رد: مذكرات المناضل فيتوريوا أريغوني (فيكتور ) الذي قتلته أيدي الجهل الآثمة!
الأستاذة الفاضلة/ هدى الخطيب ....
شكراً على ترحيبك بي ، صدقيني أنا تشرفت بمعرفتكم... نعم لقد مررت على أماكن عدة..لكن منذ الوهلة الأولى شعرت بأن شيئاً ما سيربطني بهذا المكان!
وإن شاء الله نكون عند حسن ظنكم...
نعم من المهم تسليط الضوء على هذه الجريمة، وهناك أكثر من 15 مقال لكتاب فلسطينيين كتبوا في هذه القضية تحديداً محللين أبعادها وخطورتها والبعض اختلف في تحليل النص عن الآخر... وهناك من حلل القضية من وجهة نظر فصائلية ، ......الخ
هذا إن دل يدل على صدمة مجتمعنا الفلسطيني بما حدث!
سأكون صادقاً معك، لم يفكر أحد منا في أن تصل الأمور إلى هذا الحد!
نعم شعرنا بالقلق حينما شاهدنا المناضل فيكتور مصاباً وهذا بالنسبة لنا أمر مفجع، فلقد حدثت حادثتين سابقتين ولم يتعرض أحد بأذى لأي أجنبي على أرضنا من ذي قبل...فكانت الصدمة مدوية..لقد قتلنا الالاف المرات قبل أن يقتل هذا الرجل على أرضنا...
ولا أبالغ لو قلت لك أن الحرب الاسرائيلية بعنفها وقسوتها وفسفورها لم تدمي قلوبنا كرحيل هذا الرجل وبهذه الطريقة!
هناك لوم يقع على عاتقنا!
المشكلة أيتها الكريمة تحتاج إلى فهم معمق، وتحليل دقيق لما حدث، وأيضاً بحاجة لفهم طبيعة التحولات التي حدثت لمجتمعنا الفلسطيني في ظل عواصف سياسية واجتماعية غير مسبوقة...ولا يستطيع أن يتحدث عن تلك الأمور...إلا شخص مستقل بذاته وفكره ، جريء لا يخشى في الحق لومة لائم ، وكذلك عايش الواقع المزري الذي عايشناه طيلة السنين الماضية لأسباب خارجية وداخلية...
أفضل الصمت كمداً وألماً لما يحدث في ربوعنا، فلم نشهد انحداراً لقضيتنا كما حدث في السنوات الأخيرة، لقد خسرنا الكثير الكثير...
وللعلم لا يمكننا أن ننفي تورط الأعداء في هكذا جرائم..لأن المضلل أو الجاهل يمكنه تلقي تعليمات من الانترنت أو استقبال أموال من مصادر مجهولة...كما وأن أعدائنا ماهرين في اللعب على التناقضات الموجودة في حياتنا..
لكن هذا لا ينفي عن أصحاب المسؤولية المسؤولية!
وأخيراً أقول أن مجتمعنا مجتمع متسامح بطبيعته مهما حدث، فليس لدينا مشاكل طائفية ولا عرقية ولا مذهبية ولا دينية .......وهو فعلا مجتمع يستحق الاحترام والتقدير..
وهذه الحادثة معزولة وسابقة هي الاولى من نوعها في تاريخنا.....لذلك فهي شكلت صدمة عنيفة لنا كفلسطينيين...
لكني ألوم أيضاً الإنقسام الذي ألحق الضرر بقضيتنا وألحق الضرر بالمجتمع وسمح للأعداء والجاهلين بالتسلل وضرب أمننا وسمعتنا وقضيتنا بهذه الطريقة...
أستاذتي الفاضلة، لدي الكثير الكثير من الأمور
لكن أحياناً الكلام يكون موجعاً لدرجة أنه يدفعنا للصمت!
شكراً لحضورك أيتها الكريمة...
أنا جاهز لأي نقاش حول هذا الموضوع
|