عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 04 / 2011, 35 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
د ثروت عكاشة السنوسي
شاعر وقاص ، يكتب القصة القصيرة- الشعر- المسرح- الرواية، رئيس قسم قصيدة النثر / هيئة الديوان الألفي ، هيئة النقد
 





د ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: أسيوط - مصر

... (السيمافور) و... القطار الأخير

...(السيمافور ) و...القطار الأخير
أتكئ إلى جذعِ النخلةِ،لتلتقي عيناي وإشاراتُ(السيمافور) الحمراء تعلنُ عن قدومِ قطارٍ مسرعٍ كعادته، يتجه إلى الجنوب؛ وكأنه على موعدٍ مع حبيبٍ.. أنهضُ، أتلفتُ حولي في بطءٍ.. لا أجدُ في الطريقِ إلاّي، وظلالاً تعانقتْ مع ظلالِ الليلِ... آتيةً من جهةِ المزلقانِ القديمِ، تحملُ لقاءاتِ الذكرياتِ، تجثمُ عليّ، تراودني اشتهاءاتُ المساءِ بلا فائدةٍ، ليتها والحقيقةَ يمتزجان في عينيّ ؛ فلا أمسي وحيداً....

أستديرُ محزوناً؛ لأهربَ من مشهدٍ تمنيته في ركنِ الزوالِ من الذاكرةِ، لكن الإيماءاتِ الآتيةَ من إشاراتِ(السيمافور)، لا زالت تشعل حنقي على كلِ القطاراتِ القادمةِ من الشمالِ؛ فأحدِّقُ في عجلاتِها اللامعةِ، وقدْ غطتها الدماءُ، صرخةٌ واحدةٌ تجاوزت بي عمرا كالحلمِ إلى بئرٍ يناوئُها الألمُ، وذلك الغرابُ الذي يرابضُ فوقَ النخلةِ يزعقُ كلما زعق قطارٌ يمرُ..

.... أحبُكَ.. قالتها قبلها، ثم احتوتني بدفءٍ يقودني إلى واحةِ حلمٍ.. أتأملُها ثم أضمُها إلىّ وغصةٌ تحرقُني.. تألمَّتْ من قسوةِ ذراعي فتأوَّهَتْ، لكنها راحت تدفنُ وجهَها المضئ َفي صدري.. تتنفسُ مسامي وتستنشقُ عشقاً يحوطُه الخوفُ وحروفٌ تمددتْ على طاولةِ الفناءِ..

أعطيتُها ظهري أواري دمعةً طالتْ وجنتيّ، وسعادةٌ حيرى بداخلي.. تركتني وقامتْ تتقافزُ على القضبانِ غيرَ عابئةٍ بإشاراتِ( السيمافور) الحمر وزعقاتِ القطارِ المسافرةِ إلى هناك، وضحكةٌ طفوليةٌ أغلقتْ صفحةَ عمرٍ؛ لتميتني.... .

أسيرُ عاقداً يدي خلفَ ظهري، أتوسدُ قضبانَ السكةِ الحديد، وألتفتُ إلى إشاراتِ (السيمافور) التي راحتْ تدقُ، وتعلنُ عن قدومِ القطارِ الأخيرِ..!
***
­­­­­­­
د/ ثروت عكاشة السنوسي
مصـــــــــــــــــــر

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د ثروت عكاشة السنوسي غير متصل   رد مع اقتباس