[فيصل الشعراني]

مبارك أمر بإطلاق الرصاص على المحتجين.. وضباط مكافحة الإرهاب قاموا بقنص المتظاهرين في الرأس والقلب
حسنين كروم
2011-04-20




القاهرة - 'القدس العربي': تحمل الأيام المزيد من الأخبار والوقائع عن الرئيس السابق ونظامه بما يصيب المصريين بصدمات جديدة، تزيد من اشتعال النار في صدورهم، فقد عقد المستشار عمر مروان أمين عام لجنة تقصي الحقائق مؤتمرا صحافيا، أعلن فيه ملخصا للتقرير الذي أعدته وتجاوز عدد صفحاته الخمسمئة وتم تقديمه للنيابة العامة التي ستبدأ تحقيقاتها، وجاء فيه 'ان اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق هو من أصدر الأوامر للشرطة بإطلاق الرصاص الحي والمؤكد أيضا انه كان لابد أن يحصل على موافقة مبارك على ذلك، وإطلاق الرصاص استمر عدة أيام، ومع ذلك لم يقم الرئيس السابق بمحاسبة من قاموا بالإطلاق بما يؤكد اشتراكه معهم في المسؤولية، وأن القناصة الذين اطلقوا النار على رؤوس وقلوب المتظاهرين هم من ضباط قسم مكافحة الإرهاب بمباحث أمن الدولة، كما تمكنت اللجنة من الوصول للسيارات التي دهست المتظاهرين قبل تفكيكها ومحو معالمها وتم ضبط سيارتين بعد إزالة المحركات والأبواب والزجاج أمام نقطتي شرطة الخليج وساحل الغلال بمصر القديمة وتسليمهما للقوات المسلحة، بما يثبت مسؤولية رجال الشرطة عن هذه السيارات واستخدامها وبالاستعلام من الجمارك والمرور تبين ان السيارتين لا توجد لهما أية أوراق وهذه مسؤولية وزارة الداخلية، وحول العشرين سيارة التي سرقت من السفارة الأمريكية وتم استخدامها لدهس المتظاهرين قال ان رجال شرطة هم من سرقوا السيارات وقادوها ولا نستطيع تأكيد اونفي تواطؤ السفارة الأمريكية معهم فهي مسؤولية جهات التحقيق'.
هذا ونشرت صحف امس - الأربعاء عن استماع النيابة لأقوال مدير المخابرات العامة السابق عمر سليمان بأنه لم يسمع من مبارك انه أصدر أوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين . ونشرت 'الشروق' تحقيقا لزميلنا خالد أبو بكر عن حالة مبارك، جاء فيه: 'قال الدكتور السباعي احمد السباعي كبير الأطباء الشرعيين انه علم من الأطباء القائمين على علاج الرئيس السابق انه يتناول أدوية لعلاج مرض النقرس وأدوية خاصة بالقلب والضغط وتجلط الدم ومن خلال قيامي بالكشف على جسده وجدت أثار العمليات الجراحية التي أجريت له في المانيا وأرجح أنه أصيب بالسرطان فعلا لكنه من النوع الذي يمكن السيطرة عليه من خلال الجراحة وبعض جلسات العلاج الإشعاعي'.
أي انه باختصار في صحة جيدة تسمح بمحاكمته كما تسمح له بأشياء أخرى يتمناها، كما جاء في كاريكاتير زميلنا بجريدة 'روزاليوسف' نجم الدين، والرسم لمبارك يقول وهو يقرأ الخبر: فل، دي بشرى خير، أنا لسه قدامي وقت كتير أعمل حاجات كتير.
ونشرت الصحف عن استمرار أهالي قنا في قطع السكة الحديد والتظاهر احتجاجا على تعيين المحافظ لواء الشرطة عماد ميخائيل.. وإلى قليل من كثير عندنا:

فضائح مبارك ووزرائه في ذبح المتظاهرين

هذا بعض ما قاله المستشار عمر مروان في المؤتمر الصحافي، لكن الأخطر، هو ما قاله في 'المساء' في برنامج العاشرة مساء يوم الثلاثاء الذي تقدمه على قناة دريم الإعلامية منى الشاذلي، والذي يحظى بأعلى نسب مشاهدة، إذ قال عن موقعة الجمل انها حدثت في اليوم التالي مباشرة لخطاب مبارك في الأول من فبراير، والذي حصل فيه على تعاطف شعبي، وأن الإعداد للهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير كان يحتاج الى استعدادات قبله بأيام، مما يؤكد أن العملية كانت معدة، الخطاب ثم الهجوم، وأن سيارات تابعة لمرفق الإسعاف التابع لوزارة الصحة، نقلت بلطجية وأسلحة وعند سؤال المختصين أفادوا بأن الأوامر صدرت من أعلى مسؤول، أي وزير الصحة الاسبق الذي يتم التحقيق معه بواسطة جهاز الكسب غير المشروع.
وشارك في موقعة الجمل وزراء ومسؤولون وحزبيون وشخصيات عامة، وأنه تلقى مكالمة هاتفية وهو في الإسكندرية من مصدر قال انه ضابط شرطة، أخبره بأنه يتم الآن التخلص من السيارتين اللتين دهستا المتظاهرين فاتصل بأحد أعضاء اللجنة وأمره بالتوجه فورا الى المكانين وفعلا تم ضبط شاسيهين، فقط، ولما استعلموا من مصلحة الجمارك وإدارة المرور عنهما أفادا بأن السيارتين ليست لهما أوراق دخول أو ملف في المرور، ومن بينهما سيارة دهست المتظاهرين، وجاء مسؤول من السفارة الأمريكية، وقال انها مسروقة من السفارة، وقد ظهر الذهول على منى وهي تسأله، وهل يحق للسفارة أن تقوم بادخال سيارات ولا تسجلها الجمارك أو المرور؟ وكان المستشار عمر يحاول إخفاء مشاعره، أما أكثر اللحظات توترا، وحزنا، فكانت عندما قال ان ضباط مكافحة الإرهاب بمباحث امن الدولة، اعتلوا سطح الجامعة الأمريكية وعمارة أخرى في الميدان وسطح أحد الفنادق - يقصد سميراميس - وكانوا يطلقون النار وسط جباه المتظاهرين وعيونهم وقلوبهم بهدف قتلهم، وكانت منى تحاول السيطرة على مشاعرهم وكذلك المستشار عمر وهو يحكي عن هذه المصيبة، وقال انه تم القبض على عدد من هؤلاء الضباط وتسليمهم للجيش.

لماذا لا يحاكم مبارك النزيه
خصومه امام القضاء كما هدد؟

والبداية ستكون مع السيل العارم الذي لا يتوقف من الهجوم على مبارك وأسرته، والشماتة فيهم والسخرية منهم، وتبرؤ البعض من علاقاتهم السابقة معهم، كفرار السليم من الأجرب، وعلى طريقة من كل بستان زهرة، فإننا سنحاول أن نقطف من كل صحيفة ومجلة هجوما أو شماتة، لأنني لم أجد من يدافع عنهم حتى أشير إليه، وهذا حقهم المهني.
في 'العربي' لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي لا يعرف أحد مصيره ومصير جريدته، قال زميلنا وصديقنا محمد حماد وهو ينظر لمبارك بغضب: 'أتحدى الرئيس المخلوع حسني مبارك أن يبادر إلى تنفيذ وعيده الفارغ بمقاضاة من يراهم أساءوا إليه أو إلى أسرته بل وأدعو الله أن يفعلها مبارك ويقيم دعوى قضائية ضدي أو ضد أي ممن يقصدهم بوعيده، ستكون فرصتنا التي أتمنى أن تحدث لكي نحاكمه ونحاكم نظامه الفاسد المفسد وستكون ساحة المحكمة هي نفسها صفحات التاريخ الذي عشناه على مدار ثلاثين سنة، سنقلب فيها أسوأ صفحات مرت على مصر في تاريخها الطويل صفحات عنوانها النهب المنظم والتبديد العمدي لثروات الشعب، صفحات من التدمير لقدرات ومقدرات بلد وشعب عانى تحت حكمه من كافة أنواع الفساد والاستبداد، كل جريمة تربح وفساد وإفساد وقعت من رؤساء مجالس الوزارات والوزراء ورؤساء مجالس الشعب والشورى وكبار المسؤولين في الدولة ورجال حاشية الرئيس المخلوع كلها تقع في نطاق مسؤولية الرئيس نفسه وتحسب عليه ويحاسب عنها لأنها تدخل في باب مسؤولية المتبوع من أعمال تابعيه'.

مناصرو مبارك يشحذون سكاكينهم ضده

لا، لا، مبارك لن يفعلها، وإنما هو يقوم بالتهويش، لأن هناك من كان يناصره ويناصر توريث ابنه جمال الحكم هؤلاء انقلبوا عليهما مثل الدكتور صبري الشبراوي الاستاذ بالجامعة الأمريكية وعضو أمانة السياسات ورئيس لجنة التنمية البشرية بالحزب الوطني الذي نشرت له 'المصري اليوم' يوم الاثنين حديثا أجرته معه زميلتنا رانيا بدوي، قال فيه: 'كنت أستاذا لجمال مبارك في الجامعة الأمريكية - درست له علم الإدارة، وكان تلميذا مجتهدا ولكن مشكلته أنه لم تكن لديه عواطف، رغم أن الإنسان ما هو إلا سلوك وعواطف، قبل الانتخابات الماضية مباشرة قلت له نصاً 'الفساد مستشر وأنت المسؤول عن ملاحقته'، وقلت له: 'لو الانتخابات القادمة حدث فيها تزوير هتروح في داهية' وفي إحدى المرات اتصلت به وقلت له لدي منهج لتغيير سياسات الحزب ويجب أن تستمع إليه، فقال لي: 'اكتبهولي في ورقة' وقتها شعرت بأنه دخل مرحلة الغيبوبة السياسية ولا أمل في إصلاحه، حيث بدأ يتعامل من أعلى ومن مركز قوة، وأصيب بالنرجسية هو ووالده ووالدته، ففي الفترة الأخيرة أصيبت العائلة بالكامل بالنرجسية الشديدة، وانعزلوا عن العالم، وكانوا يريدون كل شيء لأنفسهم.
قلت إن جمال مبارك إذا أراد ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية فعليه أن يقنع والده بتغيير المادة 77، والسبب أن البلد آنذاك كان محكوماً بالحديد والنار، ولم يكن هناك أي سبيل للخروج، والشعب بدا وكأنه لا يريد أن يدفع ثمن الحرية، فاقترحت أن يترشح جمال مبارك بشرط تغيير مدد الرئاسة، وكانت نيتي أن تتحمل مصر جمال مبارك مدة رئاسية واحدة فنكون استعدنا قوتنا والتقطنا أنفاسنا، ووضعنا أول خطوة في عقد اجتماعي جديد، واشترطت وقتها أيضا أن يغير جمال البطانة التي حوله 'عز والشلة'.
وفي الحقيقة، فهذا كلام لا يستحق عناء الرد عليه، تبرير لا يليق بدلا من الاعتراف بالخطأ، والتوبة عما فعله هو وغيره في جريمة التوريث، حيث أرادوا تحويل البلد إلى عزبة تنتقل ملكيتها بعبيدها إلى جمال.

'يا طنطاوي قوم واهتم قبل ما نملا الشارع دم'

وننتقل إلى مجلة 'صباح الخير'، لنكون مع زميلتنا ناهد فريد التي حذرت من بقايا أنصار مبارك بقولها: 'يا طنطاوي قوم واهتم قبل ما نملا الشارع دم'..'!!'.
هذا الهتاف 'الصدمة' ردده مؤيدو الرئيس المخلوع يوم الجمعة الماضي أمام مبنى التليفزيون في ماسبيرو، و'فعلا الشوارع دم' تعبير كان من المحتمل بعده أن يتم توقيفهم وسؤالهم 'من أنتم'؟! هم لا يريدون محاكمة الرئيس المخلوع، ويعتبرونه فوق الشبهات '!!'.
وهذا حقهم أو رأيهم الذي لهم الحق في إعلانه، لكن عندما يتحول إعلان الرأي إلى تهديد واضح وصريح ببحور من الدم، يصبح من الضروري أو من حقنا نحن أن نعرف من هم؟! وما هي هوياتهم، ومن الذي يدفعهم أو يدفع لهم ليتجرأوا ويطلقوا تهديدهم هذا، خاصة أنهم اختاروا التليفزيون ليطلقوا من أمام مبناه هذا التهديد لضمان وصوله لنا جميعاً.
وإذا كان نصف من استفادوا من عصر مبارك هم موجودون حاليا في 'بورتو طرة'، فيبدو أن هناك من لا يزال طليقا يحرك خيوط عرائس تهددنا ببحور الدم..!!'.
وطبعا، ناهد متأثرة بالرئيس الليبي معمر القذافي، وعبارته، من أنتم؟

هل فكر مبارك لحظة بهذا المصير
من الغاء تاريخه واسقاط تماثيله؟

وإلى 'أخبار' الثلاثاء، التي أصبحت أكثر الصحف هجوما على مبارك وأسرته والسخرية منهم، ذلك أن زميلنا حسني ميلاد، قال ينصح مبارك بعد أن فات الميعاد، على رأي شعبان عبدالرحيم: 'أعتقد لو فكر الرئيس مبارك لحظة فيما حدث له من تحطيم لصوره وتماثيله وإلغاء اسمه من على الميادين والمكتبات والشوارع والمشروعات القومية ومحاكمته أمام الشعب، لو علم الرئيس مبارك بذلك ما فكر لحظة في تشويه تاريخه وأن يضم اسمه إلى الصفحات السوداء من التاريخ وإلى قائمة الفاسدين في تاريخ الزعماء، لكنه الطمع ومحبة المال التي وصفها الكتاب المقدس انها اصل لكل الشرور.
لقد جمع مبارك وأسرته ما يكفيهم لمدة ألف عام قادمة ولكن حب الطمع والتملك يقول هل من مزيد.
عفوا لقد أخطأت سيدي الرئيس السابق ولابد أن تنال العقاب'.

مبارك يتضرع لله كي يرزقه
مئة بلدوزر يدمر بها ميدان التحرير

لكن مبارك كان يدعو الله، أن يمده بالقوة لينجز مهمات كثيرة، وقد سمعه زميله خفيف الظل عبدالقادر محمد علي، فأخبرنا بما سمعه، وهو: 'اللهم ارزقني مئة بلدوزر ألف حصان، أهد بها ميدان التحرير لكي أبني مكانه سجنا كبيرا يسع ثلاث وثمانين مليون زنزانة متر الا ربع في متر إلا ربع.
- اللهم ارزقني كرباجاً سودانيا مسموماً ألسع به شباب الفيس بوك سبعين مرة صباحا ومثلها مساء حتى يكونوا عبرة لكل خسيس يتطاول على أسياده أصحاب البلد.
- يارب، لا أطلب منك سوى أن تعيد إلي السلطة والقوة والجاه والمال، وأن ترزقني بطانة أخبث من صفوت وأسفل من عزمي، وأنتن من عز، وأكثر إجراما من العادلي، وأن تطيل في عمري ثمانين سنة لا أكثر، لكي استطيع تنفيذ ما جاء في البند 1 والبند 2، 'من دعاء حسني مبارك'.

الخيل والليل والجمال وصفوت الشريف

وتوالى قدوم الساخرين من مبارك، خاصة من اسمه على اسمه، وهو زميلنا هشام مبارك، الذي اكتشف ان مبارك له أشعار، وجاء الاكتشاف بالصدفة، قال: 'في امتحان المذيعين سألت اللجنة المتقدمين للاختبار من هو القائل: الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم، فقال أحدهم أنه صفوت الشريف وتوقع آخر أنه صاحب بازار شارك في موقعة الجمل، وأوشكت اللجنة على اليأس من الحصول على اجابة صحيحة قبل ان ترفع يدها قائلة :ده شاعر عربي كبير ،فسألتها اللجنة عن اسمه وجنسيته فقالت بثقة: مصري من المنوفية واسمه أبو الطيب المتنحي!'.

'المصري اليوم': مطلوب
شاب يقوم بدور جمال مبارك

وأراد زميلنا متعدد القدرات جلال عامر المساهمة، بثلاث فقرات من بين تسع في 'المصري اليوم'، فكانت: '- حتى بعد حبس الرئيس السابق ونجليه ما زال البعض يطلب التأكد من عدم وجود أولاد باسمه في الخارج.
- اتهام 'جمال مبارك' بأنه سحب '75' طنا من الذهب المصري لدى أمريكا مردود عليه بأنه كان لتقديم 'الشبكة'.
- 'عمرو موسى' بدلا من 'مبارك'، و'مصطفى الفقي'، بدلا من 'عمرو موسى'، مطلوب شاب يقوم بدور جمال مبارك'.
ولكن زميلتنا بمجلة آخر ساعة، وفاء الشيشيني لم تتقبل مثل هذا الهزار مع مبارك خوفا من أن يجد فيه تسلية له، وصرخت في وجهه وهي تشير إليه بأصبعها.
'إني أتهمك ليس بالكسب غير المشروع، إنما باغتيال أمة ومحاولة إخصائها 'لعنك الله' إني أتهمك بالإضرار العمدي باقتصاد البلد، بإمراض الشعب، عن عمد - بتجهيل أمة، مع سبق الإصرار والترصد حتى لا يعوا لحقوقهم المهدرة فيثوروا عليك.
إني أتهمك بإفقار الشعب، وكسر نفس الشباب وأهاليهم بالبطالة - المتعمدة -
أتهمك - باحتقار الشعب وإهانته بمقولة إنه ليس أهلا - للحرية وتقرير المصير - إني أتهمك، بإضعاف الجيش وتقليل أعداد المجندين من حاملي الشهادات العليا حتى يضعف الانتماء وتنزع الروح القتالية منهم نشرا للاستسلام وليس السلام القائم على القوة، إني أتهمك بتجويع الشعب ومنع زراعة القمح المصري، حتى يكون ذلك 'عذرا قبيحا' لاتباع أوامر أمريكا والبنك الدولي، فدولة لا تقدر على إطعام شعبها هي دولة محتلة القرار والمصير!! هكذا أردت لنا الضعف والهوان والجهل والمرض وتبوير أراضينا من أجل استمرار حكم العائلة الملعونة أردت أن تعيد الملكية لشعب حر ولكن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء يامن حرقت دمنا بجلدك السميك وأنت تعلن بغباء سياسي - أنك لم تسع لحكم مصر إنما 'جاءت لك وظيفة الرئاسة بالصدفة' وكنت تفضل أن تعمل - سفيرا - اكسلانس على حد تعبيرك ولقصر فهمك تنسى أن الدبلوماسية هي أصعب مهنة تتطلب العلم والكياسة، وقوة الشخصية لحماية مصالح الوطن في علاقاته مع العالم، حكم مصر يحتاج الى رجال لا إلى اكسلنسات - إلى وطنيين شرفاء لا إلى مرضى شهوة المال والسلطة'.

نائب رئيس الوزراء: خسئت ياهذا!

وإلى المعارك والردود، حيث اشتعلت فجأة المعركة ضد صديقنا واستاذ القانون بجامعة القاهرة - ونائب رئيس الوزراء الدكتور يحيى الجمل، وتكاثر عليه الكثيرون، وكل منهم ينادي على زميله ليشاركه الهجوم، فصاح زميلنا وصديقنا والأديب الكبير جمال الغيطاني قائلا في 'الأخبار اليوم' الاثنين: 'خرج الدكتور يحيى الجمل عن صمته الاثنين الماضي وصال وجال مستدعيا ألفاظاً مسرحية مثل 'خسئت ياهذا' في الرد على ما أثير حوله خلال الفترة الماضية.
لكنه لم يرد على مقال خطير نشر في جريدة روزاليوسف ونشر يوم الثلاثاء الموافق الخامس من ابريل الحالي، المقال للدكتور حماد عبدالله، الأستاذ بالفنون التطبيقية، يقول فيه ما نصه: وأيضا نجد الدكتور يحيى الجمل حسب ما نشر في جريدة صوت الأمة وجرائد أخرى بأنه كان من المستفيدين من النظام السابق سواء بتخصيص ألاراضي أو غيرها والتي اقتصرت على الأحباب والأقرباء والمنتفعين مقابل فساد، فلعل ما سمعناه عن تخصيص أكثر من أربعين فدانا لكريمة الدكتور الجمل من الوزير المتهم بالفساد والإفساد في مصر محمد إبراهيم سليمان وتصرفت كريمة الجمل في هذه الأرض ببيعها فورا بأضعاف السعر الذي حصلت به عليها وانتهت هذه القطعة إلى رجل الأعمال حسين صبور كي يبني عليها منتجعاً بالمشاركة ويتربح لأكثر من عشرة أضعاف المبلغ الذي خصصت له'.
هذا ما جاء بمقال الدكتور حماد عبدالله، وهذا ما كان - ومازال يستحق الرد من الدكتور يحيى الجمل، وليس بإيراد مقتطفات من اقواله السابقة ضد التوريث والفساد في ظل النظام السابق الذي كان يحرص على ترك مساحة معينة من حرية التعبير والانتقاد يستخدمها في الدعاية عندما تثار أسئلة حول القمع وحقوق الإنسان في مصر'.

يحيى الجمل كبير القوميين والناصريين في مصر!

ثم تقدم زميلنا وصديقنا أحمد الجمال لمشاركة جمال في الهجوم بقوله في 'العربي':
'يدرك الدكتور يحيى أكثر من غيره أنه كان من رجال التنظيم الطليعي العربي مع السيد فتحي الدريب رحمة الله عليه، ويدرك انه استوزر في عصر السادات رحمة الله عليه، كما يعلم انه عندما يفضل نطق حرف الجيم معطشاً على طريقة أهلنا في بعض مناطق بحري وفي الصعيد، فإنه ينطقه وهو في الخارج بين إخواننا العرب الذين يتصادف أن معظمهم - إن لم يكن كلهم - قوميون وناصريون، وعندها يصبح يحيى الجمل كبير القوميين والناصريين في مصر!
وبعدها يعود لسانه إلى الجيم القاهرية التي لها صلة بالجيم الصنعانية، وبدلا من أن تقلب القاف جيما تتحول إلى همزة! ويتنصل من عبدالناصر والناصرية.
لا أحد ينكر ما كتبه وقاله يحيى الجمل في السنين الأخيرة حول نظام حكم مبارك، ولكن لا أحد يغالط في أن أدبيات الجمل لم ترق لحظة واحدة إلى أدبيات عبدالحليم قنديل وإبراهيم عيسى وحسام عيسى وآخرين عديدين منهم كاتب هذه السطور! ومن هنا فإن ذكر يحيى الجمل لمناقبه السياسية في مقاله المذكر هو أمر مستغرب وفيه من الغضب والانفعال أكثر من اللازم، لأن المواقف السياسية ليست مباراة في رفع الأثقال!'.

يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء
لشؤون 'الثرثرة والرغي الوطني'

أيضاً، قرر زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين ومدير تحرير 'العربي'، جمال فهمي أن يقف ساكتا لا يشارك في المذبحة، فقال: 'من الحقائق الثابتة في علم الفيزياء أن الأستاذ الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء لشؤون 'الثرثرة والرغي الوطني' يشبه في بعض شمائله وخواصه عناصر ومواد الطبيعة الأساسية من حيث كون سيادته لا يغني ولا يستحدث ولا يخلق من عدم، وتأسيساً على هذه البديهية العلمية فالدكتور المذكور لابد أن لديه أسبابه القوية، فضلا عن أنه في حكم المؤكد أن جنابه يخفي علة أو حكمة ما وراء قراراته العجيبة وارتكاباته الطريفة في الملفات التي أوكلت إليه خصوصا ملفي تغيير قيادات الصحف القومية وإعادة تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان'.

يحيى الجمل كان يريد تكرار موقعة الجمل

وآخر المهاجمين سيكون زميلنا في 'اليوم السابع' الاسبوعية المستقلة، وائل السمري، الذي قال: 'ما إن أشار الفريق أحمد شفيق الشهير ببلوفره الكحلي الى 'الجمل' بأصبعه وملس على كرسي نائب رئيس الوزراء مغريا إياه بالجلوس عليه، حتى هرول الشيخ إلى الكرسي.
فالدكتور فهم وظيفته أيام أحمد شفيق، بأنه سيكون 'المحلل' بين النظامين الجديد والقديم، ولهذا توالت كوارثه التي اعتبرها أخلاقية قبل أن تكون سياسية، فحاول في 'الجمعة' التي كنا نعتزم فيها المطالبة برحيل شفيق، أن يدعو المثقفين والفنانين للتظاهر في ميدان التحرير تأييدا لشفيق، وكأن 'الجمل' كان يريد أن يكرر 'موقعة الجمل' بين المؤيدين والمعارضين لشفيق، وحتى بعد أن قطع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الطريق على هؤلاء وأولئك وأقال صاحب البلوفر، طلع 'الجمل' علينا ليترحم عليه ويعدد محاسنه، حتى بعد أن تأكد من أنه كان غطاء لكوارث أمن الدولة.
استمر في دور المحلل حتى بعد أن جاء الدكتور عصام شرف، وكأنه لم يسمع بمغادرة 'شفيق' أو كأنه يريد أن يستعدي الناس ' وافتتح جلسات الحوار الوطني الشهيرة بـ'مصطبة الجمل' باقتراح عقد مصالحة مع رموز النظام السابق'، وقد عقد العزم والنية على أن يوفق 'راسين' في الحوار، أصبح من الوجوه الكريهة لدى شباب الثورة، وأنه سيكون أول الخارجين من حكومة شرف وأول المعصوف بهم وأول المغضوب عليهم، وأن 'مصر الجديدة' ستلفظه مثلما رمت مبارك على طريقة 'تخلص من حمامك القديم'..'.

إيناس الدغيدي تخرج
فيلما بعد الثورة عن زنى المحارم

وإلى الثورة وانعكاساتها على الفنانين ومعاركهم، ومواقفهم منها، ومن النظام السابق ونبدأها بمعركة زميلنا والناقد الفني البارز طارق الشناوي الذي أبدى في 'صوت الأمة' الأسبوعية المستقلة، شاتما في بوار أعمال المخرجة السينمائية ايناس الدغيدي، بقوله عنها: 'الحقيقة بالأرقام تؤكد انه لا يوجد لديها أي أرقام شباك فهي تصنع الفيلم على مقاس ومزاج الجمهور، أو هكذا تعتقد، ثم تكتشف أن شباك التذاكر يشير إلى رفض جماهيري، وربما بعد هذا العدد من الإخفاقات المادية المتعددة صار عليها أن تبحث بين الحين والآخر عن مهنة تتربح منها وهكذا اتجهت قبل نحو عامين الى تقديم البرامج وأشهرها 'الجريئة' بل إنها في وقت ما قررت أن تنشىء مع صديقتها يسرا' قناة تليفزيونية تحمل نفس الاسم 'الجريئة'!!
بعد ثورة 25 يناير قالت 'إيناس' إنها سوف تغادر أرض الوطن لو جاء الإخوان برغم أن أروع ما في الثورة المصرية أنها لم ترتد زياً إسلامياً بل إن صناعها الحقيقيين من الشباب كان أول أهدافهم هو التأكيد على مدنية الدولة، 'إيناس لا تريد أن تبتعد عن الضوء وتبدأ علاقتها في العهد الجديد، بأن تنتج فيلماً باسم الصمت يتناول زنى المحارم ورشحت للبطولة 'منة شلبي' ودرة، الرقابة كعادتها ترددت في البداية ثم سمحت بالسيناريو، والغريب أن الذي اعترض بعد التصريح بالسيناريو هم بعض الفنانين قالوا لا ليست هذه هي الحرية التي نسعى إليها إن هذا هو الممنوع، وتعجبت لأن على الفنان ألا يصادر حق أي إنسان في التعبير وفي تناول كل القضايا مهما بلغت خصوصيتها وحساسيتها.
على ماذا تراهن إذن 'إيناس'، إنها تراهن على حالة الصخب وأن تدخل في معارك مع الرقابة ثم مع بعض الفنانين الرافضين لفيلمها من أجل أن تثير حولها ضجيجاً لعل وعسى يأتي في أعقابه الجمهور، الرقابة أضاعت عليها الفرصة عندما وافقت على السيناريو بينما بعض الفنانين منحوها الفرصة لكي تلعب دورها الأثير وهو شهيدة الجرأة، أنا أرى أن الجريئة ينبغي أن نتركها تصنع أفلامها كما يحلو لها وبدلاً من المئة جلدة التي وعدها بها أحد المتشددين دينياً فإنها تتلقى عقاباً أقسى وهو أن الناس دأبت على مقاطعة أفلامها، شباك التذاكر الخاوي هو العقاب القاسي الذي ينزله بها الجمهور وعلى مدى 25 عاماً - عمرها الفني - وهي تتلقى هذه اللسعات التي هي بالمناسبة أشد إيلاماً من الكرباج!!'.

هل غنت شيرين لمبارك دون وعي فعلا؟!

ومن إيناس إلى المطربة والفنانة شيرين عبدالوهاب أو شيرين آه ياليل وزميلنا بـ'الجمهورية' نادر أحمد الذي لم يعجبه كلامها عن ندمها لأغنيتها لمبارك، فقال عنها ساخرا يوم الاثنين في صفحة - فنون - 'الفنانة شيرين عبدالوهاب أعلنت ندمها الشديد على الغناء للرئيس السابق حسني مبارك وقدمت اعتذارها لجمهورها عن الأغنية التي قدمتها له دون وعي، وعامة نحن نؤيدك في ندمك على اعتبار أنك كنت في حالة عدم وعي كما تقولين، ولن أقول إنك تسبحين مع التيار 'معاك معاك، عليك عليك' فليكن حسني مبارك إمام الفاسدين، ولكن ان تعلني عن ندمك وحسن نيتك فأتمنى أن الأجور التي حصلت عليها عن تلك الأغنية، والمكافآت التي حصلت عليها ايضاً من أجل الغناء لحسني مبارك في حفلاته سواء الخاصة بعيد ميلاده أو مناسبات الحفلات القومية أن تعيديها ليس للنظام الحالي ولكن لأسر الشهداء فلا يمكن أن تهيلي التراب على النظام السابق وتؤكدي شدة ندمك وأنت تستمتعي بأمواله من حفلاته!!
- ويطرح سؤال، ماذا لو لم تنجح وقفة ومظاهرات 25 يناير التي تحولت إلى ثورة شعبية وتمكن النظام السابق من القضاء عليه، فهل ستكونين ندمانة أيضاً أم ستصفقين وتغنين وترقصين للنظام الذي تمكن من أن يقضي على الاحتجاجات، المزايدة على الثورة والندم على ما فات يجعلنا ننظر إلى كل هؤلاء بأنهم فئة لا تسبح ضد التيار، وإنما مع 'الرايجة' والموجة 'العايمة'!!'.

طلعت زكريا بعد استدعاء
النيابة له: انا لم اسب احدا

وهذا المطلب فيه إحراج ما بعده إحراج لشيرين آه ياليل، ونظل في يوم الاثنين لننتقل الى صفحة فن في 'الشروق' وقول طلعت زكريا لزميلتنا منة عصام ردا على استدعاء النيابة له في البلاغ المقدم ضده بسبب الثوار: 'أنا لم اسب أحداً بعينه فلم أقل إن فلانا خان أو فلانا لم يشارك في الثورة، وإنما ذكرت أشياء حدثت ورأيتها وأكدها أصدقاء اثق فيهم، ولم أفعل شيئا خاطئا على الإطلاق ومن قدم ضدي البلاغ يأتيني ليواجهني بحجته ودليله ويقول لي إني سبيته'.
الواقع من قدم البلاغات غاوي شهرة وفلوس، فالأولى بسبب إني مشهور ويعرفني كل الناس، والثانية أعتقد لأنه يرغب في طلب تعويض مالي مني عوضا عن السبت، وللأسف أصبحنا كلنا نخون بعض'. ولم يأتني إخطار بالمثول أمام النيابة سأذهب وأشرح للنائب العام وجهة نظري - التي مازلت متمسكا بها - والتي سأؤيدها بعدة دلائل تؤكد صحتها أولاها المداخلات الهاتفية في البرنامج الذي قلت به هذا الكلام والتي ايدت صحة وجهة نظري وثانيها الفيديوهات المنشورة على شبكة الإنترنت وسأؤكد للنائب العام أن من قدم ضدي هذه البلاغات 'ناس فاضية' وأنه كانت هناك قلة مندسة فعلت ما قلته وأني لم أتجن على أحد ولم أقصد كل المعتصمين في ميدان التحرير'، حتى لو اصدرت النيابة قرارا بإحالتي إلى سجن مزرعة طرة فيا أهلا بالمزرعة 'وخلاص بقينا كلنا زوار طرة'.

استدعاء زكريا أربك حسابات
الكثير من الفنانين وأصابهم بالهلع

لكن الشجاعة التي حاول طلعت إظهارها تحولت إلى هلع عند فنانين آخرين، قال عنهم في ذات اليوم - الاثنين - زميلنا في 'الأحرار' السيد غنيم: 'استدعاء زكريا أربك حسابات الكثير من الفنانين وأصابهم بالهلع الشديد وخاصة الذين هاجموا الثورة في بدايتها وحاولوا أن يجاملوا اقطاب النظام السابق ظنا منهم ان المسألة لا تعدو أن تكون حدثا عابرا وتعود بعدها الحياة كما كانت ولكن شاءت الأقدار حرمانهم مما يحلمون به وانقلب الحال في الطريق الصحيح وسقط النظام المتعفن بالفساد، معظم هؤلاء الفنانين يقضون ساعات طويلة على الانترنت وعلى موقع اليوتيوب تحديدا لسماع كل التصريحات التي أدلوا بها للفضائيات خلال أحداث الثورة ويراجعون أقوالهم خوفا أن يكونوا قد تلفظوا بعبارات تحمل في مضمونها التحريض والتسفيه من المتظاهرين الشباب المطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي ويرى آخرون استدعاء طلعت زكريا بمثابة البداية لسلسلة طويلة من الاستدعاءات ستشمل مجموعة من الفنانين والإعلاميين أبرزهم سماح أنور وغادة عبدالرازق حيث هاجمتا الشباب والثورة بقوة حتى إن سماح أنور قالت في إحدى المحطات الفضائية 'دي عيال عايزة الحرق روحوا ولعوا فيهم في التحرير'.

أشرف زكي كان مواليا تماما للنظام

وكذلك أشرف زكي الذي كان مواليا تماما في تصريحاته للنظام السابق ورافضا لجميع أشكال التظاهر والاعتصام التي كانت السبيل والطريقة الوحيدة للضغط على النظام السابق للرحيل كما تزخر قائمة الإعلاميين الذين هاجموا المعتصمين والذين شوهوا صورتهم بالكثيرين ولعل أولهم مقدم برنامج 48 ساعة سيد علي وهناء السمري حيث تعرضا لهجوم شديد عقب نجاح الثورة ووصل الأمر لحد إحراجهم على الهواء مباشرة بعد تنحي مبارك من جانب الفنان الشاب أحمد عيد الذي قام بمداخلة تليفزيونية معهما ووصفهما بالمتحولين، ما حدث مع طلعت زكريا والتوقعات بحبسه أطارت النوم من عيون هؤلاء الفنانين والإعلاميين خوفا من أن يجرفهم النوم وان يستفيقوا فجأة فيجدوا أنفسهم أمام بوابات السجون'.