الأديبة نصيرة تختوخ
سأكشف ما يظنه البعض سرا، حتى لا اعود الى الموضوع. "انتقدني" احدهم باني استعمل طرفا معروفة.. وهي حقا طرفة حورتها ، هدمتها واعدت بنائها بما يتلائم والفكرة الاجتماعية التي رأيت ان القصة يمكن ان تخدمها، والطرفة الأصلية تدور في كنيس يهودي عن امرأة سليطة اللسان، جعلتها امرأه متعصبة ومنغلقة وماسكة للدين من ذنبه.. وكثيرة الشكوك والتهم ..مع بناء جو اجتماعي عربي نعيشه يوميا ...
وقد استعملت في النصف سنة الأخيرة ، التي انتجت فيها ما يقارب 100 قصة،استعملت فيها عشرات الطرف بعد استخلاص ما ينفع نصي القصصي ، وتغيير في مبنى الحدث ، ومبنى الطرفة نفسها.
سالت ذلك الشخص ، اذا كان يظن ان الكاتب يحفر ابارا لاخراج القصص،مثل آبار النفط ؟ ام ان اباره هي الحياة نفسها بحكاياتها بتاريخها باحداثها بما يجري في الشارع في البيت في الحي في المصنع في العالم ،
القصة بتعريف بعض المنظرين هي الحدث التاريخي ( يمكن ان يكون حدثا ابن دقيقة، ولكنه يسمى حدثا تاريخيا،) باعادة تفكيكه وبنائة قصصيا، وهنا تخضع القصة لقدرات الكاتب الفنية ومعرفة كيف يعيد البناء الدرامي قصصيا ،
وجدت من المناسب ان اسجل هذه الملاحظة ، لفهم ان الفن القصصي ليس اختراع دواء ، انما تصميم فكرة بناء على مواد أولية تحيط بحياتنا في كل مكان.