عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 03 / 2008, 28 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
وفاء النجار
ضيف
 


Arrow الثعلب والحمامة

[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده , و الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وصحبه أجمعين,
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
.




مررت يوماً على ثعلب يتأوه , فسألته ما خطبك يا ثعلب ! ؟.


نظر إلى عش الحمام , وقال : تلك الحمامة شرسة , وتأوه !!

قلت : لما تنعتُ الحمامة الوديعة , بالشراسة يا ثعلب ! ؟

قال : لأنها طارت قبل أن أتحرك !

قلت : حمامة ذكية , يا ثعلب ! إذ طارت قبل أن تتحرك !

قال : بل غبية , و شكاكة , تشك في جارها الثعلب !

قلت : وكيف عرفتها شكاكة يا ثعلب ؟

قال :عليلة وتتوهم أنني أنوي افتراسها , وأنا ما زلت لم أتحرك!

قلت : وما دليلك يا ثعلب ! ؟

قال : هاهي مخالبي مخفية وما زالت لم تظهر ؟

قلت : نعم مخفية لأنك ما زلت لم تتمكن !

قال : إن الحمام كثير فلما أخصها, وأنا ما زلت لم أتحرك !

قلت: لربما كدت لها , وكيدك لم يتقن !
قال: لا ! لا! لا! أنا ما أعرف الكيد , وأنا ما زلت لم أتمكن ! عفوا , عفوا , ما زلت لم أتحرك !

قلت : لقد قلتها ! طيب فما دليلك يا ثعلب ؟

قال : انظري حولي فكل الحمام يحبني .

قلت: وأي حمام يحب الثعلب ؟

قال: اذهبي واسألي عني في عش الحمام الأقرب !

قلت : سبحان ربي العظيم . أجاد ٌّ أنت يا ثعلب !! ؟

قال : أنا حليم , ومخالبي ما تكشف !

قلت : عجيب أمرك يا ثعلب ! وكيف تعيش والمخالب لم تكشف !! ؟

قال : آه !آه ! أعيش من أجل الدفاع عن عش الحمام الأقرب !

قلت : سبحان الله ! أهكذا أنت يا ثعلب ! ؟


قال : شتمتني الحمامة , وقالت عني :
تعودتَ النهش في العظام يا ثعلب!


قلت : صدقت , وأنت كذلك يا ثعلب.!



قال : لا ! لا ! لا ! إنها شكاكة و تأوه .!




قلت : سبحان ربي العظيم ! أ ما تخجل يا ثعلبُ ! ؟ :



قال : ولما ؟ وأنا ثعلب وديع أهتم بعش الحمام الأقرب.!



قلت : الحمد لله أنك لم تتمكن.. .







قال جل في علاه :

"وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ" سورة التوبة الآية68





[align=center]بقلم وفاء النجار[/align]
[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس