عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 04 / 2011, 00 : 08 AM   رقم المشاركة : [1]
فيصل الشعراني
كاتب نور أدبي مشارك
 





فيصل الشعراني is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: لبنان

تفاصيل التحقيقات مع مبارك وعلاء وجمال/ صعوبات استرجاع أموال مهربة عبر شخصيات عربية

أعدها حسنين كروم
القاهرة - 'القدس العربي': وكأن هذا البركان الهائل من الحقد والكراهية ضد الرئيس السابق وأسرته ينتظر لحظة انفجاره ليغطي كل شبر في مصر، إعلان النائب العام قراراته بحبس مبارك، وعلاء وجمال، فرحة يصعب تصورها، ويقين بأن مصر انتقلت الآن الى مرحلة جديدة فعلا في تاريخها، كما تم حبس خفيف الظل الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق خمسة عشر يوما بتهمة الإثراء غير المشروع، وكذلك مرتضى منصور بتهمة المشاركة في ترتيبات موقعة الجمل ضد المتظاهرين في ميدان التحرير، وانشغل التليفزيون المصري بجميع قنواته وكذلك القنوات الخاصة بهذه التطورات، وكان أعجبها ما قاله صديقنا والفقيه القانوني والمفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا في برنامج العاشرة مساء للإعلامية منى الشاذلي، ان أحد المسؤولين السابقين أخبره انه يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية فوجىء باتصال هاتفي من جمال مبارك يقول له: - إزاي يغيروا الدستور من غير ما ياخدوا رأينا فوضع المسؤول السابق السماعة في وجهه.
بعد كلمة مبارك الفاشلة سقطت ورقة التوت
ونبدأ بالرئيس السابق حيث لا يزال البعض حتى الآن مستفزا من الكلمة التي وجهها عبر قناة العربية، ويهاجمه بسببها، ثم بدأت الهجمات الشامتة فيه وفي أبنيه علاء وجمال بعد التحقيق معهم والأمر بسجنهم على ذمة التحقيقات.
وننتهي أولا من الإشارة إلى ما تبقى من ردود أفعال على كلمته، التي قال عنها زميلنا عبد الفتاح عبد المنعم أحد نائبي رئيس تحرير 'اليوم السابع'، الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل ثلاثاء: 'بعد كلمة مبارك الفاشلة سقطت ورقة التوت التي كانت تستر عورات هذا الرئيس الفاسد ولم يبق أمامنا إلا أن نقدمه للمحاكمة، فمبارك اخترق كل القوانين، وتعامل باعتباره ما زال يحكم بالرغم من تحديد إقامته في شرم الشيخ، فهو يتهدد ويتوعد ونسي أنه لو حتى أفلت من تهمة الفساد المالي، فان جرائمه السياسية يجب أن يحاكم عليها.
فشل مخطط مبارك وأسرته عجل بتقديمه للمثول أمام جهات التحقيق، لبدء محاكمته وسجنه و لينضم إلى شلة الفساد في سجن طرة، والتي بدأت بالجزار حبيب العادلي وجرانة والمغربي وعز وانتهت بزكريا عزمي وأحمد نظيف أفشل رئيس وزراء مصري.
الجميع الآن في مارينا طرة ينتظرون الدفعة الثانية وعلى رأسهم مبارك وابناه جمال وعلاء ليقضوا الصيف في ضيافة سجن طرة'.
الرئيس لم يكن وحده الفاسد
ومن نائب رئيس التحرير إلى مساعد رئيس التحرير زميلنا عادل السنهوري، الذي لم يقتنع فقط بما قاله مبارك، وانما أخذ يزايد عليه ويلقي بالاتهامات على الشعب المصري، عندما اكد لنا بالأدلة: 'ما دام الرئيس المخلوع حسني مبارك وزوجته وأبناؤه لم يسرقوا أو ينهبوا ثروة مصر، وما داموا لا يملكون أرصدة مالية أو عقارات في الخارج، إذن فنحن الحرامية الذين نهبوا وسرقوا واحتكروا وبددوا ثروة البلد ومن أفسد وسفك الدماء فيها؟
تزوير الانتخابات وتغييب إرادة الشعب واحتكار السلطة، والتعذيب في السجون وأقسام الشرطة، وقتل الأبرياء واختفاء المواطنين، لم يقم بها مبارك ورجاله؟!
كل الجرائم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية ضد الشعب لم يفعلوها وهم منها أبرياء كما ذئب يوسف ابن يعقوب؟! لن تنفع المعزول في شرم الشيخ خطبه الصوتية، ولن تجذب له أي تعاطف معه، وعليه الآن المثول للتحقيق أمام النائب العام، وعليه أن يثبت براءته وعليه أن يستغفر ربه عن كل الجرائم التي اقترفها في حق هذا الشعب، وحتى إذا برأه القضاء الطبيعي من تهمة تهريب الأموال، فستبقى محاكمة أخرى هي محاكمة سياسية لعصر كان هو البطل الوحيد فيه'.
اتهام السعودية بالتآمر على الجيش
وفي 'أخبار' الأربعاء، ألقى زميلنا وصديقنا والأديب الكبير جمال الغيطاني بالمسؤولية على السعودية واتهمها بالتآمر مع مبارك، قائلا عنها: 'المملكة العربية السعودية التي لا تريد نظاما سياسياً مدنيا متقدماً في مصر يكون له تأثير على النظام في المملكة نفسها على المدى البعيد، كثيرا ما تتفادى الأقلام في مصر الحديث أو الخوض في هذه النقطة بالذات، رسالة الرئيس السابق التي أذيعت من محطة فضائية تديرها وتمولها المملكة، عمل سياسي وليس إعلامياً فقط، يجيء في توقيت تم اختياره بعناية لضرب العلاقة بين الجيش والشعب، وأيضا تعمد إهانة الجيش المصري، فقد حوت الرسالة ما يعني تحديا للمجلس العسكري الحاكم الذي وضع مبارك في الإقامة الجبرية، لكن هذه الإقامة لم تنفذ عمليا ولو تم الإعلان عن أنشطة الرئيس السابق والشخصيات التي التقى بها خلال الشهرين الماضيين، وتحركاته، سوف يصاب المصريون بالذهول، كان اختيار شرم الشيخ قرارا خاطئاً منذ البداية، لابد من المصارحة مع من نعتبرهم أشقاء ولا بد من التنبيه إلى خطورة ما يقومون به من دعم مباشر لقوى تمارس العنف في مصر، ومساندة رئيس مخلوع متهم الآن بنهب أموال الشعب'.
ولا أعرف من يقصد جمال بالشخصيات التي التقاها مبارك في شرم الشيخ.
مبارك ليس وحده الذي حارب من اجل مصر
ومن بين الذين تضايقوا جدا، جدا من مبارك في نفس اليوم كانت زميلتنا في 'المصري اليوم' مي عزام، التي قالت ساخرة منه ومهاجمة له: 'أنا لا أنكر أن 'مبارك' حارب من أجل مصر، لكنه لم يكن وحده، كانت هناك الملايين، ثم إن هذا أمر طبيعي، وخدمة واجبة ومفروضة على كل مصري وليست منة من أحد على الوطن، بل إن هناك من ضحى أكثر وعانى طوال حياته، حتى ان هناك الكثير من الكتب والمقالات والروايات والأفلام تتحدث عن الذين 'عبروا' مقابل الذين هبروا وهناك أبطال لا ينكر أحد دورهم في حرب أكتوبر، عاشوا في ظل وماتوا بحسرة، ولن 'أدوشكم' بأمثلة مثل الفريق سعد الشاذلي، الله يرحمه، وعبد العاطي صائد الدبابات الذي صادروا حتى كشك السجائر الذي كان يقتات منه هو وأسرته.
على 'مبارك' أن يفهم أنه هو الذي ظلم نفسه قبل أن يظلم شعبه، وعليه أن يوفر مواعظه الأخلاقية لنفسه ويراجع تصرفاته وتصرفات أسرته الشريفة لأنه يذكرني بما كتبه الشاعر الراحل محمود درويش في ديوان 'خطب الديكتاتور الموزونة' الذي قال فيه: 'سأمنحكم حق أن تخدعوني
وأن ترفعوا صوري فوق جداراتكم
وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي'.
وهكذا حال الطغاة جميعاً، عندما يشربون 'كوكا السلطة' يدمنون السيطرة، فيسرقوننا ويحرقوننا 'وكمان يغضبوا علينا ومش عاجبينهم'!!'.
مليارات في الخارج والدول العربية تنتظر من يسترجعها
وهذه هي المرة الأولى التي نعرف فيها أن الكوكا، سواء كانت كولا أو بيبسي، مثلها مثل الخمر، تسكر شاربها من أصحاب السلطة، ولكننا نوافقها تماما على قولها عن الذين هبروا، هناك صعوبات في استرجاع ما هبروه وهربوه في الخارج، وقد أصابنا بالإحباط، زميلنا في 'الأهرام' والمحرر الاقتصادي ممدوح الولي، بقوله في نفس اليوم - الأربعاء - في جريدة 'البورصة'، اليومية المستقلة: 'أرقام بالمليارات تتناولها وسائل الإعلام عن ثروات المسؤولين السابقين ورجال الأعمال بالداخل والخارج، كثيرا ما تشوب بعضها المبالغة، وعلى الجانب الآخر فقد تكون ثروة بعضهم الحقيقية أكثر مما يتم نشره، نظرا لابتعاد البعض عن الأضواء واتقانهم التمويه عن ثرواتهم، مثلما يقوم بعض تجار شارع الموسكي بالسكن في منشية ناصر في شقق ضيقة ويعيشون حياة أقل من العادية ،بينما تجارتهم بالملايين، كما يفضل البعض الابتعاد عن عمليات تحويل الأموال من خلال القنوات الرسمية حتى لا يسهل اصطيادهم يوما ما، فهناك شركات متخصصة تساعد على إخفاء تلك الأموال بأساليب مبتكرة، كما يتم إيداع جانب من تلك الثروات في أماكن يصعب التوصل إليها كدول ضعيفة الرقابة المالية مثل جزر هاواي أو جزر كايمان والبهاما وغيرها، أو في دول عربية مع ضمان كبار فيها لعدم الملاحقة.
وكعادتنا تأخرنا في تجميد حسابات رموز النظام السابق حيث كان خطاب البنك المركزي بالتحفظ على أرصدة الرئيس المخلوع وأولاده يوم الثامن والعشرين من فبراير الماضي رغم خروجه في اليوم الحادي عشر من الشهر مما أتاح له ولأتباعه فرصة مريحة للتصرف بحيث يصعب إثبات شيء عليه، ويرتبط ذلك بما قاله الرئيس المخلوع بأنه ليست له ولزوجته ولأولاده أية ودائع أو عقارات أو نحو ذلك بالخارج بالمرة، وكأن الرجل كان ملاكا هو وأولاده ،وكل ما عشناه من فساد في عهده كان سرابا، واللوم ليس عليه بل على من أتاح له أن يظل بلا عقاب على جرائمه حتى الآن، ومن هنا فإن توقعات الاقتصاديين لنسبة ما يمكن استرداده من الأموال المهربة تتراوح ما بين نسبة عشرين في المائة، كأقصى حالات التفاؤل لديهم، بينما ترتفع درجة التفاؤل الى خمسين في المائة لدى آخرين، وهناك منهم من يقول إننا لن نسترد شيئا، وهناك من يشطح به الخيال للقول بأننا سنسترد المال بالكامل، رغم أن البنوك السويسرية على سبيل المثال تقنن خصم نسبة الربع من الأموال التي يمكن إعادتها للدول كمصاريف'.
هل كان مبارك يرتب اموره في شرم الشيخ؟
ومن الذين ضايقهم مبارك بكلامه كان زميلنا ومدير تحرير صحيفة 'الخميس' الاسبوعية المستقلة حسن الشيخ، ولذلك حاول أن يكتم غيظه منه، ويخاطبه بأدب شديد، قائلا له: 'عزيزي الرئيس السابق لم تقنعنا بكلماتك ولم تقدم تبريراً منطقيا لسكوتك طوال الأسابيع الماضية، لذلك فإن اعتقادنا بأنك استطعت ترتيب أمورك خلالها هو القائم حتى الآن، ولكن السؤال الأهم اننا نريد أن نعرف من ساعدك على إخفاء أموالك في الخارج؟ وكيف تم ذلك وأنت تحت الإقامة الجبرية؟ وعندما نأخذ حق شهدائنا سوف نعود للوراء ونبحث في ملف الثلاثين عاما عن كل خطاياك، وبالقانون الطبيعي الذي نريد أن نحاكمك به، وليس امام محاكم استثنائية كما كنت تفعل ببعض شعبك، وإذا أردت الحق والمنطق فإن وجود غالبية رجالك الذين كانوا يديرون مصر بأوامرك أو من وراء ظهرك أو بتوكيل منك في سجن طرة علامة أكيدة أن عصر سيادتك لم يكن نظيفاً أو عادلا أو شريفا وأن كل الجرائم التي ارتكبها هؤلاء أنت شريك لهم بصورة أو بأخرى'.
لو تاب مبارك فلن يفلت من المحاكمة
وحتى زميلنا وصديقنا حمدي رزق رئيس تحرير مجلة 'المصور'، تضايق من الكلمة فقال عنه: 'كنا غفلا، كنا سذجا لم نفهم شيئا، هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية التي أفقنا فيها على صرخة شباب لم يراوغوا، أو يتلونوا، ثبتوا ورابطوا حتى جاءهم النصر المبين، شبت أنا عن الطوق وأنت رئيس وهرمت وأنت رئيس، صرت سابقا، تلك لحظة الحقيقة كلنا سابقون، طوبي للمقتدرين، كلنا خطاءون وخير الخطائين التوابون، فتوبوا إلى الله، فأني أتوب إليه في اليوم مائة مرة'.
وفي الحقيقة، فانه حتى لو تاب مبارك فلن يفلت طبعا من المحاكمة.
ووسط هذا الكم الهائل من الهجمات عثرت عن طريق الصدفة البحتة على فقرة يتيمة من بين تسع فقرات في باب زميلنا وحيد رأفت أحد مديري تحرير 'الوطني اليوم' - لسان حال الحزب الوطني يدافع فيها عن مبارك، هي: 'من حق المواطن المصري حسني مبارك أن يدافع عن نفسه بما يشاء في أي وسيلة إعلامية تحترم رأيه لأنه بريء حتى تثبت إدانته بالقانون، فالثورة قامت من أجل تثبيت مبادىء العدالة لا تحطيمها.
ومن عجائب الأمور في إعلام مصر الآن انك لا تجد صحيفة أو قناة فضائية تجرؤ على إعطاء مبارك حق الرد خوفا من 'جماهير الثورة' كما كانوا زمان يخافون من 'الرئيس' 'فهل تغيرنا بالثورة، لم نتغير مطلقاً لأننا نحاول إصلاح الأخطاء بالأخطاء'.
والآن ننتقل إلى ردود الأفعال على قرارات النائب العام المستشار عبد المجيد بحبس كل من مبارك ونجليه، علاء وجمال، وأوله كاريكاتير زميلنا في جريدة 'روز اليوسف'، الرسام أنور، وكان عنوانه الأخوة في طرة، والرسم لعلاء وجمال يجلسان على دكة والكلابشات في ايديهما، وبجوارهما شاويش يربت بحنان غير حقيقي على كتف جمال ويغني لهما: متقلقوش، ماما زمانها جاية، جاية بعد شوية، وأكيد هتحصلكوا..
وهو يستعين بأغنية الفنان الراحل محمد فوزي.
'سو يا سو حسني حبسوه'
لكن زميلنا في 'الجمهورية' محمد منازع استعان بأغنية الفنان محمد منير، سو يا سو، حبيبي حبسوه، بقوله في صفحة الحوادث: 'ما لم يخطر على بال أحد أيضاً أن نصبح فعلاً دولة القانون ويتم التحقيق مع مبارك نفسه وابنيه ويصدر قرار بحبسهم ليتسلموا بطانية ومراتب المساجين في طرة وتتحول حياة البذخ التي كانوا يعيشون فيها من دماء المصريين والقصور الرئاسية والقصور 'الهدية' التي أقيمت على الشعاب المرجانية في شرم الشيخ الى زنزانة طولها 2.5 متر وعرضها متران بدون حمام.
أتخيل أن كل هؤلاء الشرذمة وفي مقدمتهم المدللان لان جمال وعلاء في ذهول يفوق ذهولنا آلاف المرات يعتقدون أنهم في كابوس يتمنون لو أنهم يفيقون منه، لكن هيهات هيهات انها الحقائق المرة بالنسبة لهم والعدل بالنسبة لنا ، وأخيرا، سو ياسو، حسني حبسوه'.
لو ادرك مبارك ان القانون سيطاله لغير وجهته
أما زميلنا في 'المساء' مؤمن الهباء، وبسبب اتجاهه الديني، فإنه أراد أن يعظ الرؤساء قائلا: 'لو أدرك مبارك أن القانون يمكن أن يطاله وهو على كرسي الحكم ما تمادى في الأخطاء ولما احتقر الرأي العام واحتقر الشعب، ولما تصور يوماً أنه الفرعون'.
ونتحول بسرعة إلى 'المصري اليوم' لنكون مع زميلنا وصديقنا متعدد المواهب، بلال فضل وهو يوجه الشكر والتحية، لمبارك بقوله: 'بفضل ذلك التسجيل رأينا علاء وجمال خلف القضبان، وبفضله لن تخيل علينا أفلام المرض المفاجىء الهابطة، ولن يكون لدى المجلس العسكري حجة في محاكمة مبارك بعد أن تعمد احراج الجيش في وقت عصيب. الآن نستطيع أن نفتح تحقيقا شفافا حول كل من تورطوا في إخفاء أموال مبارك أو تهريبها لكي نبدأ طريق استعادتها، الآن فقط، يتأكد الجميع أن محاكمة مبارك وأسرته صارت واجبا وطنيا عاجلا، وآخر بند في تلك المحاكمة لابد أن يكون بند الثروة، فقبله هناك بنود أخطر: سفك دماء المصريين الذين استشهدوا غرقا وحرقا وضربا بالرصاص وتعذيبا وسرطنة وتلوثا وإهمالا وإهدار الكرامة الوطنية وإفقار المصريين وتهديد أمن البلاد القومي وتحويل البلاد الى أردخانة فساد كبيرة وقتل إرادة المصريين.
طيلة حكم مبارك كنت أدعو في صلاتي: اللهم لا تمت مبارك حتى نرى عدالتك وقد لحقت به، طيلة الشهر الماضي ضبطت نفسي أكثر من مرة وأنا أدعو: اللهم أمت مبارك لكي نخلص من وجع قلب الثورة المضادة، لكنني بعد أن استمعت الى خطابه الإذاعي عدت لأدعو: اللهم لا تقبض روحه إليك حتى نراه ماثلا أمام العدالة التي لم يحققها لخصومه، فقد هرمنا يا رب من أجل أن نرى عدالة السماء وهي تنزل على مكان غير استاد باليرمو'.
وكان صاحبنا الدكتور أيمن الجندي مذهولا، وهو يقول: 'حبس مبارك وآل مبارك! واحدة من أندر اللحظات في التاريخ، العدالة الضائعة تعود من جديد، اليوم يستعيد الكوكب لونه الأزرق بعدما تخضب بالدماء، اليوم، يتحقق قوله تعالى 'إني أعلم ما لا تعلمون'.
مبارك وآل مبارك في السجن! نحن أمام حادث جلل، رسالة من فوق سبع سموات أن: 'وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون'، آية من الله أن يوم القيامة قادم، ووعد الله آت، وكل المذكور في القرآن صحيح.
قالها ربنا- عز وجل - عن الآخرة 'خافضة رافعة'، وهاهي تتحقق الآن في الدنيا - خافضة للمستكبرين في الأرض، الذين ظنوا أن الدنيــا دانت لهم، ونافقهم حتى شيوخ الدين، خافضة لأن الملك العــدل أعلنها مدوية: 'إني أعلم ما لا تعلمون'.
أهالي كفر المصيلحة شامتون بمبارك لتنكره لهم
صحيح، وصدق ربي وهو أصدق وأحكم القائلين، ومن كان يتخيل أيضا أن يظهر أهالي بلدة مبارك، كفر المصيلحة شماتتهم فيه، وهو ما علمنا به امس ايضا من تحقيق زميلتنا في جريدة 'روزاليوسف' مروة فاضل التي تجولت في القرية وعادت تقول: 'قرية كفر مصيلحة والتي يبلغ عدد سكانها واحدا وخمسين ألف نسمة تقريبا بلد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك التي لم يزرها منذ توليه رئاسة الجمهورية.
خلال جولة 'روزاليوسف' التقينا أحمد فرحات مطاوع مدرس تربية رياضية وأحد شباب التحرير الذي قضي 14 يوما في ميدان التحرير والذي يقطن بحي كفر مصيلحة شارع حسني مبارك والذي أكد أنه ارتاح كثيرا بعد هذا الخبر لأن الثورة بدأت في تحقيق آمالها وأن دماء الشهداء لن تضيع.
وأشار محمد الديب موظف من أهالي القرية إلى أن الوضع لم يختلف عن طبيعة الوضع بسائر مدن وقرى الجمهورية حيث سادت الفرحة الغامرة أرجاء القرية ابتهاجا بقرار الحبس. وأشار الى ان كفر المصيلحة لم تشهد أي ميزة نوعية عن سائر الأحياء والمدن في الخدمات والمرافق المقدمة للأهالي. فيما أكد محمد ياسين من أهالي القرية أنه حزن جدا لقرار الحبس حيث ان الرئيس مبارك كان هيبة الدولة ولا يجوز إهانته ولا حبسه ويكفي الخروج والتنحي فالذي يجب محاكمتهم هم من كانوا حوله ويقنعونه ان الثورة 'لعب عيال'.
وأكدت الدكتورة انشاد عز الدين استاذة علم النفس بكلية الآداب جامعة المنوفية أن مبارك شخصية مريضة تبرأ من أهله فتنكروا له وهو ما أثار ارتياح الكثيرين من قرار الحبس هو ونجليه فمبارك أصبح وصمة عار عليهم حتى أقاربه خائفون من إظهار مدى قرابتهم به'.
ماذا حدث بتحقيقات شرم الشيخ؟
ونترك كفر المصيلحة الى شرم الشيخ لمعرفة ماذا حدث هناك في التحقيقات، حيث لا تزال 'الأخبار' الأكثر تفوقا في تغطيتها، ففي تحقيق زملائنا أسامة السعيد وحازم بدر وعلي الشافعي، قالوا انه بعد انتهاء التحقيقات مع علاء وجمال، حدث الآتي: 'مع كل محاولة فاشلة لإخراج نجلي مبارك، كانت تتزايد هتافات المتظاهرين، الذين هتفوا 'يا علاء يا حرامي، ويا جمال يا حرامي' كما هتف المتظاهرون 'يا سوزان قولي لمبارك الزنزانة في انتظارك.. ويا سوزان قولي لعلاء أخذنا بتار كل الشهداء، ويا سوزان قولي لجمال عهد السرقة ولى وزال، ويا جمال قول لأبوك، كل الشعب بيكرهوك، ومع انطلاق آذان الفجر خرجت سيارة مدرعة من سيارات الأمن المركزي بسرعة كبيرة للغاية، واندفع السائق بصورة مرعبة، وكاد أن يدهس بعض المتجمعين أمام المبنى، الذين سارعوا بمطاردته وقذفوه بقطع كبيرة من الحجارة أصابت نحو أربع أو خمس منها السيارة التي كان يستقلها نجلا مبارك'.
اسرة مبارك اصابهم الذهول عندما بدأ المحققون في سؤالهم اسمك وسنك وعنوانك؟
أما تحقيق زميلتنا خديجة عفيفي، فجاء فيه نقلا عن مصادر قضائية: 'أوضحت المصادر أن مبارك ونجليه كانوا في حالة ذهول تامة، غير مصدقين انهم متهمون، ولم يتوقعوا حتى آخر لحظة أن تحقيقات جدية سوف تجرى معهم، وكان في اعتقادهم انهم سيقدمون المستندات التي لديهم، وردهم على الاتهامات الموجهة إليهم مكتوبا، ولذلك كان معهم الردود على الأسئلة التي توقعها محاميهم فريد الديب جاهزة، وأنه مع بداية التحقيقات اصيبوا بالذهول ومع أول سؤال للمحققين 'اسمك وسنك وعنوانك' جاء ردهم مهزوزا، ومع مرور الوقت بدأ الانهيار يسيطر عليهم، حتى انهم تلعثموا أكثر من مرة، وقد انكر مبارك وجمال وعلاء جميع التهم الموجهة إليهم، مؤكدين عدم قيامهم بالتحريض أو الاشتراك في قتل أو الشروع في قتل المتظاهرين، ونفوا امتلاكهم لأرصدة أو أموال أو عقارات خارج مصر، وقدموا المستندات التي تعزز كلامهم، وعقب انتهاء التحقيقات، وصدور قرار المحققين بحبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات، انهاروا تماما، ولم ينطق أحد بكلمة، ونزل القرار عليهم كالصاعقة، وعلى الفور ساءت حالة مبارك الصحية حزنا على حبسه ونجليه'.
.. ومبارك يقول ربنا موجود.. ربنا موجود
أما 'المصري اليوم'، ففي تحقيق لزميلنا سامي عبد الراضي عن تصريحات الدكتور السباعي أحمد السباعي كبير الأطباء الشرعيين، الذي ترأس لجنة الكشف على مبارك، أنه قال له: 'مبارك كان غاضباً وحاد المزاج، وكان يردد، ربنا كبير، ربنا كبير، وبجواره كانت زوجته سوزان صالح وهي في حالة نفسية سيئة ووجهها ممتلىء بالدموع'.
رئيس أكبر جمعية سلفية يرفض أفكار الوهابيين والمتطرفين
وإلى السلفيين وفرقهم التي ظهرت فجأة، لتثير ذعر الكثيرين منهم ومن أفاعيلهم، مثل هدم الأضرحة، وتطبيق الحدود، وكأنه لا توجد دولة أو قانون، وبدأ الناس يقرأون لأول مرة أن هناك فرقا مختلفة من السلفيين وليسوا كلهم على شاكلة من قاموا بهذه الأفعال، ومنهم الجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة التي قال رئيسها الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي في حديث نشرته له مجلة 'آخر ساعة' وذلك ضمن ملف عن هذه الجماعات شارك في إعداده زملاؤنا حسن حافظ وعبد الصبور بدر ومنى إمام ورحاب محمد: 'إن هذه الجمعية هي أول جمعية دعوية في مصر منذ مائة عام تسير على الخير والصلاح وإقامة السنة النبوية، ولن تنحرف عهن هذا الخط المستقيم ومهمتها اماتة البدع والخرافات وهي وسط بين السلف والخلف، وكلمة السلف ليست عيبا، ولكن على كل مسلم أن يكون سلفياً بمعنى أن يسير على نهج السلف الصالح 'من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء' والجمعية تأخذ منهج الوسط والمسؤولون على الجمعية علماء من الأزهر الشريف ونحن ندرس دائماً أن 'السلم أسلم والخلف أحكم' والجمعية لا تهاجم أحدا حتى الخلافات بين السلفية والصوفية هي خلافات فرعية لا تمت لثوابت الإسلام، فالكل يؤمن بالقرآن والسنة والكل يؤمن بالله الواحد الأحد، والكل يؤمن بمبادىء الإسلام الصحيحة، فهم يلتقون على الثوابت ويختلفون على جزئيات فرعية بسيطة، والجمعية لا تعترض على أحد ولا تكفر أحدا ولا تنحاز لأحد على حساب أحد، فهي ترفض الفكر المتعصب المتطرف، فهي ضد هذه الأعمال التي تحدث من هدم الأضرحة وتهديد النساء إذا لم يرتدين النقاب والقصاص ممن لا يقيمون الصلاة وممن على المقاهي لأن القصاص ليست مهمتهم، والفكر السلفي بريء من هؤلاء، فهم ليسوا سلفيين ولكنهم مجموعة من الجهلة المتعصبين الذين لا يعرفون أسس الدين الحنيف فهناك يد خفية تحاول هدم الإسلام سواء العلمانيين أو الليبراليين وغيرهم، أما نحن فدورنا أن نبين للناس فقط عن طريق السنة القولية والفعلية ولكننا لا نستطيع اتخاذ اجراءات ضد أحد فنحن لسنا جهة تنفيذ ولكن التوجيه والنصح والإرشاد هو دورنا الأساسي. إن الجمعية بنت الأزهر فهي لا تكفر أحدا، لا تكفر صوفية ولا سلفية ولا حتى الوهابية مع أن الجمعية ليس لها علاقة بالفكر الوهابي المتعصب بل ترفضه ولكنها مع ذلك لا تكفره بل تستعمل الحكمة واللين والموعظة الحسنة وهي تقوم على الوحدة والتكامل ولها أهداف محددة وهي الإصلاح والإرشاد'.
لماذا يتجرأ يحيى الجمل على تخوين منتقديه؟
وأخيراً، إلى المعارك المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه، ولا يجمعهم موضوع واحد، وإنما كل حسب ما يريد، وقد أراد زميلنا في 'الشروق' وأحد مديري تحريرها، وائل قنديل الرد على صديقنا نائب رئيس الوزراء الدكتور يحيى الجمل بسبب مقاله في 'المصري اليوم' الذي هاجم فيه من هاجموه، فقال وائل عنه يوم الأربعاء: 'يكون غريبا أن يعتبر الجمل الذين يعترضون على سياساته وأدائه في الحكومة مجرد 'أقزام' و'تافهين' و'صناع حقد' و'صغار' و'ثورة مضادة' كما كتب في 'المصري اليوم' أمس بكل ما أوتي من طاقة انفعالية متشنجة وغريبة على رجل في عمره ومنصبه ومكانه ومكانته.
وللحق فقد ذكرتني تلك اللغة بما كان يكتبه المرحوم ثروت أباظة عندما كان وكيلا لمجلس الشورى، فإذا ما تجرأ أحد الكتاب ووجه له نقدا فهو من الصغار والحاقدين والعلمانيين والشيوعيين والمجرمين، وأزعم أن الدكتور الجمل الموصوف دائماً بأنه 'الفقيه الدستوري' لا بد أن يعلم أن وجوده في هذا المنصب الذي يخشى عليه من الهواء الطائر يحتم أن تكون خطواته وكلماته مرصودة وخاضعة طول الوقت للمناقشة والتحليل والانتقاد والهجوم عليها أحيانا'.
سخرية من المسؤولين المحبوسين في سجن طرة
أما 'الأخبار' وفي نفس اليوم، فكانت مهتمة بالسخرية من الوزراء والمسؤولين المحبوسين في سجن طرة، فقالت عنهم: 'لا أستبعد أن يقترح وزيرا الإسكان السابقان المغاربي وسليمان وهما يتنزهان في طرة 'كومباوند' على النائب العام مشروع مصر القادم 'ابني زنزانتك' وذلك لأن من تم ضبطهم حتى الآن هما رئيساً جبل الفساد الذي كنا نعيش فيه، أما الموظفون للفساد وترزيته الذين خططوا وستفوا الورق واللوائح والاجراءات من نجوم الصف الثاني في الوزارات فلا زالوا يعملون بهمة ونشاط، وياعالم بيستفوا إيه دلوقتي؟'.
مؤامرة تقودها القوى المضادة للثورة
وإلى 'الأهرام' وتعليقها في ذات اليوم الذي حذرت فيه من مؤامرة القوى المضادة للثورة، بقولها: 'لن تهدأ هذه الثورة المضادة أبدا، فلم يكن يتصور بلطجيتها أن يروا حبيب العادلي وأحمد المغربي وزهير جرانة، ومحمد إبراهيم سليمان، وأنس الفقي، وزكريا عزمي صاحب مقولة 'الفساد وصل للركب' وأحمد عز وغيرهم من الفاسدين المفسدين في زنازين السجون تلاحقهم اتهامات بتضخم ثرواتهم إلى أرقام يسبقها ستة أصفار أو يزيد، والحصول على أموال وعقارات وقصور باستغلال مناصبهم الوظيفية، الآن جن جنونهم وانفض عنهم الجاه والسلطان، ولم تنفعهم أموالهم ولا مناصبهم وتم وضع الكلبشات في أيديهم، وركبوا سيارات الترحيلات بعد أن كانوا يستقلون أحدث موديلات سيارات المرسيدس والشيفروليه، سوف ينتصر الحق في النهاية ولن يصح إلا الصحيح ولن تضيع دماء الشهداء الذين سقطوا برصاص المستبدين'.
هل ينقذ طلعت السادات الحزب الوطني؟
أما المحامي خفيف الظل، طلعت السادات، فقد بدأ يتسبب في معارك جديدة، بقبوله رئاسة الحزب الوطني، ليخوض بها انتخابات مجلس الشعب القادمة وتعهده بأنه سيحقق الأغلبية فيها، متعهدا بتطهيره وتطويره، وهو ما أغاظ منه زميلنا وصديقنا في 'المساء' ورئيس تحريرها السابق محمد فودة بقوله يوم الأربعاء أيضاً: 'هل يستطيع طلعت السادات أن 'يبيض' وجه الحزب الوطني بعد أن سود هذا الحزب وجه مصر أكثر من ثلاثين عاماً؟! وهل سيبقى فيه الأعضاء الذين انتقلوا من الاتحاد الاشتراكي الى حزب مصر، ثم الى الحزب الوطني بعد أن اعلن الرئيس الراحل أنور السادات عن تأسيسه بديلا لحزب مصر؟!
الحزب الوطني - يا أخ طلعت - سيبقى اسمه سبة في تاريخ مصر حتى ولو طهرت كل أعضائه بماء زمزم، وسيلتف عليك ذوو الأغراض الخبيثة ليسيئوا إليك وإلى تاريخ الرئيس الراحل أنور السادات مؤسسه الأصلي'.
طلعت السادات يرتكب خطيئة عمره
وتقدم زميلنا في 'الأخبار' علاء عبد الهادي في نفس اليوم بنصيحة أخرى لطلعت بقوله: 'أقدم طلعت السادات، عضو مجلس الشعب السابق، والرجل ذو التاريخ السياسي العريق على ارتكاب خطيئة عمره عندما قرر قبول رئاسة الحزب الوطني.
ولم يشفع لطلعت السادات أنه قال إن أول قراراته هو فصل جميع فلول الحزب الذين أفسدوا الحياة السياسية ونهبوا الشعب بداية من رئيس الحزب السابق حسني مبارك وأتباعه، وبلغ الرجل في شططه أنه دعا شباب 25 يناير للالتفاف حول الحزب الوطني الذي أراد أن يصنع له عملية تجميل وأضاف على الاسم كلمة الجديد.
يا أستاذ طلعت أنت محام، واكل عيشك من الإقناع لمن هم على المنصة ببراءة موكلك، هل تستطيع أن تقدم شهادة براءة لحزب مقيت مثل الحزب الوطني الديمقراطي؟'.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
فيصل الشعراني غير متصل   رد مع اقتباس