[مقبولة عبد الحليم]

خذي عيناي وانظري بها وخذي قلبي واحكي لي وخذي اذناي وانصتي لحفيف أوراق أشجارها وموج شواطئها...
خذي من العمر عمر وحدثي قلبي المشتاق وروحي الظمآنة عن ربى كانت تحفظ وقع خطى أبي وجدي، حدثيني عن شجرة الدار وصورة حزينة فوق جدار وعن تربة فيها جينات جذوري ووجهي بصماته وسماته هناك، عن مدرسة وملعب وحارة وزقاق وصحن طعام في رمضان لم يسكب وصوت جدي الذي توقف عن الخطابة في مسجده...
حيفا... حيفاي أنا مهما نأت وحكاية عشق ورثتها وسأورثها
حيفا







أيها الليل قل لي كيف أصبحت بهذا البهاء وأنت الليل الداج ومن ظلمتك ترجف القلوب
حدثني أيها القابع من زمان الفرح كيف لك أن تكون بهيا وهنالك في ثناياك الف سر وسر
وألف عين تحدق بانتظارأن ترى بصيصا من نور قد يبين معالم الدرب
قلي بربك كيف لك أن تعتنق الجمال ومن سكنوا ظلامك ينثرون الحزن والظلم في ظلام الطرقات
أهو القمر ذاك الذي جاء للتو مبتسما وفي عينيه تلتمع حبيبات النور
أم هو البحر الذي يهامس النسمات بشوق الحبيب فتترقرق وعلى خديها ترتسم البسمة
والكثير من الشغب !
أم هي شجيرات الصنوبر التي يثمل حفيفها خيوط الصباح فيعاود عينيها النعاس وتترك لك الزمان والمكان
لتكمل بهائك وزينتك و.. تنثال بجمالك بهاء على بهاء
أم هي حيفا أيها الليل بربك قلي ...





هنا كانوا يا ليلنا الداجي وكان الفرح يسكن صحن الدار والجد ووالجدة في اشتياق للأحفاد بعد عودتهم من المدارس والآباء هنا
دكان هنا تجارة هناك وأمل في حياة وغد أفضل ...
هنا زرعوا وما حصدوا ارتحلوا وما عادوا هنا يا حيفا أسكنوك القلوب وما زلت تلك الشهقة تلك الآهة تلك البسمة تلك الدمعة











هنا القهر يلتحف الحنايا
وصمت يا ليل صمت صمت





لكن يا ليل صبرا صبرا صبرا

فما طال ديجور ولا تعبت شمس من البزوغ

صبرا وأعرف أنك الآن تتمنى الشمس كي تحمل عنك بعض عناء العتب
صبرا وأعرف أنك تشتاقها وهي التي ستبتسم لك وستأخذ من ظلامك كل هؤلاء القابعين
لتعريهم أمام انفسهم وأمام محكمة التاريخ
صبرا فليس لسكان الليل سوى الإختباء أو مواجهة الشمس والحق والعدالة
صبرا يا كل نبضة تعشقين تراب الأرض وقسرا حكموا عليك بالحزن الطويل صبرا
أوليس الليل بتاركنا وراحل ؟!!!!





للهدى التي أبكتني كلماتها أقول

فلتطمئني يا زيتونة من زيتون بلادي
فما زالت أرض حيفا تكَّبِر في قلب طفلة
وما زال الآذان يصدح كل وقت صلاة