذا الوقت من الليل ..
ولكن كانت هناك نافذة مضيئة في بيت بعيد .. تساءلت .. أتراهم نسوه مضيئا ؟ ..
لم تكترث .. وعادت بنظرها إلى الشارع خلف بيت الجيران ..
- كم تغيرت هذه المدينة.

قالتها في نفسها وهي تستعيد ذكرياتها البريئة .. لم يكن في هذا الحي سوى خمسة بيوت متجاورة .. أخذت تستذكر أسماء رفاق الطفولة ... لينا .. كانت أقربهم إليها .. محمود، ليلى، يوسف، أحمد، بثينة ....
تمنت أن تعود إلى الشارع بضفائرها وفستانها الأزرق الذي مازالت محتفظة به.. تمنت أن يعود الزمن إلى الوراء .. فترفض أن تكبر .. وتأبى أن تفك ضفائرها.....
ووسط ذكرياتها القديمة .. شمخ طيفه أمامها مع المطر وصوت الرعد ووميض البرق ... فنسيت الشارع والرفاق .. وجدائل الطفولة .. همست لنفسها ..
- كيف لي أن اعرف هذا الحب لو لم اكبر ؟ ..

عرفته منذ سنة .. فاصبح محور كونها ومدار أفلاكها .. وحبها الكبير .. وعشقها الأزلي ..
ولكنه تركها وسط ذهولها وحيرتها .. ليرحل بعيدا .. إلى أرض غريبة .. ويعاشر أناسا غرباء ..
بحثت عن الهاتف مرة أخرى .. أخذته .. احتضنته .. وعادت لتقف أمام نافذتها .. أخذت تدير رقمه الطويل .. أرادت سماع صوته دون التحدث إليه .. كعادة العشاق عندما يغرقهم الحنين في بحر لا قرار له .. ويكون صوت الحبيب هو المركب المنقذ ..
وصلت إلى الرقم الأخير .. وتوقفت فجأة .. وقالت بحرقة المشتاق ..
- يلعن التكنولوجيا ..

فقد تذكرت بان أرقامها الخجلى ستفضح لهفتها إلى صوته .. وتعلن عن نفسها في هاتفه .. فيعلم بأنها هي المتصلة .. وتُجرح كبريائها ..
رجعت تنظر إلى البيوت البعيدة .. رأت النافذة المضيئة في بيت بعيد .. تمتمت ..
- أتراه مثلي .. يذكر حبيبا مهاجرا ؟ ..

ثم رفعت عينيها إلى السماء الملبد بالغيوم ..
- يا الله .. أنت تراه الآن .. يا الله .. يا من لا يخفى عليك شئ .. أتراه يذكرني الآن ؟؟ ..
فأُضاءت السماء ببرق خاطف .. ونزلت على خديها دمعة دافئة .. وقالت وهي تمسح دمعتها ..
- أحبك ايها البعيد ..... !





شيماء البلوشي


تبدو القصة وكأنها بوح نفسى تبوح به البطلة لتخرج عالمها الداخلى مكشوفا وتفضه على متن القصة وربما كانت الجملة المفتاحية فى القصة هى العمود الذى يتأسس عليه الخيط الدرامى فى القصة بشكل عام والقصة بدأت بجملة اسمية تعتمد الزمن محورا لها"فى ليلة عاصفة اشتاقت إليه" وهذه الجملة كشفت الخطاب فى القصة منذ عتبتها الأولى فهى تقدم مفتاح القصة منذ افتتاحها والقصة التى تبدا بجملة فعلية تتوهج فيها الحركة من الاسمية فلو قلنا" اشتاقت إليه فى ليلة عاصفة لكان أجمل ومن ناحية أخرى ففى هذه البداية تركيز على عنصر الزمن وهو جميل لأن الزمن هنا هو البطل الحقيقى فى القصة فالمتوالية السردية فى القصة تعتمد على الزمن فى كشف احداث القصة من حيث غياب البطلة وحضورها ومن حيث توظيف خاصية الاسترجاع او التداعى الحر لاسترجاع ذكريات الماضى كما كان للمكان حضور فى دفع أحداث القصة مثل البيوت والشوارع وغير ذلك وكلها تصب فى خدمة الحدث الرئيس فى القصة وهو حرمان البطلة من حبيبها وفشلها فى التواصل معة حفاظا على كرامتها ولذلك خلقت القاصة من النهاية معادلا فنيا جميلا حين لجأت الى توظيف اللجوء الى الله وان كانت النهاية هنا غير متفجرة
وقد ظهر صوت القاصة المؤلفة يعلو على صوت السارد الضمنى فى مناطق فى القصة جعلها تقريرية باهتة مثل قولها" كعادة العشاق عندما يغرقهم الحنين في بحر لا قرار له .. ويكون صوت الحبيب هو المركب المنقذ " فهذه الجملة هى صوت المؤلف الذى جثم على أحداث القصة وأربك السارد الضمنى لكن الجميل فى القصة خلق المعادل بين المطر والبرق والحالة الشعورة للبطلة فى فنية جميلة
يبقى بعد ذلك ان نتكلم عن اللغة فى القصة فاللغةهى اهم عتبات الجمال فى النص لكننى لاحظت بعض الهنات اللغوية فى القصة منها "تناولت الهاتف الملقى بقربها" والافضل ان نقول" الملقى قربها او على مقربة منها " ومنها ايضا"اخذت تستذكر" والافضل تتذكر" لأن تستذكر يعنى أنها تضع بعض المعلومات فى عقلها ومنها " رفعت عينيها الى السماء الملبد بالغيوم " والافضل الملبدة بالغيوم
وهذا لا يعنى ان القصة غير جيدة بل هى على مستوى عال من الفن
كل محبتى وعظيم تقديرى
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس