عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 03 / 2008, 28 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

هل استقبلتم هولاكو?

أبي و أنا مختلفان في وجوه كثيرة.فلطالما أنبني على تصرفاتي ولم ترقه تعليقاتي.كان يخشى أن أصير مغرورة و هو يمقت الغرور و يهوى البساطة والتواضع.المتشرد المتسخ ,الذي قد يراه البعض إنسانا عفنا قد يحمل ألف جرثومة و مرض معدي, يراه أبي حكمة الله في خلقه.
والمعتوه الذي يردد كلاما غريبا,ماشيا في الشوارع و الأزقة,قد يعتبره أبي أحق الأشخاص بالرفق و العطف
و إذا صادفه صباحا و حن عليه بصدقة, يكون بالغ السعادة و كأن الله بعث له قوس قزح ليحلي يومه
لم يكن أمرا غريبا في بيتنا أن يدخله زوار لا يقربوننا و لايمتون لنا بصلة
ولازلت أذكر حين دخل أبي المطبخ ذات يوم ليخبر أمي أن معه ضيف.
و حين سألته من يكون قال أنه مهندس دولة كان يعيش في باريس.
عندما خرج والدي قال أخي :آه لو رأيتم ذلك الشخص على وجهه آثار و كأنها ضربات مشرط".لكن أبي صدق ضيفه لأنه وصف له بعض الأحياء الباريسية ,و أبي يعرف باريس كجيبه, و مادام لم يخطأ الوصف فقد آثر أبي تصديق حكاياته برمتها
لقد غضب مني والدي يوما غاية الغضب و هو يسمعني أنعت أحد الصحون بالشيء القبيح البشع,قال عني أنني متعجرفة ولاأقدر قيمة الأشياء.خاصة أنه يهوي الأنتيكات و الأقداح و القطع الغريبة.
أذكر أنه أحضر يوما من السوق شيئا أسطوانيا عجيبا
تساءلنا جميعا عن ماهيته و كيفية إستعماله و حرنا لأمره ,حتى أن عمي الذي كان بصدد زيارتنا قال أنه ربما كان جزأ من مدفع يعود لعهد السلاجقة و المماليك.لكن أبي قال عنه أنه من النحاس الخالص و كأن االنحاس معدن نادر و نفيس
وجد الشيء الأسطواني الطويل العميق مكانا له في غرفة أبي و صارهذا الأخير يرمي فيه القطع النقدية التي تثقل جيبه و أشياء صغيرة أخرى.إلى أن مل النظر إليه و أخفته أمي في إحدى الخزانات لتعيده إلى مكانه إذا طالب الوالد بذلك
في آخر مرة دخلت فيها غرفة والدي رأيت سجادا كبيرا مصنوعا من جلد حيوان ضخم,و قلت:ماهذا هل استقبلتم هولاكو?"
ضحكت أمي بشدة و دخل أبي فجأة ليتحفني بكلامه عندما رآني انظر إلى السجاد
قال لي: هل تعرفين لأي حيوان هو?
قلت:لثور ربما?!
قال: طبعا لا, ياعزيزتي حتما هو لجاموس نادر أو بيزون إفريقي متوحش.
و تذكر ابي حكاية أنياب الفيل العاجية التي أهداه إياها أحد أصدقائه الأفارقة و التي سرقت من سيارته.تحسر عليها و مضيت أتخيل
أين كانت ستوضع في غرفته? أم في غرفة الضيوف?"
تخيلت أحد الضيوف يقوم خلسة ليلامسها ثم يعود لمكانه.ماذا كانت ستقول العواجيز ,ربما خلن أن هناك حكمة خفية وراء الأنياب,أنها تطرد الحسد أو العين
ربما قيل أن الأنياب العاجية هي السر في تفوق إخوتي الدراسي.
و من يدري ربما ذهبت النساء لمحلات العطارة و سألن عن خصائص الفيل و إن كانت الأنياب تباع أو إذا كان الفيل حيوانا ذو شعر أو أصلع فشعره قد يفي بالغرض أيضا خاصة أنه قد يتطلب مكانا أصغر أقل لفت للإنتباه.
أبي العزيز أحبه كثيرا رغم إختلافاتنا فعلى الأقل هو ليس شخصا نمطيا يقلد كل من هب ودب
Nassira

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس