عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 04 / 2011, 56 : 08 PM   رقم المشاركة : [68]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: رسالة إلى صديقة

غاليتي نصيرة ..
صديقتي ورفيقة بوحي وهمي وهمنا الذي توحد وكبر
وأصبح ثالوثي الأبعاد إن جاز لنا التعبير وأبعاده كما تفضلت ووصفتيها
بالدم ..
الظلم ..
الفوضى..
أعددت لنفسي فنجاناً من القهوة ووضعت رسالتك أمامي ..
بالأمس خطرت في بالي وقررت أن أكتب لك ومع زحمة الفوضى طارت الفكرة ..
لكن القلوب عند بعضها والخاطر الذي يجول في رأسك ذات الخاطر الذي يجول في رأسي ..
من أوصلنا إلى هنا .. ولماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد ؟
فرحنا بأول ثورة كانت سريعة وخاطفة .. خطفت الأضواء والأبصار ورفعت نسبة الفرح في دمنا
وتحركت مشاعرنا بعد أن اعتلاها ركود وجمود لعقود من الزمن وتبعتها الثورة التالية وكانت جميلة ورائعة ومثالية ..
هللنا لها وصفقنا لنجاحها وطردت شبح الفشل والانكسار والهزيمة التي نامت في عقر دارنا منذ عقود ..
وظننا أن الحياة ضحكت لنا وأننا لم يعد يبعدنا عن الأقصى السليب خطوات
ولكن تحطم الحلم الكبير الذي ولد فتياً يانعاً مشرقاً
بعد أن اصطدم بمن ألّهوا أنفسهم ونصبوا أنفسهم ألهة علينا
وقرروا أن يسحقونا ويشربوا من دمائنا لأننا فكرنا أن نأخذ جرعة أكسجين إضافية
بعد أن امتلأت رئاتنا بالسواد فما كان منهم إلا أن صوبوا بنادقهم تجاه هذه الرئات حتى تستفرغ جرعة الأكسجين التي حلمت بها ..
وبقيت مجرد حلم يراوح مكانه وسكاكينهم على الرقاب بانتظار شارة الذبح .
طفل لم يتجاوز الثلاثة أعوام يقف على الشاشة يطالب بإسقاط النظام ..
هل شبع هذا الطفل الحليب ..
هل ضم دميته إلى صدره قبل أن يغفو ..
هل تعلم العدَّ على أصابعه وتمييز ألوان الطيف السبعة..
أم أنه خلق ليكون لقمة في فم مدفع ؟
أهذه هي الطفولة المنتظرة للألفية الثالثة ؟
أين هي منظمات حقوق الانسان لتدافع عن هذه الطفولة التي حكم عليها بالتشرد في وقت العالم الآخر
يتربع على عرش الحضارة والتطور والتكنولوجيا ..
من المسؤول عن إعدام الطفولة ؟
من المسؤول عن دفع الرضيع ليحضن قنبلة عوضاً عن زجاجة الحليب ؟
من المسؤول عن دك هذه الطفولة البريئة في زنازين ودهاليز معتمة وأنفاق من التخلف والجهل وخيبة الأمل ؟
أين نذهب بأطفالنا إن كان الوطن العربي بأسره يسعى للقضاء على هذه الطفولة ؟
من يأبه أصلاً إن خرجت هذه الطفولة إلى صدر الحياة معاقة ومشلولة وعاجزة عن فهم أي شيء مستقبلاً ؟
فلتتربع هذه الألهة المنصبة على أكتافنا على عروش التخلف والجهل والأمية
ولتشرب من دمائنا
ولكن فقط نظرة صغيرة إلى دولة هزتها الزلازل ودمرتها فقام أبناؤها
لتحويل صالات الرياضة إلى مدارس كي يعوضون ما فاتهم من ساعات التعليم ..
أين نحن من هذا ؟
أين نحن من العالم المتحضر ؟
أين نحن من أطفالنا وخطيئة لا تغتفر ووصمة عار على جبين كل من نصب نفسه زعيماً على أعناق الطفولة ..
غاليتي .. سأعد لك فنجاناً من القهوة تداركاً لأي صداع يلحقك من ردي المشحون
بغضب لا ينتهي على أمة اشتهت الآمان ..
اشتهت الاستقرار ..
اشتهت جرعة أكسجين إضافية ..
فكان الدم والظلم والفوضى هو سياج حياتها المنتظرة .
دمت يا نصيرة .. دمت يا حبيبة
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس