عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 04 / 2011, 23 : 02 PM   رقم المشاركة : [11]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين

2
نظرة على وضع التسوية السلمية
قبيل المعركة الانتخابية 1999م
اهتمت مختلف الأوساط السياسية والدبلوماسية الإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأوسط، ولعل موضوع الانتخابات الإسرائيلية، من أهم الأمور التي تحتل حيزاً هاماً في تفاعل الأحداث السياسية في المنطقة رغم أن الاعتداءات الأميركية على العراق بدون سقف دولي واختلاف مجلس الأمن الدولي على الدور الأمريكي الجديد وانقسامه على بعضه البعض شكل انطباعاً هو أن المنطقة تتسارع فيها الأحداث بشكل مثير لصالح قوى التطرف وبالأخص القوى الإسرائيلية المتطرفة في اليمين الصهيوني وأحزابها التي مزقت العملية السلمية بين (العرب- وإسرائيل)، وبما شهدته من أزمات متلاحقة منذ استلام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للسلطة في إسرائيل[154]، وهي مجموعة أزمات مفتعلة انتهت إلى أزمة خطيرة أدت إلى انهيار عملية السلام رغم الجهود المتواصلة من الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والدول العربية لدعم عملية السلام وفق منظور مؤتمر مدريد، وإذا وجدنا عقلية نتنياهو المتخبطة في وحل التطرف فإن تلك العقلية تدفع باتجاه دعم القوى اليمينية المتطرفة في إسرائيل لنسف عملية السلام برمتها.
لقد دعت أولبرايت إلى "ضمان أمن إسرائيل" كما دعا جيمس بيكر ووارن كروستوفر أيضاً إلى ضمان ذلك الأمن ومساعدته ضمن المرحلة الجديدة من أجل استيعاب مليون مهاجر يهودي جديد من روسيا وما كان يعلبه بسميرتينخ وزير الخارجية الروسية في جولته في الشرق الأوسط بداية التسعينات[155].
أولاً- نتنياهو نموذج إسرائيلي للتطرف والخداع:
استخدم نتنياهو مختلف أساليب الكذب والمداورة للتملص من نصوص اتفاقية "واي بلانتيشن" والخاص بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في 13% من الأراضي الفلسطينية المحتلة على أن يكون هنالك 3% محمية طبيعية (أمنية المحتوى والأساس) وعلى أن تطبق سلطات الاحتلال- والطرف الفلسطيني ما جاء بالاتفاقيات في خلال (12) أسبوعاً وإطلاق سراح معظم السجناء السياسيين وبخطوة استعراضية أطلق فقط (700) معتقل معظم جرائمهم جنائية وليست "سياسية".
حاولت سلطات الاحتلال التدخل بالشؤون الداخلية للسلطة الفلسطينية إلى الحد الذي طلبت فيه تسليمها قائد الشرطة الفلسطينية (غازي الجبالي) وعلى تذكير السلطة بأنه يتوجب عليها تطبيق اتفاق واي بلانتتيش من طرفها فقط[156].
إضافة إلى إلغاء بنود من الميثاق الوطني الفلسطيني ومصادرة الأسلحة غير المرخصة وتحديد حجم جهاز الشرطة بـ 12 ألف شرطي وعلى أن يكون نشاط الشرطة الفلسطينية ضمن الأراضي الفلسطينية فقط، بينما تخترق الشرطة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية الحواجز والمناطق الفلسطينية لاعتقال من تشاء، أو ملاحقة من تسميهم "بالإرهابيين" وهم مناضلون ضد الاحتلال الصهيوني.
لهذا السبب أو لغيره تتساءل الشخصيات الفلسطينية وقوى وفصائل المعارضة ماذا سيحقق اتفاق واي –ريفر للشعب الفلسطيني؟، وماذا ستجني السلطة من إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني؟، سوى ضرب وحدة الشعب الفلسطيني وشق صفوفه[157]، وإذ جاء ردها على كل ذلك بأنها عقدت مؤتمراً وطنياً تأسيسياً في دمشق غير فّعال وبخاصة بانسحاب الأستاذ خالد الفاهوم منه لأسباب معينة وشكلت "لجنة متابعة عليا" لمعارضة السلطة واتفاق واي-ريفر، ويلاحظ التعارض الكبير في الساحة الفلسطينية بين السلطة وفصائل المعارضة التي تجد أن السلطة صارت أداة طيعة بيد نتنياهو وحكومته مع الأخذ بالاعتبار اللوحة الحزبية الداخلية في "إسرائيل" المضطربة بسبب سياسة نتنياهو الذي يقترب أكثر فأكثر من عقلية التطرف اليميني البغيض، ذلك أن "إبراهام شافيرا" أصدر "فتوى" تهدد كل من يؤيد اتفاق واي-بلانتيش الذي اعتبره كارثة على "إسرائيل" واليهود، حيث يتبلور تحالفاً متطرفاً قوياً بين ميخائيل كلانير وحزبه الجديد "وجبهة أرض إسرائيل" بالإضافة إلى هدف المتطرفين اليهود بالاستعداد لتطبيق السيادة الإسرائيلية الجديدة على مناطق يهودا- والسامرة (الضفة والقطاع) حتى على تلك الأراضي التي أخذتها السلطة بالشكل السلمي وضمن اتفاقيات دولية وبشهادة أمريكية.
وهم يعتبرون أن تلك الأراضي أرض "إسرائيل"، ويساند هذه الحركات (مجلس الحاخامات الصهاينة) ويسعون مع (إسحق شامير) و(بيني بيغن) إلى إخراج نتنياهو من السلطة لأنه خان المعسكر القومي بتنازله عن أجزاء من اليهودا والسامرة وقام حزب المفدال المتعصب (9 مقاعد في الكنيست) رفع شعارات قبل أيام إلى أن تكون أرض إسرائيل خالية من العرب وكان زعيمه إسحق ليفي، وحنان بورات، دعو إلى منافسة نتنياهو في الانتخابات المقبلة، مقابل دعوة جبهة أرض "إسرائيل" (17عضواً في الكنيست) للدعوى نفسها ومنافسة رئيس الحكومة، وكذلك سعى تكتل (يهوديت هتواره) (4 مقاعد) وتضم حزبي موليديت واغوادات يسرائيل بقيادة (غاندي) رحبعام زئيفي، وهدف هؤلاء جميعاً العودة إلى الوراء للحصول على أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع وترحيل الفلسطينيون وفرض السيطرة الصهيونية عليها.
أما رفائيل ايتان دعا إلى "إيجاد أرض إسرائيل" الشاملة التي هي هدف جوهري لسياساته مع بيني بيغن واهود ألمرت.
أما الأحزاب التي تسمى يسارية في اللوحة الانتخابية الإسرائيلية المؤيدة لاتفاقيات (واي- ريفر) وتأييد السلطة الفلسطينية وإقامة سلام دائم معها، دعت إلى خوض الانتخابات في أيار القادم، ودعا حزب (ميرتس) إلى تأجيل الانتخابات إلى حزيران لإحراج نتنياهو أكثر وتعريته أمام الجمهور الناخب، وتزداد الضغوط عليه أكثر من أجل تطبيق اتفاقيات واي-ريفر مع الفلسطينيين من قبل هذا التيار بما فيها جبهة (حداش).
ثانياً-أزمة داخلية في الحكومة الإسرائيلية:
انسحب إسحق مردخاي وزير الدفاع الإسرائيلي من الحكومة لأسباب عديدة، وإثر ذلك اتهم مردخاي رئيس الحكومة بأنه شخص كاذب ومراوغ ويضلل الوزراء والناس معاً، بعدها مباشرة عصفت بتكتل الليكود أزمة حادة وحالة تشرذم أدت بالنتيجة إلى خروج وزير الدفاع الإسرائيلي من الحكومة وتشكيله لحزب جديد بعيداً عن الليكود وسياسته والذي انقسم الأخير على نفسه إلى عدد من الأحزاب مما فسح المجال أمام (حزب العمل) لتكون له فرصة مواتية لنجاح مرشحه في الانتخابات القادمة.
والصراع والتنافس يجري الآن على أشده في اللوحة السياسية والحزبية الإسرائيلية، وحاول موشي أريتر سرقة الأضواء من نتنياهو فلم يستطع الأمر الذي دفع بالأخير إلى وضعه وزيراً للدفاع بدلاً عن (إسحق مردخاي) وواعداً إياه في حكومته الجديدة أن يكون وزيراً للحرب الإسرائيلية، وقد قبل موشي أريتر بما قدمه له رئيس الحكومة الإسرائيلية وبدأ مهامه بشيء من الإثارة وفرض الذات وقيامه بتفقد الجيش الإسرائيلي وقوات أنطوان لحد في الحزام الحدودي، وطمأنة ميليشيات القوات اللبنانية في جنوب لبنان بأن هناك (خططاً جديدة)، سيتم تنفيذها لتدعم موقعهم ونشاطهم بدلاً من أنطوان لحد لأسباب تمس نزاهته ودوره في تهريب المخدرات والبضائع مع بعض الضباط الإسرائيليين من وإلي إسرائيل عن طريق لبنان والعكس.
ويريد موشي أريتر تحقيق مكاسب سريعة لنتنياهو قبيل الانتخابات بعد تصريحه الذي أكد فيه:
"أنه لا يمكن الانسحاب من الشريط الحدودي لأن العملية تنطوي على مغامرة كبيرة "وطالبت جمهرة من الناس بما فيهم النسوة من قيادة الجيش الإسرائيلي الانسحاب من الشريط الحدودي والجنوب اللبناني فوراً حينما قام (حزب الله) وقواته في جنوب لبنان برشق المستوطنات الصهيونية قبيل عيد الفطر 1999م بمجموعة صواريخ الكاتيوشا التي أصابت بعض المستوطنات رداً على مقتل أسرة لبنانية كاملة مشكّلة من أم وخمسة أولاد صغار نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي لمناطق البقاع اللبناني، وتزداد التوترات على الحدود في جنوب لبنان بسبب اعتماد رئيس الحكومة الإسرائيلية على سياسة ضرب العملية السلمية وعدم الالتزام مطلقاً بقرارات الشرعية الدولية وبالأخص قرار مجلس الأمن رقم (425) للانسحاب غير المشروط من جنوب لبنان وبشكل فوري.
وتصر حكومة نتنياهو إصراراً واضحاً على التمادي بالمواقف المتطرفة إزاء عملية السلام برمتها ليس في جنوب لبنان فحسب بل وفي الجولان، حيث تم استصدار قرار في الكنيست الإسرائيلي يفرض ضم الجولان وجنوب لبنان نهائياً ويتهرب من استحقاقاته في الأراضي الفلسطينية وعدم الالتزام بملفات التسوية فيها، وبخاصة بعد أن ألغى (المجلس التشريعي الفلسطيني) أي (المجلس الوطني للسلطة) النقاط المتعلقة بتدمير دولة إسرائيل وعدم الاعتراف بها باعتبارها كياناً استعمارياً مصطنعاً.
ومن الملاحظ أن العملية الانتخابية الإسرائيلية، أخذت أهمية كبيرة في الأوساط الإقليمية والعالمية نظراً لأهميتها في المرحلة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط لأنه على أساسها تجري عملية التركيب والترتيب في العمل السياسي الإقليمي بمختلف اتجاهاته وعلى ما يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لإحراج رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي بالتشديد على إجراء انتخابات لا يكون فيها نتنياهو حاصلاً على فرص كبيرة للنجاح، ونتيجة منطقية للخسارة الكبيرة التي تواجهها "إسرائيل" في أوروبا والولايات المتحدة كنتيجة للتعنت والكذب والخداع الذي يمارسه في سبيل ضرب العملية السلمية برمتها وجر المنطقة إلى أتون صراع وحرب لا تعرف نتائجها. وبخاصة أن هنالك استياءً عاماً في "إسرائيل" نفسها تدعم قيادة الجيش نفسه حيث تبنت تلك القيادة وجهة نظر إسحق مردخاي في ضرورة الانسحاب من جنوب لبنان وعدم التورط في معارك تخسر فيها القوات الإسرائيلية أكثر مما تربح، وبخاصة أن سماحة السيد (حسن نصر الله) زعيم حزب الله أشار في الصحف وفي التلفزة اللبنانية قبيل عيد الفطر 1999م وبعده أن على الحكومة الإسرائيلية أن تدرك جيداً أن جنوب لبنان لا يمكن أن يدخل كسلعة في الحملة الانتخابية الإسرائيلية وأن حزب الله سيرد على الهجمات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ كاتيوشا على المستوطنات الإسرائيلية.
من الواضح أن خسائر إسرائيل في جنوب لبنان عام 1998م هي خسائر كبيرة وعلى مدار السنوات الماضية حاول نتنياهو الضغط على الجيش الإسرائيلي كي يمارس شتى السبل من الحصار والقتل والقصف المدفعي والجوي الأمر الذي أحدث شرخاً كبيراً في الجيش الإسرائيلي نفسه وعلى إثره انسحب إسحق مردخاي من وزارة الدفاع يتحدى فيه بالوقت نفسه الأسلوب الهمجي المتطرف الذي يمارسه نتنياهو ومجموعة من المتعصبين ويمكننا التطرق إلى النقاط التالية:
أ-نتيجة سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلي تمت محاصرة إسرائيل إقليمياً ودولياً وبالأخص بعد إطفاء النار تحت رماد تسخين الحرب بين (تركيا- وسوريا) فأدى ذلك إلى عزلة إسرائيل إقليمياً ودولياً، وكانت الولايات المتحدة وفرنسا لا ترغبان بزيارة أريئيل شارون وزير الخارجية إلى بلديهما وتم إغلاق الأبواب في وجهه، ولعل موقف مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية منه شخصياً ومن نتنياهو أثار العديد من التساؤلات عن الفشل الذريع للدبلوماسية الإسرائيلية تجاه قضايا المنطقة عموماً[158].
ب-عدم تطبيق نتنياهو لاتفاقية (واي-ريفر) والتهرب من مستحقات التطبيق بإطلاق الحملة الانتخابية المبكرة بهدف جر إسرائيل إلى مزيد من التطرف والتعصب ودفع الإرهابي (أريئيل شارون) وغيره للتصريح بأهمية احتلال مناطق السلطة الفلسطينية وعدم احترام الاتفاقيات الدولية الموقعة بين السلطة الفلسطينية- وحكومة إسحق رابين السابقة بهدف تعطيل عملية السلام برمتها[159].
ج-إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلي على زيادة المستوطنات وإعادة الاستيلاء على الأراضي والمنازل العربية بالقوة في القدس والخليل وزيادة حدة التوتر الناشئ عن تصرفات المستوطنين ودعم الجيش لهم.
ثالثاً-عقلية نتنياهو ومشكلته (الكذب والخداع) أساسها:
يعبر رئيس الحكومة الإسرائيلية عن عقليته في كتابين أصدرهما سابقاً، هما: "مكان تحت الشمس" وكتاب "محاربة الإرهاب"، وهي مجموعة أفكار تؤكد على دعوته للارتباط بالجذور والدعوة الصهيونية وهي دعوة نموذجية للوفاق بين التيار الديني العلماني، والتيار الديني المتعصب المتطرف في داخل "إسرائيل"، وبسبب أن التيارين يعملان على فرض الوجود اليهودي كمشروعية على يهودا والسامرة (الضفة والقطاع) واليمين المتدين يجد تقرير مصير اليهود التي وردت في التوراة على أساس من قتل الغوييم "الأميين –البسطاء"، والسعي إلى بسط الحكم اليهودي بأي شكل كان وإخراج الفلسطينيين من تلك الأراضي، وأن ما وافق عليه نتنياهو على واي –ريفر والخروج من 13% من الضفة يعني أنه خان عهد الرب والتوراة، ودرجات التطرف بين اليمين المتدين واليمين العلماني لا تختلف كثيراً عن بعضهم البعض في تحديد "الناحية القومية" المستحدثة يمنحونها القداسة تحت حجج بائدة ولذلك رفع نتنياهو شعاراً خطيراً يضرب فيه عملية السلام برمتها الذي طرح فيه بديلاً عن الأرض مقابل السلام شعاراً مغايراً "الأمن مقابل السلام"
تعتبر مسألة معضلة الأمن عميقة الأثر ضمن المعارضة الداخلية في إسرائيل في لوحة الانتخابات أو بعملية التسوية ودعم الاستيطان في الضفة والجولان، وأن اتفاق أوسلو، يبعث الخوف لدى الإسرائيليين، وبالأخص فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وجعل القدس الشرقية عاصمة تلك الدولة، الأمر الذي لا يعوض خسارة الشعار اليميني المتطرف في جعل "القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل"[160].
لذلك فإن التيارين المعارضين لاتفاقيات واي-ريفر فرضا على نتنياهو تجميد تنفيذ الاتفاق رغم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية سعى مراراً للوصول إلى صناديق الاقتراع في موعدها بحلول عام 2000م بينما الانتخابات في أيار أو في حزيران تعني التصويت على مسألتين:
1-الأداء المراوغ والمضلل الذي اتبعه نتنياهو تجاه الولايات المتحدة وتجاه السلطة الفلسطينية وتجاه التسوية.
2-الاستفتاء على اتفاقيات واي-بلانتيشن، وخاب تفاؤل نتنياهو بعد زيادة بل كلينتون لغزة وزيارة السلطة الفلسطينية وتلميحه على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وإخراج الشعب الفلسطيني من أزمته[161].
ورغم مواقف رئيس الحكومة المضللة للشارع الإسرائيلي، فإن رئيس الوكالة اليهودية (أبراهام بورج) وأحد المرشحين لانتخابات الرئاسة عن حزب العمل الإسرائيلي أيد إقامة دولة فلسطينية كاملة الاستقلال، وغير مستبعد أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، وقد التقى أبراهام نشطاء حزب العمل الإسرائيلي العرب واليهود في الناصرة والجليل مؤكداً على أهمية الحوار القومي والديني بين الإسرائيليين والعرب بما فيهم حركة حماس والجهاد الإسلامي والقيادات الدينية الأخرى، إضافة إلى تأييده الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان بدون قيد أو شرط، ومشيراً إلى أن سياسة حزب العمل بما فيهما سياسة باراك تتركز على إقامة مشروع سلام مع سوريا حتى وإن كان سيؤدي إلى الانسحاب من هضبة الجولان نفسها[162].
رابعاً-اتفاقية دولية هل تؤكد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني؟.
أما كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات فقد أكد على أن الفلسطينيين انتزعوا في –واي بلانتيشن(21) تعديلاً لصالحهم على المبادرة الأمريكية، وأن السلطة الفلسطينية انتزعت عام 1998م اعترافات دولية غير مسبوقة بالشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير في الوقت الذي نجحت فيه السلطة الفلسطينية في اجتثاث إنكار الوجود الفلسطينيين من الذهنية الإسرائيلية وعملت على حصار إسرائيل في داخل تجمعاتها وبالتالي إقليمياً ودولياً[163]؟!.
ورغم انه حددت عشرة أسابيع في مذكرة واي ريفر لتنفيذ التزامات الجانب الإسرائيلي فيها بشكل واضح وصريح على أساس من التبادلية المتوازية في العملية وليس التبادلية الاشتراطية التي أعلنها نتيناهو فور عودته من توقيع المذكرة، على أساس أنه إذا نفذ الجانب الفلسطيني التزاماته فإنه سينفذها بدوره، وهذا الأسلوب أسلوب اشتراطي ليس موجوداً في مذكرة واي ريفر كما يؤكد ذلك صائب عريقات وأسلوب نتنياهو مخالف للمذكرة بشكل كبير وصريح، والتبادلية تعني التطبيق العملي المتبادل لكلا الطرفين وليس من طرف واحد الأمر الذي يؤكد تنصل رئيس الحكومة من التزاماته في واي ريفر حيث أكدت مادلين أولبرايت –وقبل توقيع مذكرة واي ريفر- أن الولايات المتحدة هي الحكم لما يجري وهي التي تحدد من يتنصل من التزاماته أو أشكال التهرب المتعمد أو المماطلة، ولذلك فإن الأمريكيين يؤكدون أن رئيس الحكومة يتنصل من تطبيق الاتفاقية في مذكرة واي-ريفر، ولذلك لم تستقبل مادلين أولبرايت وزير خارجية "إسرائيل" لهذا السبب ولغيره، وبخاصة أنه ليس من المعقول أن يكون نتنياهو (حكماً) لما يجري بل هو طرف من العملية ويترتب عليه ما يترتب على الجانب الفلسطيني تماماً.
بينما نتنياهو يشن هجوماً واسعاً على إسحق مردخاي وعلى أيهود باراك لأنهما وافقا على المبادرة الأمريكية، وأنه حاول تزوير نص اتفاق (واي-بلانتيشن) في النص "العبري" بعد أن اطلع الوزراء على النص "الإنجليزي" من المذكرة (وادي-بلانتيشن) فوجدوا أن هنالك تزويراً وفارقاً كبيراً بين الترجمتين، الأمر الذي خلق أزمة حادة بين الوزراء وبين رئيس الحكومة وبالتالي مع إسحاق فايتسمان رئيس الكيان الصهيوني نفسه، إلا أن نتنياهو بهذه الصورة المراوغة والميكافيلية عمل على إفشال الاتفاق ودعا بنفسه لانتخابات مبكرة ليحصل هو وغيره على فترة أطول في الخداع والكذب ولكي يقوم في الحملة الانتخابية على خداع الجمهور الناخب وخداع دول وشعوب المنطقة، بحجج مواجهة تحديات واستحقاقات المستقبل الذي يراه هو والمتطرفون:
1-أماط نتنياهو اللثام عن وجهه المتطرف والإرهابي بضرب عملية السلام من جذورها باتباعه أسلوب المماطلة والكذب والخداع للوصول إلى مآرب خاصة بعقليته المتطرفة، فغاص في نفقه المظلم[164].
2-ازدادت عمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي وعمليات القتل والقنص وهدم البيوت ومحاولات تهويد الأراضي في القدس الشريف بشكل مؤثر وخطير جداً. إضافة إلى شق الطرق وإقامة المستوطنات الثابتة والمتحركة لضرب عملية السلام وخرق كل الاتفاقيات مع السلطة الفلسطينية المتخبطة في وحل التسوية.
3-جميع الجهود التي بذلتها الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية بإرسال المبعوثين إلى المنطقة لإطلاق عملية السلام بين السلطة الفلسطينية –وحكومة نتنياهو باءت بالفشل الذريع حتى في آخر زيارة قام بها (دينس روس).
4-أضرت حكومة نتنياهو بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وسياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تجاه ليس واشنطن فحسب بل وتجاه الرئيس الفرنسي، وطوني بلير وزير خارجية بريطانيا، وأخيراً تجاه الزيارة التاريخية للرئيس كلنتون لأراضي السلطة الفلسطينية، وكان خطابه يؤكد على حق الشعب الفلسطيني على أرضه، ولعل الزيارة بحد ذاتها شكلت الذروة في العزلة الإسرائيلية على المستوى الدولي بشكل لم يسبق له مثيل حيث احتجت على زيارته تلك الحكومة الإسرائيلية.
5-اعتبار السلطة الفلسطينية ورئيسها (ياسر عرفات) خصماً لدوداً لإسرائيل ولنتنياهو، وهو يكرس جهوده في الحملة الانتخابية للهجوم على السلطة ورئيسها بعد أن فقد العديد من أصدقائه وحلفائه بسبب فشله الذريع في التعامل مع ما وقعه هو بنفسه في واي بلانتيشن، وحاول خداع وتزوير مذكرة الاتفاقية بشكل جعل أقرب الناس إليه يميطون اللثام عن وجهه الحقيقي المعادي للسلام.
6-توجيهه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة تجاه فضائح يستتر وراءها رموز يدعمهم نتنياهو في داخل الولايات المتحدة نفسها للإطاحة بالرئيس كلنتون وضرب مرتكزاته الرئاسية، وبدعم ملحوظ من جماعات الدعم الصهيونية الهادفة إلى زعزعة ثقة الشعب الأمريكي برئيسه بل كلنتون[165]، لذلك فإن العملية الانتخابية في "إسرائيل" تحظى باهتمام كبير دولي، وإقليمي بسبب أن نتائجها لها منعكسات كبيرة على التطور السلمي والاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط[166]، وبالتالي قد تؤدي إلى توتير أجواء المنطقة، وإبقاء سياسة العدوان والاستيطان والقتل والتدمير بعيداً عن تسوية أوضاع الجنوب والجولان والضفة والقطاع، حيث عمل رئيس الحكومة الإسرائيلية على زيادة تفاقم التوتر السياسي- والعسكري في المنطقة معيداً الانتباه أن أسلوبه لا يختلف مطلقاً عن أسلوب (هتلر) أيام النازية الألمانية وبخاصة تصريحات ديفيد ليفي بحرق أرض لبنان وأطفاله، التي حطمت فيها الهتلرية جسور التسوية والتعاون مع جيرانها وأصدقائها بسبب أحلام التفوق والسيطرة الغابرة مع الفارق الكبير بين الدولة الألمانية والكيان الصهيوني.
خامساً-موقف حزب العمل الإسرائيلي:
ومن خلال تتبع الأحداث السياسية في اللوحة الانتخابية الإسرائيلية، فإن الطرف المعارض لنتنياهو يأخذ دوراً كبيراً في الدفاع عن مواقف حزبه تجاه العديد من القضايا متهماً حكومة ب.ب بأنها فشلت بتأمين السلام والأمن وغير قادرة على تحديد الهدف الرئيسي لإسرائيل في مسارات السياسية الشرق أوسطية.
ويلعب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق (باراك) رئيس حزب العمل الإسرائيلي ا لحالي دوراً مهماً في إفشال الحملة الانتخابية لنتنياهو وأنصاره ومؤكداً على أنه سيسقطه في الانتخابات المقبلة، وأنه سيسعى إلى حل جدي مع الفلسطينيين-والسوريين، وجاء ذلك في خطاب أقامه حزب العمل أطلقت فيه شعارات تدعو نتنياهو إلى العودة إلى بيته خائباً، لأنه قسّم المجتمع الإسرائيلي إلى قسمين، واعتبر باراك بقوة أنه لا يمكن لنتنياهو أن يهزمه قائلاً:
"لن يعلمني أحد ما هو الأمن ولا ما هو الكفاح ضد الإرهاب حتى ولا ضابط الاحتياط نتنياهو"؟.
وتعهد باراك توفير فرص أفضل للسلام والأمن بعد فشل نتنياهو في هذه المهمة مؤكداً على أن "إسرائيل" بحاجة إلى قيادة تقول الحق، وليس الأكاذيب وقيادة فعالة لا قيادة تعتمد على الأقوال المراوغة والمخادعة، وأن حزب العمل وحده الذي يوفر هذه الأجواء والقيادة الجدية وليس نتنياهو[167].
ولماذا يقوم باراك بالإعداد لبرنامج عمل انتخابي معتدل أكثر من برنامج نتنياهو والتأكيد على وضع أولويات؟‍‍!. فيما إذا استلم رئاسة الحكومة وتنفيذ خططه، ويوضع المال في التربية والتعليم بدلاً من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية داعياً إلى معادلة سلمية بين "إسرائيل" والفلسطينيين على أساس الفصل بين "دولة إسرائيل" ودولة فلسطين وهو برنامج انتخابي دعائي، وهل مبادرة الرئيس جورج بوش ذات النقاط الأربع باتت بالنسبة إلى حزب العمل قابلة للتطبيق[168].
وانتقد باراك بشدة تصريحات نتنياهو ضد حكومة إسحق رابين، على أساس أنه غير قادر فعلياً على تحديد ما يريده ويخطط له بالمستقبل لأنه المسؤول عن الشرخ والمزيد من التطرف اليميني في المجتمع الصهيوني، أما (آل جور) نائب الرئيس الأمريكي فقد أكد أنه من الضروري عودة روح (وادي-بلانتيشن) واستئناف عملية السلام، وأن السلام الحقيقي يجب أن يتضمن بالتأكيد المصالح المشروعة للفلسطينيين معيداً للأفكار والرأي العام أن الفلسطينيين قاموا بإلغاء مواد هامة من ميثاقهم الوطني التي تدعو إلى تدمير إسرائيل؟!.
ومن المعروف أن المتحدث باسم البيت الأبيض أكد أن مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية لن تزور إسرائيل أو مناطق السلطة الفلسطينية في خلال وجودها في المنطقة لأن الاتفاق (وادي –ريفر) لم ينفذ بالكامل لأن حل أزمة الخليج والعراق بحل أزمة الفلسطينيين- وخصومهم، على أن الإدارة الأميركية وغيرها من الدول في المنطقة التي ترحب برئيس وزراء جديد يحقق الأمن والسلام فيها.
3
علاقات أهود باراك مع منظمات اللوبي الصهيوني
في واشنطن:
في بداية بحث هذه المسألة لابد من التذكير بأن إنشاء الكيان اليهودي ساهم في عملية تسييس الجالية اليهودية الأمريكية إلى حد كبير، عدا عن ذلك فقيام الدولة اليهودية حوّلت اليهود الأمريكيين إلى قوة منظمة ذات تأثير كبير على الساحتين الأمريكية والعالمية، حيث يوجد الآن في الولايات المتحدة أكثر من /200/ تنظيم وحركة يهودية غالبيتها تمارس تحركاتها لصالح إسرائيل وفي خدمة أهداف الصهيونية العالمية، ويترأس هذه التنظيمات (اللجنة الخاصة بالعلاقات الاجتماعية الأمريكية- الإسرائيلية) (إيباك) المشهورة ليس فقط داخل أمريكا، بل وعلى الساحة العالمية، فمنظمة إيباك مسجلة رسمياً في الولايات المتحدة كمنظمة لوبي موالي لإسرائيل، ويعترف غالبية السياسيين والباحثين والمختصين بشؤون الشرق الأوسط في الولايات المتحدة بأن منظمة إيباك حوّلت الاحتكار الموالي لإسرائيل إلى (حركة جماهيرية يهودية كسبت المعركة من أجل واشنطن)، هذا الاستنتاج أثبت عام 1997م عندما عيّن الرئيس كلينتون الشخصيات اليهودية علناً في المناصب الحساسة لإدارته: (أولبرايت- الخارجية) (كوهين- الدفاع)، (بيرغر- مستشار الأمن القومي)، كما هو معلوم فإن منظمة إيباك وعلى مدى سنوات طويلة مستمرة بدعم الأوساط الصهيونية اليمينية في إسرائيل واعتمدت بصورة أساسية على زعماء الليكود: (بيغن- شامير- نتن ياهو) وعلى حلفائهم في الكونغرس والحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، بيد أنه في خلال أعوام (1997م-1999م) تمكنت قيادة حزب العمل الإسرائيلي بما فيهم أيهود باراك من إقناع قيادة منظمة إيباك بأن تسوية العلاقات الإسرائيلية –العربية بالشروط الإسرائيلية يخدم مصالح إسرائيل والجالية اليهودية الأمريكية على المدى البعيد، وبمحصلة ذلك باتت إيباك في خلال السنوات الأخيرة تتبنى موقفاً أكثر اعتدالاً إزاء العملية السلمية الشرق أوسطية وبدأت تنأى عن الأوساط الصهيونية اليمينية الإسرائيلية بقيادة نتنياهو في حينه، الملاحظ أن الذي مهّد لتقارب باراك من قيادة إيباك أنه في أثناء زيارته إلى واشنطن بعد تسلمه السلطة في الكيان اليهودي في وخلال مباحثاته مع قيادة اليهود الأمريكيين طرح فكرة حول الدور القيادي للدولة اليهودية في التحالف الاستراتيجي-السياسي- العسكري، القائم بين الولايات المتحدة وإسرائيل أي بعبارة أخرى العمل بموجب مقولة (مركز دولة إسرائيل ليهود أميركا) وقد ساهم في تحقيق هذا المبدأ منذ سنوات طويلة لذا اتخذت قيادة الإيباك قراراً بالاعتماد على باراك الذي يؤيد المبدأ ويعمل من أجل إقامة السلام مع العرب لكن بشروط قاسية جداً ومجحفة بحق العرب وهذا بحد ذاته يرضي توجهات إيباك[169].
الجدير ذكره أن باراك اتفق مع قادة الجالية اليهودية الأمريكية بأن إيباك سيتحرك مستقبلاً في الكونغرس الأمريكي وفي أوساط الرئيس كلينتون بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث ستتخذ إجراءات من أجل إقناع أعضاء الكونغرس بضرورة منح رئيس الوزراء أيهود باراك الحرية التامة في تحركاته من أجل استئناف عملية السلام ودفعها إلى الأمام. وفيما يخص قضايا محددة تم إعداد برنامج مشترك على الصعيد الرسمي وخلف الكواليس لتنفيذ بعض التدابير الملقاة على عاتق إيباك حيث ستقوم الأخيرة بمحاولات لإقناع أصدقائها في الكونغرس والحزب الجمهوري بأفضلية (تجميد) نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس بشكل مؤقت، كما عبّر باراك عن اهتمامه بضرورة قيام المشرعين الأمريكيين وقف اتخاذ القوانين التي تربط المساعدة الاقتصادية والمالية الأمريكية للسلطة الفلسطينية بممارساتها وتحركاتها للعمل من أجل البحث عن المفقودين العسكريين الإسرائيليين وتسليم إسرائيل والولايات المتحدة ما يسمى بالإرهابيين الفلسطينيين، ويفضّل باراك حل هذه المسائل بصورة منعزلة عن هذه التدخلات، لكن عندما يرى ضرورة التدخل سيتم التوجه إلى الإيباك والكونغرس للمساعدة في هذا الشأن.
تلفت المصادر المطلعة الانتباه إلى أنه في خلال تطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها مع باراك يمكن أن تصطدم قيادة إيباك بصعوبات حقيقية، فالمعلوم أن هناك تنظيماً يهودياً منافساً لإيباك في الولايات المتحدة هو (الكونغرس الصهيوني الأمريكي) الذي لا يزال يتبنى مواقف متصلبة معادية للعرب وبدعم الأوساط الصهيونية اليمينية في إسرائيل بما فيها سياسة رئيس الوزراء السابق نتنياهو، والمعروف أن زعيم هذا التنظيم (مورتون كلاين) شخصياً لا يوافق على خطط باراك ومنظمة إيباك بخصوص تجميد مناقشة موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، عدا عن ذلك فهو ينوي العمل على تحقيق نقل المشبوهين الفلسطينيين بقتل مواطنين أمريكيين إلى السلطات الأمريكية لمحاكمتهم هناك، كما يخطط لنسف أية محاولات لطاقم كلينتون الحصول على مصادقة الكونغرس لتخصيص السلطة الفلسطينية وسورية بمساعدات مالية كبيرة إذا وافقوا على الشروط الأمريكية والإسرائيلية الخاصة بتسوية العلاقات مع إسرائيل.
الملاحظ أن الكونغرس الصهيوني الأمريكي منذ زمن بعيد يعارض قيام الولايات المتحدة (بمكافأة العرب على قبولهم بالسلام مع إسرائيل). والجدير ذكره أن الكونغرس الصهيوني المذكور استطاع في السنوات الأخيرة تعزيز مواقعه في داخل الكونغرس الأمريكي.

يتبع
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس