[=الباحث عبدالوهاب محمد الجبوري;115558]
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذة العزيزة هدى الخطيب ..
حياك الله .. أيتها البهية السامقة
واشكر دعوتك لحضور اللقاء المزدهي بنجمتنا الشاعرة الأبية مقبولة عبدالحليم
ومع قبولي ومسرتي لهذه الدعوة إلا أنني أفكر من أين أبدا حديثي ن فلسطين ومع نجمتها المتألقة ؟
هل أبداه من الضابط عبدالوهاب الذي قاتل العدو في أربع حروب شرسة ؟ أم مع المترجم الذي درس العبرية وتعلمها منذ بداية الستينات من القرن الماضي عندما كان فتى يافعا آل على نفسه أن يعرف كل شيء عن اليهود ويحارب ظلمهم وعدوانهم طالما هو على قيد الحياة ، فكان رائد الترجمة الأول في العراق إلى جانب صديقه وأستاذه الكبير الدكتور خالد إسماعيل عميد كلية اللغات جامعة بغداد سابقا .؟ أم من المفكر الذي غاص في بحور الفكر العربي الإسلامي كي يتعلم منهج أمته وحياتها وفلسفتها ويكون بمستوى التحدي الكبير للأفكار الهدامة والمضللة ثم عرج على الفكر الصهيوني فدرسه كي يتصدى له بنفس أسلحته فكرا بفكر وأدبا بأدب وسلاحا بسلاح فقام بترجمة التوراة وفصول من التلمود وكتب الكثير من المؤلفات عن مختلف الجوانب الفكرية والسياسية والعسكرية والأمنية والثقافية فاصدر ونشر ما يزيد عن 70 كتابا بين تأليف وترجمة عن العبرية خلال 37 عاما من الجهاد والصراع والدراسة والبحث ؟ أم من الشاعر والأديب والصحفي والإعلامي الذي لازم الأدب والثقافة جنبا إلى جنب مع حياته العسكرية ؟ أم أبدا من أستاذ الجامعة الذي تحول بعد إحالته على التقاعد القسري ، ضمن الجيش العراقي السابق ، من قبل الحاكم المدني الأمريكي للعراق المدعو بريمر عام 2003 إلى خدمة بلده وأمته في الجانب العلمي مركزا على طلبة العراق ورفدهم بكل مناهل العلم والمعرفة عن الصهيونية واليهودية والماسونية وتاريخ اليهود وعقائدهم وتوراتهم وتلمودهم ونظريتهم الأمنية وأساليب قتالهم وأساليب تضليلهم في إطار إستراتيجية ( ولا تقربوا الصلاة ) الصهيونية سيئة الصيت ؟
لقد أثارت دعوتك الكريمة كل ما كان يعتمر في قلبي – وما زال – من حب لفلسطين وشعب فلسطين وتاريخها ومقدساتها وهمومها وآمالها وآلامها وطموحاتها ...
فلسطين هي حبي الكبير بعد حب الله ورسوله .. فماذا تتوقعين أن أتحدث مع شاعرتنا العزيزة مقبولة .. كم يسعدني هذا وربما احتاج إلى صفحات كثيرة ..
طبعا الآن تقولين تكلم من أين تريد وماذا تريد .. أنا معك بقلبي وفكري وروحي
واعذريني إن أطلت البداية فهذا ليس بيدي ، بل هي مشاعر وأحاسيس متأصلة في أعماقي تعاظمت مع شوقي للصلاة في الأقصى المبارك خلال مشاركتي في حرب حزيران عام 1967 ولا ادري هل سأحقق هذه الأمنية أم لا ؟ فان حققتها في حياتي فانا من السعيدين لأن الله أعانني على ماجاء في حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ( لا تشد الرحـال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هـذا، والمسجد الأقصى) فقد زرت بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف ولم يبق إلا الأقصى .. اسأل الله أن يحقق أمانينا ورغباتنا وتتحرر أولى القبلتين وثالث الحرمين بإذن الله .. وان لم أحققها فقد أوصيت أبنائي أن يفعلوا هذا بعون الله وأنا متفائل بنصر الله على الكفار والمشركين وأعداء الله والدين والأمة ..
أما أنت شاعرتنا المتألقة العزيزة علينا جميعا مقبولة عبدالحليم .. أيتها الشاعرة المبدعة والأم العظيمة ..
سلام الله عليك وعلى آل بيتك وعلى أهلنا في فلسطين ورحمة الله وبركاته ..
أولا أبلغك السلام من اهلك في عراق الجرح والرباط والجهاد وأقول لأهلنا في فلسطين من خلالك أن العراقيين أحفاد نبوخذ نصر والرشيد وصلاح الدين لن ينسوكم وهم في محنتهم .. انتم في القلوب والأرواح وفي حدقات العيون ..
كتبنا عنكم الكثير نثرا وشعرا وقاتلنا معكم بكل الحروب ضد العدو ومازالت مقابر شهدائنا في جنين وكوكب الهوى والمفرق والجولان وسيناء شاهد عيان على حبنا لكم .. وهذا ليس منة أو فضل بل هو الواجب ..
أذكرك برواية يتداولها شيوخنا في فلسطين وسمعتها من فلسطينيين في العراق ..
تقول الرواية أو ربما هي أسطورة متداولة ، إن فلسطين تحررها قوة عظيمة تأتي
من الشمال .. عدت إلى البيت بعدما سمعت الأسطورة ووضعت كفي على الكتلة المسماة العراق وحركتها يسارا وبخط مستقيم على خارطة الوطن العربي فتبين أن العراق شمال فلسطين مثلما هو شرقها وجنوبها .. وهكذا لم نستغرب مشاركة العراقيين في كل الحروب ضد اليهود ومنذ أيام نبوخذ نصر وصلاح الدين وليس آخرها قصف الأهداف الحيوية الإسرائيلية عام 1991 بصواريخ الحسين والحجارة السجيل ..
أما عن أدب وشعر مقبولة فحسب معلوماتي انك أصدرت مجموعتك
الشعرية الأولى بعنوان ) لا تغادر ) التي طالما حلمت بإصدارها منذ نحو 7 سنوات، حتى خرجت إلى النور ولسان حالك يقول من الفرحة ( لا اصدق ) لم تستطيعين إخفاء مشاعرك المليئة بالبهجة والسرور .. وطبعا هذه المشاعر طبيعية ومتوقعة من إنسانة صاحبة قضية سعت طويلا لتحيق حلمها .. فألف مبروك وان شاء الله نرى لك أعمالا أخرى كثيرة ...
كما أني اطلعت على رسالتك التي وجهتيها بعد صدور الكتاب وأسرني هذا كثيرا .. لنقرا ما كتبت :
أود توجيه رسائل إلى كلّ إنسان توجد بداخله هذه الموهبة، لا تقتلها لأن الموهبة هي عطاء من الله ومن خلالها يعطينا الله أن نوصل رسائل إلى المجتمع وإلى الصالح العام، وأتوجه إلى المرأة بشكل خاص من تملك موهبة الكتابة أن لا تكتمها بداخلها حياءً أو خوفا من الظروف، فمن خلال الكتابة تؤدين رسالة إلى صالح الناس، لكن بحدود الأدب والدين واللياقة وأن تحافظي على المستوى..
ختاما – وعذرا ثانية إذا أطلت - احي الأستاذة البهية هدى الخطيب وشاعرتنا الغالية مقبولة عبدالحليم متمنيا لها دوام التوفيق والمزيد من العطاء والإبداعات الجديدة ..
أستاذنا العزيز يا ابن عراق البطولة
شكرا لكل تلك التضحيات ولست أنا فقط من يشكر بل هو لسان حال الوطن
لكل ما تقدمت به أستاذي انحني وأنحني وأقول لك
أنت والوطن صنوان وأقدم لك وردة جورية من ربوع بلادي
وبمناسبة هذا اللقاء – الذي تحدثت فيه – يسرني أن اسمع من شاعرتنا العزيزة أي تعقيب أو تعليق أو إضافة ، عن مقبولة الإنسانة وألام .. عن مقبولة الشاعرة .. عن مقبولة وجرح فلسطين .. عن مقبولة ومشاريعها وطموحاتها ورؤاها لإزالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية وأخيرا عن تصوراتها لتحرير فلسطين .. كل فلسطين من البحر الى النهر ..
مقبولة يا أستاذي انسانة نذرت قلمها للأرض وللناس في وطنها
وأم زرعت في اولادها الحب له لكل ما هو خير ولكل ما هو أصيل
والشاعرة مقبولة تكتب باحساسها بصدق وبساطة تكتب أوجاع وغربة روح
وتبكي دوما وطنا تعيش فيه لكنها غريبة بين احضانه
واما الإنقسام يا أستاذي فهو وجع الوطن ودمعاته
وما علينا إلا تضميد الجرح لتزهر البسمة في عينيه مرة أخرى
هذا ما أستطيع أن أقوله بمقبولة يا أستاذي فعذرا لقصر الكلام فانه المرض وانفلونزا ظالمة
وشكرا من القلب لهدية أثلجت صدري والقلب أستاذما الغالي
ومع شكري للعزيزة هدى على توفير هذه الفرصة للتحدث وشكري للاستاذة مقبولة عبدالحيم فاني اقدم لهما ولموقع منتدى نور الادب هدية عزيزة على قلبي وهي أجمل وارق قصيدة عن غزة وفلسطين وبابل ، وهي القصيدة الفائزة لدى النقاد العراقيين ..
[frame="2 90"]
غزة بعيون بابلية
المقدمة
***
سأكتب عن نجمة فضية
تحمل غصتها
في صمت الغروب
ودوالٍ تستحم
في فيض دموعها
إذا اينعتْ الكروم
وتوهّج الربيع في الدروب
***
سأكتب عن غيداء بهية
تبثّ هواها
قبلة للأصيل في الخدود
في دفء اللقاء
في عطر الورود
***
قلبي يرفّ إليها ، مشدودا
صبح عشية
ارسمها من صحائفَ مجدٍ
ونفح باقاتٍ شذية
***
أبثّ عيوني
أحثّ نجومي
(كلما تقصّت شفتان رحلة الغضبْ )
وشمّ قلبٌ
رعدَ صهيلٍ ولهبْ
أراها شمسا
تنسج من أطيافها وهجاً
يلهبني في كل دربْ
***
هذي حكاية ظبية
تبحر من كل ساحلْ
تقهر الأمواج
بآمال فتية
تهز أسوار المدينة
تفتح الشبابيك الحزينة
تشرئب قامات الحروف
أشرعة ومشاعل
تسابيح جداول
أرتلها
كلما تعلق جبين بالضحى
ومدّ أشرعة الهوى
نحو ضفافٍ سمراءَ
أعشقها
كأغنيات الفجر للحقول
صرت لا أطرب
إلا حين ألقاها
أكتب عنها الأسفار
والفصول
****
القصيدة
(1)
قد استخرت الله في بيداء هاشمية
تشب بقامتها سروة عصية
أبرمتْ عهدا مع العواصف
تغمرها بأحضان وفية
شرب القيد من يديها دما
يزهو على الثرى
بأنغام شجية
(2)
قد استخرت الله في صبية
يحترق الدمع في مقلتيها
ينام الغبار على وجنتيها
تشتكي
من نهمٍ في عيون الذئابْ
عويلا يعوي في كل نابْ
ألف ذراع يحصدها
(وألف عرق اشتهاءٍ
يستبيح دمها )
جاءت( تمشي على استحياء )
فاتكأتْ على حلم يراودها
عبر الشجون يتألقْ
تعاهده نصلا
على الثأر يُمشقْ
(3)
رأتْ فيما يرى النائم :
دروبا تبكي
وأخرى تضحك
وصحراء تمد جناحيها
شهبا وسهاما ترشقْ
زفرات ريح
تلهب وهج الليل
كما راودها
بأهداب المنى يتسلقْ
(4)
باسمك المحفور في قلبي
بمداد من دمي
اختم الألواح البابلية
اكتب أسطورتك
بحروف عربية
لم يُدنّسها تتري
أو اعرابي !!
يتوارى خلف التمثال الزائف
تمثال الحرية
(5)
قد استخرت القلم والبندقية
باسمك المحفور في ذاكرتي
أظل معتصما بغضبة الأيام
متوثباً في كل برية
( 6)
سأرسم لك يا فتية
وردا بخدود عسلية
ومن شهقة سمراء
لا تخشى المنية
ستمضين ...
إلى قفار تنبت شعلا
(في نبضها صور أينعت أملا )
تغسلين بالنار عارا ً
يقتل الأطفال غدراً
(7)
من شهيق يستدرج رئتي
سأحمل ثقل غصتي
اسأل الذين يمرون
كل عشية
عن قصائد تقطر دما
تومض برقا
تتحرى طيفاً
ما تراءى لها خطفا ً
يلد حروفا
تمتد عبر الضفافْ
كصقور بعضها فرادى
ومثان ..
وموكب زفافْ
(8)
وحين تهاوى الأعراب ذلاً
وجدتك مهراً
يشبّ بقامة بابلية
عاشقا يبث هواه
تستحم الخيل في رؤاه
مرة يناجز الصقور حومها
مرة يشرئب
مع البيارق في زهوها
فعاودنا اليرموك
يُترع زهونا
وهبّ المعتصم
يجلو سيفنا
( 9)
هذي بيداؤك
عادت
في دناك تترى
مواسم خصب جذلى
يا سماء غزة
جودي بغيثٍ
حيثما شئت
يا أخت الفراتين ،
وانْ بعدت
لكن ما بعدت
عن الرشيد ،
وما احتجبت
كل المسافات ،
تستجلي
أطيافا ترفّ في اثر أطياف
وحروفا تتقصى الشفاه
تصوغ الأناشيد
لظىً ودموع ْ
وبراكين
تستمطر الشمس
أعاصير
وأفراح شموعْ
[/frame][/quote]