نجم الشهيد ...
هوى النجم من السماء ..
وسقط على ارض حمراء ..
خرجت المسكينة تصرخ .. ولـداه ..
جثت على الثرى المخضب بالدماء ..
اخذت تلملم شظايا النجم ..
وتكتحل بنظرة الوداع ..
وهمست في اذنه بصوت تخنقه العبرة..
ولـــداه ..
كُنت أراك عصفوراً يطير ويغرد حول مداراتي ..
كُنت أراك فارساً تجوب سهولي وودياني ..
كُنت أراك اسداً شامخاً في ردهات مزاراتي ..
وأرى مراكب احلامك تسافر شوقاً في بحيراتي ..
فما الذي سأراه الآن ..
وقد تهاوى معك بصري وثرياتي ..
وهامة المقابر يا ولدي ..
تأن وتصيح بلا رحمة ..
اسقوني ..
ولـــداه ..
احترت بأي دماء اسقيها ..
أبدماء أعداء عقيدتك؟ ..
المتربصين بأدنى الارض واقصاها ..
المنتظرين سقوط النجوم من سماء وطنك وفضائها..
والقانطين من حجب نور شمسكم وضيائها..
أم بدماء ابناء عشرتك؟..
المتهاونين بإعادة الارض ومجدها ..
تاركين المحتلّ يفعل ما يشاء ..
يهدم العمار ويقتلع زيتونها ..
الخاشعين لسلاطين الديار ..
متناسين القدس وقيودها ..
وهامة المقابر تصرخ .. اسقوني ..
واحترت بأي دماء يا ولدي اسقيها ..
أمــــاه ..
لا تحزني ..
فهذا موعدي مع القمرات ..
كفنيني ببيارق النصر والرايات ..
فأجسادنا النحيلة لها كالساريات ..
سئمنا الحزن يا أماه ..
وسئمنا البكاء والانكسارات..
فما عدنا نخاف الموت ..
الذي يصطادنا على قارعة الطرقات ..
فالموت لنا عز ولقاء مع الحوريات ..
واتركي هامة المقابر تنوح ..
فقبائل العرب ثائرة .. والثأر آت ..
فلا تخشي يا أماه إذا النجم هوى ..
ففي سماء الوطن ملايين النجمات..
واكتحلي بدمائنا واشلائنا ..
ودعي الوداع ..
فإن لنا لقاء في تلك الجنات.
شيماء البلوشي ..
ديسمبر 2002
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|