أستاذي الكبير حسن سمعون
تحية اجلال واكرام
كلمات متقاطعة
أفقياً: أتقدم لك بأطيب تحية ملؤها الحب والإخاء
عمودياً: أشهد لك أنك كفيت ووفيت
أفقياً: تتراقص الحروف وتبتسم المعاني
عمودياً: أستوحي من قلمك الرائع خطوط دربي
أفقياً: أسلوبك رقيق يسمو فيلامسه منبر الحب
عمودياً: في جبين الشمس أرسم أسمك عملاقاً
اسمح لي أن أنثر العطر على مساحتك بلا حدود
أستاذي
لعل اكبر خسارة لحقت بالعراق واضيفت الى مجمل الخسارات هي سرقة المتحف العراقي بعد سقوط بغداد . بسرقة هذا المتحف يكون العراق قد خسر اكبر واضخم واغلى وانفس الكنوز التاريخية -التي لاتقدر بثمن .
لكنوز والاثار التي نعتبرها خير دليل وبرهان للاجيال القادمة على حضارة وتاريخ بلدهم العراق . بعد سقوط النظام وسقوط بغداد بيد المحتل الامريكي تعرضت اغلب الدوائر الحكومية ومنها المتحف العراقي الكائن في منطقة العلاوي ببغداد الى اكبر عملية سلب ونهب من قبل شبكات اجرامية منظمة ومختصة بسرقة المتاحف والمتاجرة بالتحف الاثرية فمعظم التحف الاثرية والمفقودة من المتحف العراقي وباقي المتاحف العراقية الاخرى وكل مايتعلق بحضارة وادي الرافدين نجد اغلبها معروض في متاحف العالم وفي دور المزادات العالمية المنتشرة في اوربا وامريكا .
بعد سقوط بغداد في يد المحتل الأميركي يوم الأربعاء التاسع من أبريل/ نيسان 2003 عمت السرقة والسلب والنهب العديد من مؤسسات الدولة، وكان أكثرها فداحة ما تعرض له المتحف الوطني العراقي على مدى ثلاثة أيام متتالية (الخميس والجمعة والسبت 10 و11 و12 أبريل/ نيسان).
شهود العيان على ما حدث للمتحف قالوا آنذاك إن اللصوص جاؤوا على شكل عصابات وافراد وقدر عددهم بـ400 شخص حملوا معهم ما أمكنهم نهبه وحطموا الكثير مما عجزوا عن حمله.
كان في المتحف العراقي قرابة 220 ألف قطعة وأتى اللصوص على قرابة 15 ألفا لم يعد منها سوى 4000 فقط والبقية ظلت حتى الآن مسروقة.
وتصنف بعض المصادر لصوص متحف بغداد إلى ثلاثة أنواع:
لصوص محترفون: وقد نهبوا ما نهبوه بدقة عالية وطريقة مدروسة ومنظمة.
-
لصوص غير محترفين: وهم الذين لا يعرفون قيمة ما نهبوه فكانوا يسرقون من أجل السرقة فقط ويبيعون ما حصلوا عليه من كنوز ثمينة بأسعار زهيدة.
-
لصوص مؤدلجون: وقد كانت وراء سرقتهم نية مبيتة تهدف إلى طمس حقائق تاريخية معينة.
اللصوص المحترفون كانوا يتوجهون لسرقة آثار يعرفون مسبقا قيمتها فكانوا ينتزعونها من مكانها بعناية بالغة.
فعلى سبيل المثال سرقت أحجار مختومة بأسماء ملوك ومعابد سومرية وتركت مسلة حمورابي الموجودة معها في نفس الواجهة الزجاجية. فهم يعرفون أن هذه الأحجار المختومة التي سرقوها أصلية أما المسلة فهي نسخة جبسية منقولة عن النسخة الأصلية الموجودة في متحف اللوفر الفرنسي، لذلك تركوها.
ومن بين خزانات العرض البالغة 451 خزانة والموزعة على قاعات العرض الـ14 والموجودة في الطابقين العلوي والسفلي لمبنى المتحف تحطمت 28 خزانة وبقيت فارغة بعدما نهبت محتوياتها.
ومن أبرز ما سرق:
كما نهب من المخازن 4795 ختما أسطوانيا و5542 عملة معدنية وقناني زجاجية وخرز وتعاويذ ومجوهرات. ولم تنج من عمليات النهب سوى قاعة واحدة هي القاعة الآشورية الكبرى بسبب ضخامة محتوياتها.
وقد أخذت القطع المسروقة طريقها إلى العديد من بلدان العالم، منها الولايات المتحدة واسرائيل وتركيا وإيران كما عثر في فرنسا وسويسرا والأردن وسوريا على بعض مقتنيات المتحف العراقي.
