الفاضل عادل أبو عمر
آسفة بالصدفة وأنا أقلب في هذه الواحة وجدت مشاركتك
سؤال رائع جداً والكثير منا يجهل من هو الشهيد
مع أني اذكر منذ عام كنت قد نشرت عن هذا الموضوع ولكن سأجيبك ايها الرائع
وفتوى عن الشيخ المرحوم بن باز
من هو الشهيد بالمعنى الشرعي؟
بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- فالشهداء كثر، وأعظمهم وأفضلهم الشهيد في سبيل الله، المقتول في سبيل الله،
ومنهم المبطون، الذي يموت بالبطن، ومنهم من يموت بالطاعون، هذا أيضاً شهيد، شهيد الطاعون،
ومنهم المبطون أيضاً شهيد، مع جماعة بينهم النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن أفضلهم وأعظهم الشهيد في المعركة،
وصاحب الهدم شهيد، وصاحب الحرق شهيد، ومرأة تموت بسبب الولد، في النفاس شهيدة.
انتهى
وقد أجاب الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- على قولِ البعض: “فلانٌ شهيد”
عندما سال أحدهم : هل يدخل في إطار الشهداء الغريق والحريق والمرأة التي ماتت في حالة الوضع، وما الدليل؟
نعم، هؤلاء يدخلون في الشهداء؛ لأن السُنّة وردت بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولـكن شهادتهم لا تساوي شهادة المقتول في سبيل الله؛ فإنَّ المقتول في سبيل الله لا يُغسَّل ولا يُكفَّن ولا يُصلَّى عليه؛ وإنما يُدفن في ثيابه التي قُتِلَ فيها بدون صلاة، ويُبعث يوم القيامة وجرحه يثلم دمًا؛ اللون لون الدم والريح ريح المسك، وهذا لا يحصل للشهداء الذين جاءت بهم السُنَّة؛ ولـكنهم يحصلون على أجرٍ عظيم؛ إلا أنهم لا يساوون الشهيد المقتول في سبيل الله من كلِّ وجه.
وإنني في هذه المناسبة أودُّ أنْ أُنبِّهَ على مسألةٍ شاعت أخيرًا بين الناس؛ وهي أنَّ كلَّ إنسان يُقتل في الجهاد يصفونه بأنه شهيد؛ حتى وإن كان قد قُتِلَ عصبية وحمية، وهذا غلط؛ فإنه لا يجوز أن تشهد لشخصٍ بعينه أنه شهيد حتى وإن قُتِلَ في الجهاد في سبيل الله؛ لأن هذا أمرٌ لا يُدْرَك، فقد يكون الإنسان مريدًا للدنيا وهو مع المجاهدين في سبيل الله، ويدلُّ لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مكلومٍ يكلم في سبيل الله، والله أعلم بمن يُكلَم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دمًا اللون لون الدم والريح ريح المسك).
فقوله صلى الله عليه وسلم: (والله أعلم بمن يُكلَم في سبيله) يدلُّ على أننا نحن لا نعلم ذلك، وقد ذكر البخاري -رحمه الله- هذا الحديث تحت ترجمة: بابٌ: “لا يُقال فلانٌ شهيد”، وذكر صاحب الفتح ذكر عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: “إنكم تقولون فلانًا شهيد، وفلانٌ شهيد، ولعله يكون قد أوقر راحلته -يعني: قد غلَّ في سبيل الله من المغانم؛ يعني أنه قد غلَّ من المغانم؛ يعني: فلا تقولوا ذلك-؛ ولـكن قولوا: من قُتِلَ في سبيل الله أو مات فهو شهيد”. وصدق -رضي الله عنه-؛ فإنَّ الشهادة للمقتول بأنه شهيد تكون على سبيل العموم؛ فيُقال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، وما أشبه ذلك من الكلمات العامة.
أما الشهادة لشخصٍ بعينه أنه شهيد؛ فهذا لا يجوز إلا لمن شَهِدَ له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم -حين صعد على الجبل هو وأبو بكر وعمر وعثمان فارتج بهم-؛ قال: (اثبت أحد فإنما عليك نبيٌ وصديقٌ وشهيدان)
وإذا كان من عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يُشهد لأحدٍ بعينه بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكذلك لا يُشهد لأحدٍ بعينه أنه شهيد؛ لأنَّ من لازم الشهادة له بأنه شهيد؛ أن يكون من أهل الجنة. نعم. فتاوى نور على الدرب