[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/26.gif');border:4px groove burlywood;"][cell="filter:;"][align=right]
[align=justify]
قد يغيب التراب .. قد تتناثر المسافات في البعاد .. قد تغيب الغيوم و تحمل معها صحوة عيونك
لكنني هنا متشبث بغصن شجرة البلوط العتيدة .. أقلب في جواز سفري .. هويتي .. لون سمرتي ..لغتي المحصورة بين لساني و أسناني .. البحر لن يحمل الشوق في زورق .
يا ملح وطني كيف أقاتل الرياح بالمطر ؟ , و أهش بصبري فالذئاب تنتظر خارج الحدود .. يا وطني ما حال النسوة اللائي قطعن أيديهن عندما برزت بجلبابك الأخضر ؟ و كنت في غيابه السجن حزين .. أعتقد الكل أنك لن تعود .. لن تنفض سنين الدماء و مرارة الخوف الطويل .. لن تحمل معول البناء من جديد .. لن تشيد طريقا يمتد من الشرق إلى الغرب .. لن تضخ المياه من جوف الصحراء إلى أعالي الجبال .
يا وطني كان أخي يحمل بندقية كي يحرر حبات ترابك ، و أنا اليوم أحمل قلمي /أنفاسي/كحل عيوني أرج الأرض رجا كي تنبث سنابل طيبة .
لا حدود تستعمر المدن و بعض من بعضي يتنفس لون البرتقال .. عنب الروح ليس بعيد و أنت من علمتني أن لا استسلام .. لا مداهنة مع لون الوطن .. لا بكاء إلا بعد رحيل و أنا اليوم أشم عبق شموخك .. أتوسد سكينتي و الكل نيام .
لم أنتفض عليك كي أذبحك بسكين صدئ .. كي أقطع عنقك من الوريد إلى الوريد .. كي أنقلك بين الألسن جثمانا جيدا .. ألا يكفي الأعين ما رأت من دمار متطاير .. كم قرية شردت .. كم رضيع يتم و هو في المهد صبيا .. كان أن كان ذات زمان وطن يحترق .
يا وطني هذه بدايات رسائلي أحملها للحمام المسافر أمانة عبر ريشه .. استقبلني و استقبل الكلمات فالصدر ينبض بك عندما يجنح الليل للسبات .[/align]
تــــوقيـــــع
ابــــنـــك البــــــار
[/align][/cell][/table1][/align]