عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 04 / 2011, 15 : 02 PM   رقم المشاركة : [5]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين

لقد أكد: يو.د.بوتسكي عملياً أن فرض نفوذ اليهود والصهاينة على المجالس القومية اليهودية في موسكو ـ وبيتروغراد عام 1919م، لأجل تغيير التكتيك الصهيوني بما يقتضي بكل الأعمال السياسية والحزبية والأمنية هو اختراق للسلطة البلشفية؟!...
إضافة إلى دور دينكين في رفض دخول الصهاينة للجيش الأبيض، لأنهم بعملهم السري يسيطرون على قيادته وعمله بل طلب منهم فقط إبداء المشورة والتبرعات والدعم المادي والمعنوي.
حتى أنه قبل تأسيس (غيتو لفوف) كان القسم الأكبر والأساسي هم من ليودنيرات (أورنوغسات) أي دائرة النظام العام وكان (يوسف بارناس) أحد أهم الأعضاء البارزين في المنظمة الصهيونية المحلية غرب أوكرانيا وأول رئيس (ليودنيرات) لفوف ونائبه (أدولف روتفيلد)؟!...
وكانت تضم في البداية (500) شرطي يهودي ثم ارتفع عددهم إلى (750) شرطياً، ويرتدون الزي البوليسي ـ البولوني ـ القديم وبدلاً من النسر البولوني على قبعاتهم كانوا يضعون (النجمة الصهيونية السداسية) ويضع عليها رمز معناه (نظام لفوف اليهودي) وتتغذى عصابات يهودية صهيونية أخرى رسمية وغير رسمية على أفكار وآراء ومتبقى الصهيونية العالمية ويضعون على صدورهم ورؤوسهم الرموز الماسونية للتعارف، وكان هنالك أربع مفوضيات يهودية:
*بيرنشتين رقم (11).
*زامرر تنيفسكي رقم (108).
*وارسو رقم (36).
*ونوفر ـ زيفسنيكي رقم (33).
وقاموا بتأسيس دائرة السجون والأمن التابعة لنظام لفوف اليهودي وبأموال (اليودنيرات) وتأثيرهم الاقتصادي جهز سجن البوليس اليهودي في شارع جيريلين رقم (5) بكل ما لا يتوقعه بشر عن أساليب القهر والتعذيب والقتل بابتكارات خطيرة وبالتعاون فيما بعد مع استخبارات الجستابو في شارع (لوبي نسكي) إلى معسكر اعتقال في (يانوفسكي) أضف إلى أنه حسب المراجع والمصادر التاريخية النادرة فإن إدارة نظام الحكم في لفوف وإدارة السجون تحولت إلى مركز إقليمي ودولي للإثراء والتحاليل الدولي.
أما أعضاء تلك الإدارات والمفوضيات والسجون في بولونيا ـ روسيا في عهد القيصر أو عهد ما بعد ثورة أكتوبر حتى الحرب العالمية الثانية تحولت إلى مناطق حيوية وخصبة للمنظمات السرية اليهودية وعصاباتها ومنها "هاشوميرهاتسائير" "أرغون"، "شتيرن"؟!..
طور حزب بوعالي تسيون بزعامة بن غوريون نظريات الاشتراكية بشكل تحريفي متخلياً عن جوهرها "الصراع الطبقي"، ترسيخاً للتوجهات القومية الشوفينية لليهود الصهاينة كما تبنى كيبوتس هأدما وهعفودا كجزء من المشروع الاسيتطاني.
ثانياً ـ الاتحاد الصهيوني العالمي في روسيا 1896-1945
أسست في عام 1896م عصبة اليهود في روسيا لتحسين حياة اليهود المعيشية، وتحريضهم على الهجرة لفلسطين باعتبارها (أرض الميعاد ليهود العالم)، وباعتقاد اليهود الروس قبل ذلك التاريخ بأن الأراضي المقدسة في بلاد الشام هي أرض يهودية أخرجوا منها مشتتين مبعثرين، ودعوا لإقامة المملكة اليهودية فيها وهم الذين كانوا يدفعون الروبل يومياً تبرعاً للمنظمة الصهيونية العالمية كي يهاجروا من روسيا إلى الولايات المتحدة، إلا أن تبرعهم بالروبل كان يعني بالنسبة لهم الانتساب إلى حركة يهودية عالمية تعمل بكل جهدها لإخراجهم من بلاد يقيمون فيها رغماً عنهم، وهي حركة منظمة وقوية عالمياً، بعد إيصال المنشورات اليهودية الصهيونية لهم عبر الطرق السرية.
كذلك لعب الصهاينة البوند (يهود بولونيا) الدور الأكبر في تضليل اليهود، والحركة العمالية اليهودية في روسيا وبولونيا على وجه الخصوص، وشكل إعلان البوند حزباً سياسياً قومياً السمة الأساسية لضرب الحركة العمالية وهو أسلوب نابع من تحريض الصهيونية العالمية ومتابعة للخطأ الفادح والتحريفي بالنظر إلى الطائفة اليهودية على أنها حركة قومية.
وبخاصة أن الاتحاد الصهيوني العالمي عمل على توصيل مطبوعات صهيونية باللغة الروسية تارة، وباللغة العبرية تارة أخرى، بشكل سري إلى روسيا كان ذلك إبان حكم القيصر أو إبان الثورة وتنظيم ما يشبه النشاط السري الصهيوني في أوروبا والولايات المتحدة بمساعدة كل أشكال العمل داخل روسيا عن طريق التجار أو السياح الأجانب أو بعض الصحفيين الأجانب ورجال الأعمال إضافة إلى الفنانين والطلبة، وطلبوا من هؤلاء كيفية العمل بتشجيع الاتصالات السرية مع الصهاينة في روسيا مهما كانت الأوضاع فيها.
وكان نشاط مندوبي الاتحاد الإسرائيلي في روسيا ذا طابعاً سريعاً وموجَّهاً نحو ترسيخ عزلة اليهود السياسية والدينية وبخاصة في لاتيفيا ومنيسك وبولونيا والمحافظات الروسية الواقعة في الجنوب الغربي من روسيا وكانت مراسلاتهم تجري عن طريق الشيفرة والحبر السري وإحدى الرسائل وصلت عام 1881م، يرحب بها الاتحاد الأوروبي ـ لإسرائيل بأهمية إرسالهم لارتكاب المذابح ضد اليهود أنفسهم حتى يتسنَّى للاتحاد تحريضهم على الهجرة إلى "إسرائيل" ويشار فيها إلى طرق توحيد اليهود في منظمة واحدة لدفعهم إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة والمملكة اليهودية القادمة في فلسطين رغم أن بعض اليهود قبل ثورة أكتوبر وفي خلالها وبعدها ادعوا التمسك بالنضال الطبقي الثوري مع الثورة البلشفية وفي الخفاء عملوا حراساً للمصالح الاحتكارية اليهودية[90].
واتضح بعد انقضاء أعوام قليلة من ثورة أكتوبر أن الصهيونية دخلت في ركاب الثورة كحصان طروادة خدمة لمصالح ومآرب الطغمة المالية والصناعية واليهودية في روسيا وخارجها، إذ امتلك اليهود في مدن روسية مثل تافريشيسكيا وبيز صاربيا ويكتير ينوسلافسكيا (388)، فابركه (مصنع) و(1627) فابركه تصل رساميلها الفعلية إلى (18.3)مليار روبل.
نشرت هذه المعلومات إضافة إلى معلومات أخرى في مجلة الفجر الصهيونية في أعقاب تحليل موسع لدور اليهود في غرفة تجارة وصناعة روسيا[91] قبل الثورة.
ولهذا أشاعت ((الصهيونية والمسيحية الصهيونية)) بأنها وراء أي ثورة أو زعيم، فإذا قرأنا بشكل موضوعي وبعيداً عن التحريف والتزييف فإن الدعاية والإعلام الصهيوني في روسيا لعبا الدور الكبير لمساندة الأبواق الإعلامية للاحتكارات العالمية، ولنرَ سابقاً، وعبر تأريخ الثورة في روسيا من عام (1905م إلى عام 1917م)، وما فعلته القيصرية والحكومة المؤقتة لرئيسها كيرنسكي اليهودي، وماذا فعل زعيم الثورة الذي حارب بسيف الثورة العصابات الصهيونية والحرس الأبيض ماذا تعني الدعاية الصهيونية.
كان هنالك تقارب بين الحكومة المؤقتة والصهيونية لأنهما يقفان على أرضية واحدة في معاداة الثورة الاشتراكية التي أراد لها اليهود أن تكون متخلفة عن الركب الحضاري العالمي وليسهل القضاء عليها كالامبراطورية العثمانية تماماً، ووضع الصهاينة في سيبريا مدن (غورغان ـ ونوفي سبيرسك ـ ومنيسك)، ومدن أخرى نصب أعينهم انتشار حركتهم في المدن والأرياف وتنشيط دور الصهاينة في كل مكان، حتى أن ستالين دفعهم بالقوة لإعلان الحكم الذاتي في (نوفي سبيرسك)، في أدغال سيبريا والإقامة فيها دون مغادرة، وأكد على ضرورة أن يبني اليهود في المنطقة المصانع والمعامل والطرقات وسكك الحديد فلا وطن لهم غير بلادهم الأصلية إلا أن عائلات وشخصيات يهودية متعصبة أمثال: (كازلسوف، كيرسانوف، آسترخان، سمولينسك)، عملوا بالعكس ودعوا إلى الجهاد الأصولي الديني كطائفة يهودية ضد البلشفية التي تضطهد اليهود، فساد التعاون المطلق ضمن الطائفة اليهودية في سيبريا وعموم روسيا خوفاً من النظام الشيوعي الجديد، وبلغ عددهم في المدن السيبيرية الكبيرة 50 ألفاً وكان المؤتمر الصهيوني الأول لعموم روسيا في مينسك عام 1901م أرسل قادة الاتحاد الصهيوني العالمي، رسالة إلى جموع اليهود بأنهم يشكلون جزءاً مهماً (لليهودية العالمية) دعا (أوصي شكين) إلى تأسيس الحرس الصهيوني تحت النجمة اليهودية، رغم أنه كان هنالك الحزب الاشتراكي العمالي اليهودي ـ الصهيوني الروسي والذي له هدف من أهدافه الموافقة على ما جاء في المؤتمر الصهيوني العالمي في كاتوفيج ببولونيا بتهجير يهود العالم إلى فلسطين.
إلا أن أعضاء حزب الحرس الصهيوني في روسيا وصل عام (1900م)، إلى (12) ألف عنصر معظمهم من سيبيريا وروسيا الجنوبية الغربية منهم، يناسلاف، فيلنو، وغيلييف[92].
فيما بعد ذلك بسنوات علق (بولدوين) في صحيفة نيويورك تايمز أنه حينما قامت (إسرائيل) سعت كل أطراف الصهيونية العالمية للضغط والابتزاز والقتل والاغتيالات ضد من يقف أمام الاعتراف بها أي (بدولة إسرائيل) حتى وإن كان ستالين نفسه فخبرة المخابرات الإسرائيلية المؤسسة حديثاً لا تسمح إلا بأن تصدر التعليمات الفورية إلى مركز المخابرات الصهيوني العالمي الموجود في نيويورك ولندن وروسيا وبولونيا إلى القيام بالواجب أو بما يلزم[93].
أما المفكر اليهودي البولوني (إسحاق دويتشر) كان من أبرز دعاة العداء للصهيونية وكيانها الاستعماري فقد كتب في أحد مقالاته عن المناخ الروحي السائد في ذلك الكيان عام 1954م "بأن ذلك الكيان ورث الأساليب العنصرية الحاقدة ولوناً جديداً من ألوان العداء للسامية التي يتشدق بالدفاع عنها". فالصهيونية أينما كانت وكيفما اتجهت هي حركة رجعية معادية للتاريخ وللشعوب وللتطور وللتنمية وللإنسانية وفي البلاد الفقيرة لأنها ستظل عميلة للاستعمار وهي عميلة من نوع خاص[94].
إذ بماذا نفسر النشاط المميز لـ(بنيامين دزرائيلي) (1804م-1881م)، كزعيم لحزب المحافظين، ورئيس الوزراء البريطاني كيهودي تخلَّى عن يهوديته ليعمل كمسيحي، وملهمٍ لأنشطة متكاملة للحركة المسيحية الأوروبية والبرازيلية والأمريكية وكتب (روايته) التي تحدث فيها عن الخلاص ولكن أي خلاص، الذي يدعو إلى إنشاء الوطن القومي ليهود العالم في فلسطين وتناقلت الرواية التجمعات اليهودية في روسيا وبولونيا وأعجب بها كل الإعجاب ورغم اعتراف الموسوعة البريطانية العظمى (بدور دزرائيللي) إلا أنها حددت سلفاً طبيعة الحلم الذي اتجه إليه يهود العالم[95]؟!...
بعد أن حددت بالتفصيل من هم (السفارديم، والإشكنازيم، واليهود العرب والشرقيين)، ورغم معارضة أفكار زعيم الصهاينة (هرتزل) العلمانية مع الذرائع التوراتية لنشاط الحركة اليهودية العالمية فإن بريطانيا خدمت اليهود والصهاينة خدمات خطيرة للغاية عن طريق كريستوفر سايكس صاحب اتفاقية سايكس بيكو في تقسيم بلاد الشام خدمة للمآرب الصهيونية، لقد أكد هرتزل: "إن الصهيونية ستشكل جداراً منيعاً لأوروبا بوجه بربرية آسيا وكقاعدة أمامية لها بوجه همجيتها"...
يتضح من كل ما سبق أن مصلحة الأمم المتحدة هي من مصلحة المدنية الأوروبية والأمريكية لتأسيس الدولة الصهيونية وأخذ موافقتها عليها عبر أقصر الطرق، ومن مصلحة أوروبا وأمريكا أن تعترفا بإسرائيل وتؤيدا وعد بلفور وسايكس بيكو لأن فلسطين هي الجسر الذي يبقي كلاً منهما موجوداً للأبد في منطقة غنية بكل المقاييس بالنسبة لغيرها، ولكن باستخدام كل الأعمال الوحشية والفاشية إن لزم الأمر؟!..
وأعلن من لندن قبيل أكثر من 200 عام أن العاصمة البريطانية ستكون بالنسبة للصهيونية العالمية وليهود العالم الأم الحنون ومركزاً لانطلاقهما لتحقيق أحلامهما عبر البحار السبعة والقارات العالمية لأن اليهود مستواهم المالي والثقافة والاحتكاري يفيد الاستعمار بكل الاتجاهات[96].
ثالثاً ـ كيف تعامل اليهود البلشفيون مع الصهاينة أعداء الثورة:
(فيليكس دزيرجنسكي) [97]
أكد دزيرجنسكي رئيس المجلس الثوري العسكري في الثورة البلشفية أنه تم اعتقال أعضاء في المركز القومي اليهودي في بطرسبورغ، وتم الا ستيلاء على الوثائق المعدة سلفاً المعادية للثورة والهادفة إلى زج منظمة عسكرية كبيرة صهيونية معادية (منظمة بيتار) للثورة مرتبطة بمركز ما يسمى قيادة جيش المتطوعين لتحرير موسكو و كان بعض أعضاء ذلك المركز يشغلون مراكز قيادية في الجيش الأحمر لعموم روسيا وكان لهم دور مهم في المؤسسات والمدارس العسكرية الروسية أيضاً.
وقد دفع لهؤلاء مئات وآلاف الروبلات (435) روبل و(452) روبل و(73) كوبيك إلا أن دزيرجنسكي طلب من عاملة الهاتف الاتصال بأرقام الهواتف (45273) أو (43573) رد فيكتور إيفانوفيتش فوجد أنها أرقام هواتف معادية للثورة إضافة إلى أنها حسابات قبض الروبلات هي شيفرة بالأحرف الصغيرة جداً كلها مرتبطة بمركز قيادة (دينيكين) و(شيبكن) المتعلقة بتنظيم المؤامرات ضد الثورة في موسكو وبمركز الاتحاد الصهيوني العالمي في روسيا القيصرية.
الهدف بات واضحاً، ا لتحريض ضد الثورة وزعاماتها وكانوا يأملون بالسيطرة على موسكو لعدة ساعات بغية إثارة الرعب والفساد في صفوف الثورة والجيش الأحمر، وقد أعدوا لذلك العمل بالأوامر والنداءات الخاصة بهم ورغم أن دزيرجنسكي كان بولونياً إلا أنه تمكن من محاربة الصهيونية وعناصرها ومنظماتها السرية بشكل سمح له بتبوء مناصب عالية في الثروة لأنه كان ماركسياً من الطراز اليعقوبي الذي لا تزحزحه عن مبادئه أية قوة مهما كانت.
لقد كشف رئيس اللجنة الاستثنائية (لأمن الثورة) عدداً من الشقق السرية للصهاينة والفوضويين وتمكن مع اللجنة الاستثنائية من إلقاء القبض عليهم، وكان أحد عشر عنصراً في جادة (جيلني شيفسكي) جادة اليهود في مدينة بطرسبورغ، وألقي القبض على (جريتشامينوف) الذي له عدد من الشخصيات الخفية فهو جريتشانيك، وجريتشانيكوف، وكان قائداً لحملات التفجير ضد مراكز الثورة وعند اعتقاله ألقى القنابل اليدوية والرصاص على أعضاء اللجنة ا لاستثنائية، وفي أثناء التحقيق معه ومع أنصاره تبين أن لهم وحدات عسكرية فوضوية أخرى معادية للثورة اعتزموا تفجير اجتماعات (موسكو الاستثنائية لجنة) كما فعلوا سابقاً بـ(متفجرة زنتها 54 رطلاً من المتفجرات)[98].
وفي منازل ريفية تم الاستيلاء على مخازن أسلحة ومستودعات متفجرات وديناميت، ورغم ذلك سحق جيش الثورة في (فاروينج) أفضل تشكيلات دينيكين الذي كان يحضر نفسه للانقضاض على موسكو بإشارة من هؤلاء الفوضويين والصهاينة في موسكو وبطرسبورغ على السواء[99].
لقد سعى دزيرجينسكي بتوجيهات من قائد الثورة إلى مكافحة أعداء الثورة من الحرس الأبيض والصهاينة والمخربين الذين كان بحوزتهم رسائل بالروسية والعبرية وكان ليتشكوف دزيرجينسكي دور مهم في تنظيم العمال والفلاحين ضمن بولونيا وضمن الثورة البلشفية وكان هنالك أيضاً يهودي يدعى (موسى سولومونوأوريتسكي) وهو من المثقفين الحزبيين وعضو اللجنة المركزية لحزب البلاشفة الذي حارب الصهاينة بقوة. لقد تم العثور على صديقة أوريتسكي الحزبية النشيطة في دير يعقوب (ياكلوفليف) للراهبات مقتولة ومشوهة بوحشية منقطعة النظير من قبل الحرس الأبيض والصهاينة، وكان العامل الخراط أيلين عضواً نشيطاً في هيئة اللجنة الاستثنائية نجح بمقاومة (سكافارسكي) الصهيوني مع الجنرال سكوجار مستخدماً سلاحه الفردي وألقى القبض عليه ووجدت في منزله وثائق هامة معادية للثورة. لقد كان دزيرجنسكي وموسى أوريتسكي على استعداد للموت في سبيل الثورة كما كان غيرهما غيوراً على نجاح الاشتراكية، ومن هنا تبرز أهمية الدفاع عن الاشتراكية وبناء عالم جديد بعيداً عن الغيتو والصهيونية والبوند أصحاب الأعمال الإرهابية الفاشية وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عدم وضع اليهود في مكانة واحدة على عكس غلاتهم أمثال: كاوتسكي، وسكوجار، أعداء الثورة والإنسانية إبان ثورة أكتوبر وبعدها.
رابعاً ـ منظمة بيريا المستشار السياسي لستالين ووزير الداخلية (M.V.P)، واللجنة الطبية العليا/ موسكو:
هربت جموع غفيرة من اليهود هروباً، متدفقين نحو الولايات المتحدة بعيداً عن الحكم القيصري الروسي الأرثوذكسي وبخاصة بعد اكتشاف (بروتوكولات الصهيونية) المهربة من فرنسا، فهاجر أكثر من (2) مليون يهودي بين عام(1881م ـ 1914م)، نتيجة ظروف معينة، وفي عام 1902م عملت المنظمات السرية الصهيونية التي تعمل سراً تحت لواء (بروتوكولات حكماء صهيون، وتوجهاتها السرية الخطيرة) المطبوعة أساساً في فرنسا وبريطانيا (مركز المحفل الماسوني العالمي) والتي لاحقها البوليس السياسي السري القيصري في كل أوروبا الشرقية والغربية، فعملت في ذلك التاريخ على إنشاء جمعية دولية مساهمة تسمى (التروست الاستعماري ـ اليهودي) بدعم أسرة روتشيلد وبريطانيا كحليف احتكاري جديد للاحتكارات العالمية الناشئة في الولايات المتحدة، وأوروبا ووسعت نفوذها لتطال بيروت والاسكندرية وأنقرة والرياض وبعض دول الخليج كالإمارات فكانت لبريطانيا المساهمة العظمى في بناء التروست الاحتكاري اليهودي الذي يعمل شكلاً بالاستثمارات وسراً بقضايا أمنية وعسكرية لصالح الصهيونية العالمية.
لم يدخل إلى فلسطين عند هجرة اليهود الروس أيام القيصر من أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى أكثر من (46.000) ألف يهودي بعد أن تمكن الاستعمار البريطاني الأمريكي من بناء 47 مستعمرة جديدة أنشأها لهم (البارون إدموند روتشيلد) وشكلت مساحتها 2% من مجموع مساحة فلسطين، وبعد أن اختمرت أفكار هرتزل جيداً في مذكراته وتحركاته في زيارة مصر وفلسطين وتركيا، حول إمكانية إنشاء المستوطنات وتحويلها فيما بعد إلى حجر أساس للدولة اليهودية في فلسطين بدعم بريطانيا وألماني وأمريكي عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بال في سويسرا، وكانت شركة الأراضي اليهودية ـ العثمانية اصطدمت مع السلطان العثماني عبد الحميد (1900م-1902م)، للحصول على ما يسمونه "شارتر" أي "براءة" عثمانية لاستعمار فلسطين وجوارها لبنان وسورية والأردن وسيناء على أن تتم السيطرة على المناطق الساحلية من لواء اسكندرون مروراً ببيروت وصيدا وصور وحيفا ويافا حتى رفح وغزة، ومن الممكن نقل سكان الساحل من لواء اسكندرون حتى رفح إلى المناطق الداخلية بالقوة والإرهاب والعنف وإحلال محلهم اليهود المهاجرين من روسيا وأوروبا وآسيا الوسطى وأمريكا[100].
التقت مصالح التروستات الرأسمالية اليهودية العالمية مع مصالح الاحتكارات البريطانية والفرنسية والألمانية والأمريكية إلى حدود بعيدة من التآزر والتآمر منقطع النظير إضافة إلى الترويج للفتن والفوضى والحروب، لأنه يمكن السيطرة على الشعوب والدول من خلال تلك المعارك الداخلية، لقد حرض المارشال بيريا ومولوتوف ضد السياسة البيروقراطية التي نهجها ستالين، وكان بيريا، يرأس البوليس السياسي السري أيام ستالين، بسبب صلة القرابة من جهة النساء حيث قدم السوفييت خدمات لا تنسى لليهود في الاستيلاء على مراكز القوى ضمن سياسة شفافة استغلها اليهود أيما استغلال. لقد كان بيريا أيام القيصرية من الضباط الشباب المشهورين بإرهابهم وقمعهم للمناضلين فهو رمز(سجون لوبيانكا) الذي كان يشرف بعد ثورة أكتوبر على جميع السجون والمعتقلات السوفييتية بعد انتصار الثورة وآلت إلى المارشال بيريا "اليهودي" بحنكته ومؤامراته السرية وزارة الداخلية أيام ستالين، وأسس لنفسه (منظمة يهودية سرية)، خطيرة جداً كانت تعرف باسمها السري (M.V.P)، وأردفها بجهاز طبي سري خطير ومنظم أسماه بـ"اللجنة الطبية العليا"، وهدفها القضاء على القيادات السوفييتية الحرة، وتعقب الكتاب والصحفيين والحزبيين والروس الشرفاء، وحينما أشيع عن بعض الأطباء القتلة المأجورين أوقفهم الحزب للتحقيق معهم بجرائمهم بتهمة التآمر ضد الاتحاد السوفييتي وستالين شخصياً، إلا أن المحاكم برأتهم من جرائمهم باستخدام الرشاوى والضغط بمساعدة بيريا نفسه مما زاد الشكوك (بدور بيريا) داخل المكتب السياسي للحزب، إلا أن الدكتورة (لوديا تيماشوك) كانت تلاحق هؤلاء الأطباء سراً لتعرفهم بالأسماء، وكان لها الدور الأساسي في كشفهم ووضع ملفهم أمام أعضاء المكتب السياسي، إلا أن وسام لينين والسوفييت الأعلى الذي حصلت عليه من ستالين شخصياً قد سحب منها لأسباب غامضة، وكانت قيادة الشرطة السياسية السرية الروسية على خلاف حاد مع وزير الداخلية المارشال بيريا، كيف لا، وهي تلاحق الصهاينة في كل مكان وشبكاتها وزاد شكوكها بدور (بيريا الصهيوني)، دون أن يعرف أعضاؤها أو عددهم وبعد تدخل بيريا بقضية التحقيق مع الأطباء أفرج عن شبكة الأطباء ومعظمهم من اليهود الروس والذين تم كشفهم فيما بعد على يد (خروتشوف) مع منشورات (جماعة البوكر الصهيوني) [101]وبعد إطلاق سراحهم ثارت اللجان الحزبية والنقابية وطالبت بفضح (دور المنظمات السرية اليهودية) بما فيها جماعة البوكر اليهودية وثار الشعب الروسي وقدم احتجاجات واسعة لـ"المكتب السياسي" على طبيعة النشاطات الخطيرة لتلك الجماعة وجماعات غيرها وفي 10/تموز/1945م، أبلغ المجلس السوفييتي الأعلى للشعب عن (فضيحة خطيرة) وقف ورءاها وزير الداخلية المارشال اليهودي بيريا وبمساندته شخصياً مع عصابته في وزارة الداخلية ونجحت الشرطة السياسية السرية التابعة للحزب ووزارة الداخلية بإماطة اللثام عن النشاطات المجرمة والإرهابية لأصحاب (القفازات الطبية والحريرية) التي قام بها المارشال (لافريني بيريا) لصالح الحركة الصهيونية العالمية والاحتكارات اليهودية في بريطانيا والولايات المتحدة وبعد كشف أسراره واتصالاته السرية الخطيرة والتي كشفت بعد إطلاق سراح بعض الأطباء على إثر التحقيق معهم قرر مجلس السوفييت الأعلى محاكمة المارشال بيريا وزير الداخلية وإعفاءه من مناصبه بعد أن كان مسؤولاً عن:
1 ـ رئيس الشرطة السرية التابعة لوزارة الداخلية.
2 ـ نائب رئيس مجلس الوزراء.
3 ـ وزير الداخلية الذي فرض نظاماً قمعياً وإرهابياً ظاهره سوفييتي ولكن جوهره الحقيقي (يهودي) لتشويه صورة السوفييت ونظامهم أمام العالم.
4 ـ إقالة وزير داخلية جمهورية جورجيا باعتباره الصديق الأوحد والحميم للمارشال بيريا.
ويعود للمارشال بيريا مجموعة جرائم مكتشفة وغير مكتشفة عمل فيها على تطوير وضع اليهود داخل الأجهزة الإدارية والحزبية والعسكرية والأمنية وملاحقة الشرفاء الروس والأحرار ونفيهم واعتقالهم تحت اسم (ستالين) الذي استفاد من أساليبه البيروقراطية، وأن أي ضابط أو مسؤول في الحزب أو المكتب السياسي نزيه كانت تشن ضده حملات بوليسية ودعائية وأخلاقية لتحطيمه حتى تمكن بيريا وعصابته من دس السم في شراب ستالين نفسه فبعد أن شكلت لجنة من (9) أطباء لتشريح جثة ستالين تبين لديهم في التقرير الذي رفع لمجلس السوفييت الأعلى أنه توفي بسبب مادة من السم، ومات مقتولاً حيث كان بيريا الشخص الوحيد الذي لازمه قبيل وفاته بأيام وحتى إذا ما وصل خبر التقرير لبيريا عمد مع شرطته في وزارة الداخلية والمنظمات الصهيونية السرية إلى إخفاء الأسرار وإلى قتل الأطباء التسعة ضمن مسلسل إرهابي منظم وبشكل منفرد في ظروف غامضة ومن هؤلاء الأطباء، أطباء أجانب أيضاً[102].
الخطر من ذلك أن ملاحقة المنظمات السرية الصهيونية واليهودية توقف في عهد بريجينيف لأسباب غامضة ويعتقد سببها بعض أبناء المسؤولين الذين عملوا بالتجارة مع دول أوروبية معينة وكان لهم حسابات مصرفية خيالية يستفيدون منها بعلم آبائهم أو بدون علمهم. وفي بداية السبعينات حتى نهايتها كانت المنظمات تلك تتسلل إلى الجامعات والمعاهد المتخصصة وتقوم بقتل أو شنق العديد من طليعة الشباب الثوريين المعروفين في أوطانهم والذين ينتمون إلى منظمات يسارية حتى أن بعض القيادات الفلسطينية الشابة قتلت في ساحات عامة خطفاً أو رمياً بالرصاص وهم ينجزون دورات عسكرية وأمنية فهل كانت تلك المنظمات اليهودية قادرة على معرفة كل شيء عن هؤلاء الشباب ببساطة.
لقد عملت الصهيونية العالمية، واليهودية الأصولية المتعصبة، ضمن الاتحاد السوفييتي (بشكل سري) وعلى أساس تحريك الثورة المضادة المدعومة من الاحتكارات العالمية وبالأخص من شركة أسرة روتشيلد وأسرة لازار وأسرة فارحي، وقمحي وقارح وروسو وإبراهيم زاده وجاك كوهين وأصلان[103]، من تركيا ومن جورجيا ومن دول خارج الاتحاد السوفييتي ومن داخله وتشجيع ثورة الكولاك ملاكي العقارات والأراضي إلى الحرس الأبيض المتعاون مع المنظمات الصهيونية في محاربة ثورة أكتوبر والقضاء عليها منذ بداياتها وقد أقنعت تلك المنظمات المتنفذة في أجهزة الحزب الحاكم في موسكو قبيل وبعد عام 1948م، بأن يزور "بيريا" بعض المستوطنات في فلسطين عام 1952م، سراً فأثنى على بناء الكيبوتسات والموشاف على الطريقة الاشتراكية المعروفة بـ(السوفخوز والكولخوز) وكانت الدعوة له من بن غوريون شخصياً كاشتراكي صهيوني، لكن أكد زعيم ثورة أكتوبر بأن منشورات المنظمات اليهودية وأنشطتها ظلت واسعة بعد ثورة أكتوبر وأوضحت تلك المنشورات التي تحمل النجمة الصهيونية السوداء كم هي معادية فعلاً للسامية وللشعوب الأخرى بمضمونها الرجعي والعنصري وفضح خرافة الشعب اليهودي الواحد، وفضح أيضاً تاجر الشاي اليهودي في روسيا الذي استغل أبشع استغلال وبقذارة عماله اليهود الروس والتتر والأذريين لنشر الدعاية الصهيونية وتنظيم هجرة اليهود لفلسطين وكان (Zax) المليونير اليهودي يستغل العاملات اليهوديات بالجنس والدعارة والمال لنشر الدعاية الصهيونية.
وتحدث زعيم ثورة أكتوبر أن صفوف اليهود في خلال الثورة وبعدها لم تضم إلا البارونات والنبلاء والأغنياء من المجتمع القيصري الروسي مقابل آلاف الفقراء منهم الذين استغلوهم أبشع استغلال، وضمت قائمة البارونات والكولاك (ملك) سكك الحديد الذين وصلت سمعته كمرابي جشع واحتكاري كبير إلى مسامع الاحتكارات الأوروبية والأمريكية بل كان شريكاً لهم في المؤامرة على الثورة وهو اليهودي الثري (بولياكوف) الذي لا تقدر أملاكه بثمن داخل روسيا وبريطانيا وأمريكا، إضافة إلى صاحب مصانع السكر في روسيا وأوروبا (برودسكي) إضافة إلى أصحاب الفابيركات الضخمة لصناعة الدخان (البوند ستريت) و(المارلبورو) وقد استطاع هؤلاء شراء ثوار كان لهم سمعتهم الطيبة في داخل الثورة من أمثال: تروتسكي (يهودي والده ثري ويملك العقارات ودور السينما) وسفردلوف، وأوريتسكي، وفولودارسكي، وزملياتشكا، وتشوبايص، وليتيفنون، ومنهم أيضاً من كان يعمل في صحيفة البرافدا الحزبية.
وبعد مجموعة تحقيقات أكدت أجهزة الثورة بأن الحركة الصهيونية ومنظماتها السرية الممتدة إلى بريطانيا حاولوا شراء هؤلاء وحرّفت اهتماماتهم لصالح الحركة اليهودية العالمية باللعب على خلفيتهم الدينية، كما حصل فيما بعد مع المارشال بيريا وأكد سابقاً ماكس نوردا صديق هرتزل بأنه يأسف كل الأسف لانضمام اليهود في روسيا للعمل في مجتمع سوفييتي ورفضهم الهجرة إلى فلسطين ضمن الحملة التي قادتها الوكالة اليهودية العالمية والاحتكارات اليهودية في أوروبا وأمريكا ولعب الأثرياء والأغنياء اليهود الدور الكبير للقضاء على ثورة العمال والفلاحين والفقراء في روسيا بعد ثورة 1917م، وزرعوا في أذهان الناس عبر الصحف والإذاعات الأكاذيب والأضاليل عن أهداف الثورة التي عملت على دمج اليهود في مجتمعاتهم لبناء بلادهم وليس لاحتلال بلاد الشعوب الأخرى.
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس