الموضوع: ترقب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 04 / 2011, 36 : 06 PM   رقم المشاركة : [6]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ترقب

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله فراجي

اتخذ لنفسه مكانا للجلوس و الترقب وسط القش و القمامة، متخفيا عن الأنظار حتى لا يثير انتباه المارة و حرس المراقبة. كان من موقعه يشاهد تلك الحركية التي لا تتوقف للبشر بأعمارهم و أطوالهم المختلفة، و ألوان ثيابهم المتعددة، و مواكب الدراجاتو السيارات بمختلف أشكالها و أحجامها ..
فكر بصوت خافت :
"ما أجمل أن تشاهد هذه الفوضى المتحركة في جميع الاتجاهات، و سيكون أجمل لو ظهرت وسط هذا الزحام صوت محرك هادر لشاحنة كبيرة، بطولها و عرضها..
و قوتها.. آنذاك سينسحب الجميع و يفسحون لها الطريق، حتى تمر كالفاتنة بينهم."
ظل ينتظر في برجه الخفي، و بين الفينة و الأخرى كان يغير من وضعية الجلوس:
يتمدد، يقرفص، يجلس الأربعاء، ثم يعود للتواري خلف علب الكارطون و الأكياس البلاستيكية المتناثرة.
أوشكت الشمس على الغروب، و خفت الحركة في الساحة المقابلة، و في الشوارع المحيطة بها . بحث لنفسه عن قطع كرطونية ليفترشها في مكانه الهادئ هذا.
كان ليله طويلا باردا و خاليا من الحركة، اللهم إلا من القطط و الكلاب و بعض رواد الليل المتمايلين، و أولئك الذين هم في مثل حالته الراهنة يحلمون و ينتظرون.
خلد إلى النوم في مكانه الدافئ ..الرومانسي .. و استراح .
استيقظت الساحة باكرا مع الأشعة الذهبية الباهتة ليوم مشمس منذ الصباح،و عادت شيئا فشيئا تلك الحركية السابقة بمشاهدها و شخوصها، بزحمتها، و أصواتها المتداخلة.
كان ما يزال في برجه العالي، يراقب و يشاهد، يتأمل و ينتظر اللحظة الحاسمة.
حوالي الساعة السابعة و النصف، دخلت الميناء مجموعة من الشاحنات الزاهية، بألوانها و أشكالها المختلفة. نط من مكانه ، هرع مسرعا نحوها، التصق بإحداها،
حاول أن يتسلل تحت المقطورة باحثا عن مكان للاختباء، وقعت رجلاه على الأرض فاحتكتا بالإسفلت الخشن . فقد توازنه ، و تدحرج بقوة خلف الشاحنة، تركته وراءها
و ابتعدت، و كأنها تأخذ الميناء و تهرب.
سقط في بركة من الوحل و لم يستطع الحراك، بقي ممددا على أديم الأرض لبرهة من الوقت، ينظر إلى الشاحنة التي أفلتت منه ، و هو يتألم من الرضوض و الجروح،
و يشتم الوحل و الطين.
تحلق الناس حوله.. أوقفوه من سقطته ..
أحس ببرودة الحديد في معصميه..
تدخل حرس المراقبة، أوقفوه و انتشلوه من حركية الترقب و الهروب،
منعوه من الرحيل و هم يلوحون في وجهه :
" تهمتك ثابتة مع سبق الإصرار و الترصد، لقد ضبطناك و أنت تحاول
الهروب من الوطن."
مكناس 28 - 12 - 2010


تّرّقُّب
بداية كنت أتمنى ان يتم تشكيل العوان بهذا الشكل حتى لا تلتبث علينا القراءة لان العنوان من مفردة واحدة فيه خطورة شديدة وضبطه يحكم دلالته
تبدا القصة بداية تحدد حالة بطل القصة وتدفعنا الى عنصر التشويق فيها فى حين ان مفردة " الترقب" زائدة لكن السياق العام الذى لم يكشف عن هوية البطل وانما ركز على الحدث اكثر جعل هذه الزياة تذوب فى متن الاستهلال التشويقى وتعميقا لتركيز القصة على الحركية المرتبطة بجغرافيا المكان عمدت القصة الى استخدام الوصف المشدى الذى يمور بحركة المارة والسيارات والحيوانات من ناحية ومن ناحية اخرى تحفز بطل القصة وانتظار الفرصة للفرار وهذا الوصف المشهدى اضفى على القصة نوعا من تماسك الخيط الدرامى ووضعها بين تحزفين تحفز بطل القصة من ناحية وتحفز المتلقى من ناحية أخرى لمتابعة الحدث الذى صنع بمهارة فينية جيدة حتى تحين الفرصة بظهور الشحانات طريق الخلاص وهنا تدخل بنا القصة فى منطقة جميلة هى منطقة صراع القوى وتتحول الى توظيف الرمز بمهارة تحتاج الى تامل فالشحانت طريق الخلاص من ناحية ومن ناحية اخرى هى رمز القوة التى لا تقهر حتى ان البطل حين تمسك بها لفظته ككل الحكومات حين تلفظ ابناء الشعوب وتدهسهم ثم تلقى بالتهم عليهم فحين فشل البطل قبض عليه بتهمة الهروب وهنا تدخل القصة من منطقة الشخصنة الى منطقة الكونية وينجح القاص فى كسر الحدث بما لم يتوقع المتلقى وفيه اشارة الى استمرار حالة العجز التى تعانى منها الشعوب والقهر الذى يقابل الخلاص من باب الخيانة
أحييك على هذه القصة التى جاءت محكمة فى خطابها السردى وفنيتها الجميلة ولغتها الموحية الرشيقة
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس