07 / 05 / 2011, 14 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [4]
|
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
|
رد: مقدمة يوسف إدريس في المجموعة الكاملة لقصص غسان كنفاني .
الأخ الأستاذ الأديب صبحي ياسين
أشكرك من كل قلبي وبإذنه تعالى ستظل فلسطين بخير والقضية
وشعبنا الأبي بألف خير .
واسمح لي , واسمحي لي أختي العزيزة ميساء أن أورد هنا ما كتبه
والد الشهيد الكبير غسان كنفاني في مذكراته عن ولده غسان :
" غسان طفل هادئ يحب أن يكون وحده في غالب الأوقات. مجتهد
ويميل إلى القراءة يحب الرسم حباً جماً. مهمل وغير مرتب ولا يهتم
بملابسه وكتبه وطعامه , وإذا ذهبنا إلى البحر وغالباً ما نفعل... كان
بيتنا قريباً من الشاطئ - يجلس وحده ... ويصنع زورقاً من ورق يضعه
في الماء ويتابع حركته باهتمام .
قال لي ذات مرة وكان عمره سبع سنوات :" بابا انا أحب الألمان أكثر من
الإنكليز ! سألته لماذا ؟ قال : لأن الإنكليز يساعدون اليهود ضدنا".
بتاريخ 26/4/1948 صحونا على صوت الرصاص والقذائف التي تطلق
باتجاه بيوتنا بكثافة من جهة محطة القطار , فخرج ولدي غازي وأحمد السالم
وفاروق غندور وأخي صبحي يحملون بواريدهم ويطلقون الرصاص من بيت
الدرج باتجاه اليهود المهاجمين , وخرجت لاستطلع الأمر حيث رأيت بعيني جثة
رجل عربي لم أتبين من هو ملقاة في وسط الشارع .
وكان ولدي غسان حول أقاربه يجمع أغلفة الرصاص الفارغة الساخنة , في المساء
لاحظت بعض الحروق على كفيه , ورأيت في عينيه نظرة لم أرها من قبل, ارتمى
على صدري , لاحظت أنه مقبل على البكاء , فبكينا سوياً.
بتاريخ 12/2/1950 أرسلت تحريراً إلى وزير خارجية إيطاليا بشأن ميول غسان
وأنا شخصياً لا أشك بأن المستقبل باسم وزاهر أماما غسان , خصوصاً في الرسم
والخط والأدب العربي سواء في نطقه أو كتابته أو ارتجاله .
في 6/3/1955 تأكدت اليوم أن غسان منتسب إلى حركة القوميين العرب ويعمل
في جريدة الرأي الناطقة باسمهم ويقضي معظم أوقاته في مكاتبها .
كنت أتمنى أن يكون غسان وأخوته المشتتون في أنحاء العالم إلى جانبي نعيش معاً
في بيت واحد ساهموا جميعاً في إرساء أساسه, لكنني رغم ذلك أقرأ لغسان كل يوم
وأعرف المقالات التي يكتبها بأسماء مستعارة .
أخاف عليه وأفخر به , أحس أنه سيصير ذا شأن عظيم , أحس به امتداداً لنا , فقد
خلقت فيه المعاناة بشتى صورها وأشكالها والتي عاشها يوماً بيوم الصورة الحقيقية
للفلسطيني .
وفقك الله ياغسان ... ياقطعة غالية من كبدي " .
(( منقول ))
|
|
|
|