لأننا نحب سوريا
لأننا نقدّر جهود كل من يحمل همّ عروبتنا، و ما زال يحفظ الكرامة لقوميتنا، و لأن سوريا العروبة هي العين الساهرة العتيدة لبوابة المشرق، و هي السد المانع و الممانع أمام كل المؤامرات التي تستهدف الأمة العربية، و لأنها حاضنة الثورات و مأوى مناضليها، و بدعمها و مواقفها الثابتة لأبطال المقاومة اللبنانية، تم دحر العدوان الصهيوني عام 2006 عن لبنان الحبيب.
و لأن التاريخ لن ينسى وفاء الرئيس بشار الأسد و مواقفه في بذل أقصى الجهود من أجل تعزيز التلاحم العربي و المحافظة على الثوابت القومية للأمة العربية، فأحتضن فصائل المقاومة الفلسطينية، و رفض الأملاءات الأمريكية الأسرائيلية في شأن حل القضية الفلسطينية، و وقف سداً منيعاً في وجه أسرائيل، مانعاً إياها من بسط هيمنتها على لبنان و سوريا.
من أجل ذلك، دفعت سوريا الثمن باهظاً، فعُزلت دولياً حكومة و شعباً.
حين نتفكر في كل ما ورد، و كيف تتعرض سوريا، نظاماً و شعباً لكل محاولات الأحتواء و الأسقاط من قِبَلِ شرذمة مُندسة و مدعومة من شخصيات منبوذة كانت قد تهاوت في بئر الخيانة في الماضي القريب، بتواطىء رجعي عربي و أمبريالي صهيوني، نجد أنه من الأجحاف أن نتعامل مع الأزمة السورية على النحو الذي تصوره لنا وسائل الأعلام الغربية و الأسرائيلية، و حتى بعض الوسائل العربية المأجورة.. فتلك الوسائل دأبت على بث سمومها و التحريض على معادة الأمة العربية و نبش الفتن بين الأشقاء العرب.
مَن يطلع على ما تتضمنه رسائل تلك الوسائل الأعلامية المغرضة، سيتيقن أن أهم أهدافها هو أسقاط النظام العربي السوري، الذي بقي الوحيد عربياً إلى الأن في حالة حرب مع الكيان الصهيوني، و الذي يُعتبر عضواً هاماً في محور المقاومة، و المشهود له بصلابة مواقفه ضد أطماع أسرائيل التوسعية في المنطقة، و ضد المشروع الأمريكي أيضاً.
ليس ممكناً أن نغض الطرف عن هذا التحريض و هذا التكالب للنيل من سوريا و قيادتها الوطنية، فأسرائيل تدرك أن كل المحاولات قد بأت بالفشل في سبيل تركيع سوريا، و أن نظام سوريا العربي لن يتراجع عن مواقفه ضد أسرائيل.. و عليه فأن أي نظام بديل سيكون أفضل بكثير من نظام بشار الأسد بالنسبة لأسرائيل.
مع كل ما سلف ذكره، هذا لا يعني أن الشعب السوري لا يعاني من كبت في الحريات، و تعسف في الأحكام، و من الفساد المستشري داخل المؤسسات الرسمية و الخاصة في الدولة، و من التوزيع غير العادل لموارد الدولة.. بلى هو كذلك.
لذا، يتوجب على القيادة السورية، رئيساً و حكومة المسارعة دون أبطاء، و العمل بحزم على تحقيق مطالب الشعب السوري، لسد الباب بقوة على ثلة المقامرين و على كل العملاء و المندسين لأذكاء نار الفتنة التي تستمد وقودها من أسرائيل وصولاً إلى درعا ثم إلى باقي المدن السورية.