[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/187.gif');"][cell="filter:;"][align=right]
أختي الأستاذة ناهد.. تحياتي
شكراً لك على هذا العرض و التوضيح ولكن اسمحي لي أن أتطرق إلى كافة الجوانب
بين الإباحة والمنع
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لسيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمدا صلى الله عليه و آله وصحبه و سلم، الذي أدّى الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الغمّة.
لا شك أن هناك ثوابت فيما يخص العقيدة والتوحيد و كل ما جاء فيه حديث صحيح
توحيد وتنزيه الخالق وعزّ وجلّ وعدم المبالغة التي قد تفتح باب الشرك بالله سبحانه والكبائر في الإسلام معروفة، والرسول صلى الله عليه وسلم ، قال:
(( الحلال بيّن والحرام بيّن ))
مسألة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يجوز التوسع فيها و الحوار حولها.
لعلي هنا أشرح بعض ما يفيد في جوازها ضمن الضوابط بشكل بسيط و أتطرق إلى البدع المحرمة فيها والتي جعلت المذهب الوهابي ( السلفي ) فقط يمنع الاحتفال بينما ظلّ جائزا عند أهل الوسطية مع الالتزام بالضوابط الشرعية لهذا الاحتفال.
لم يشر الرسول صلّى الله عليه وسلّم إطلاقاً إلى الاحتفال بيوم مولده الشريف لا إباحة ولا منعاً، ولم يكن معروفاً أصلاً أو متبعاً عند العرب حتى في زمن الجاهلية السابق للإسلام الاحتفال بمولد أحد، وهذا شيء كان يجهله العرب تماماً كما نستقي من التاريخ.
الرسول صلى الله عليه وسلّم لم يحرّم التدخين لأن التبغ لم يكن معروفا ولهذا نجد حتى الآن من يحرمه من خلال حديثه الشريف: (( لا ضرر ولا ضرار )) بينما يكتفي غيرهم بجعله مكروهاً، بالإضافة لعدد من الأمثلة الأخرى في هذا الباب.
حين دخل أهل اليمن في الإسلام أعجب الرسول عليه أفضل السلام وأتمّ التسليم بالمصافحة وقال عنها نعم البدعة ( السلام باليد ) وأحب أن يسير الجميع عليها، وهذا ماكان ، وهذه كما نعرف أول من ابتدعها أهل اليمن و اليوم يستعملها كل سكان الأرض.
و كلمة بدعة في اللغة / من ابتدع أي ابتكر أمراً لم يكن معروفاً / أي استحدث أمراً.
مع الفتوحات الإسلامية تعرف المسلمون على كثير من العادات التي لم تكن معروفة عندهم أصلاً وحصل تبادل حضاري فأخذوا و أعطوا فيما لا يتنافى مع عقيدتنا.
مما تميّز به أهل العراق أنهم اهتموا بالأحاديث النبوية الشريفة واحتفلوا بيوم مولده صلى الله عليه وسلّم.
أُعجب به واقتبسه عنهم كل المسلمين وأصبح يوم الثاني عشرة من شهر ربيع الأول هو اليوم الذي يحتفل به بالمولد النبوي الشريف ولم يمنع هذا أي من الائمة الأربعة رضوان الله عليهم حتى الإمام أحمد بن حنبل الذي عرف بتشدده.
لقد دخل إلى الاحتفال بالمولد كثير من البدع الممقوتة و حتى المضلّة كما دخل غيرها عن طرق مختلفة
كان للديانة المجوسية عند الفرس تأثير كبير باستحداث بدع تتنافى وعقيدتنا الإسلامية و دخلت إلينا غالباً عن طريق التشيّع والتصوّف وهذه أبواب كثيرة و لا نستطيع وضعها جميعاً في باقة واحدة و إنما ينبغي دراسة وتشريح كل واحدة منها على حدا.
بعيداً عن مذاهب التصوّف و التشيّع، نسأل كيف تسربت البدع الممقوتة إلى أهل السنة والجماعة عبر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف؟
لا شك أنها جاءت عن طريق الحكم الفاطمي و الذي بقيت الكثير من عاداته حتى بعد أن انزاح، وإحدى أهم هذه العادات هو ما يعرف بالمولد في مصر حيث يجري ذلك المهرجان الكبير الذي يختلط فيه الحابل بالنابل ومظاهر أقلّ ما يقال فيها أنها ليست من السنة المطهرة وعقلانيتها في شيء.
كذلك عن طريق بعض مذاهب التصوف التي توغلت تأثراً بالمجوسية و البوذية وغيرها و كل هذه العادات الممقوتة والموبقات التي تحتاج صفحات لسردها كانت للأسف تجري في هذه الذكرى لمولد رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام و التي كان يتبعها الجهلة، ولا شك أن الفطرة السليمة في الإنسان السوي الذي نشأ على موائد التوحيد تجعله يستهجن تلك الموبقات و يرفضها لذا نجد في كل عصر لا يتبع مثل هذا وينخرط به غير الجهلة والرعاع.
من جهة أخرى في العراق و بلاد الشام حيث يتبع الناس مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، أختم بصورة عن مظاهر هذا الاحتفال
* جرت العادة على احترام هذا اليوم واعتباره يوم عطلة مدرسية أما الاحتفال به فكان يجري على النحو التالي:
يقوم شباب كل منطقة في ليلة المولد بالتجمع و البدء في حملة تنظيف كاملة للشوراع و الأحياء ويغسلونها بالماء والصابون
ثم يمدون حبال الزينة التي تتخلها يافطات من القماش واحدة عليها " الشهادتين " و أخرى "الصلاة على النبي" صلى الله عليه وسلم و " ولد الهدى فالكائنات ضياء " وعددا من الآيات القرآنية الكريمة التي تثني على الرسول صلى الله عليه وسلّم، كما اعتاد الناس على إنارة شرفات منازلهم ( لتعطي بهجة الإنارة)
في ذلك اليوم مما أذكر في طرابلس- لبنان الكشافة الإسلامية كانوا يقومون بعرض يمرون بالشوارع كافة وهم يصلّون على النبي ويثنون (عليه صلى الله عليه وسلّم) و كان هذا العرض يعتبر قمة البهجة في مثل هذا اليوم الذي ينتظره الأولاد بفرح وحبور.
واعتاد الناس على التجمع فكان الرجال يتجمعون في منزل أحدهم و النساء يتجمعن كلّ على حدا و ليس في منزل واحد، بينما يتعهد البعض الأولاد الصبية في البيت الذي يجتمع فيه الرجال و البنات في البيت الذي تجتمع فيه النساء حيث يتابع قراءتهم وإنشادهم.
يقرؤون ما تيسر من القرآن الكريم و عادة كلٌ يقرأ جزء و كثيراً ما يختم القرآن الكريم في ذلك المجلس، بعد ذلك تتم قراءة السيرة العطرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم من يوم مولده إلى وفاته تتخللها أناشيد ينشدها الجمع مثل " طلع البدر علينا من ثنيات الوداع " و " أحمد يا حبيبي سلام عليك " و من كلماتها :
يا عون الغريب أحمد يا حبيبي سلام عليك
جئت بالقرآن سلام عليك
من عند الرحمن سلام عليك "
هذا باختصار لمجرى احتفال المولد في العراق وبلاد الشام
دائماً كانت تحاول البدع الخبيثة أن تجد لها سبيلاً فقد ظهر لفترة كتاب للمولد ( سيرة النبي صلى الله عليه وسلم) عرف هذا الكتيّب باسم: ( مولد العروس ) لاقى رواجاً لفترة بين الجهلة وفيه مجريات غريبة ومدسوسة عن فترة حمل والدة الرسول به صلى الله عليه وسلم مثل شق الجدار وظهر لها في اليوم الأول كذا و في اليوم الثاني كذا إلخ
و لكن سرعان ما تم تطويقه و أصدر المفتي فتوى بمنعه من التداول.
والسؤال هنا إن يكن المنع ضد التجاوزات فعلام منع الابتهاج بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلّم إن يكن الاجتماع على قراءة القرآن وقراءة السيرة و الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأي ضير بالاحتفاء على خير و كلام الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم و حفظ السيرة وتحفيظها؟؟!
[/align][/cell][/table1][/align]