إعرف عدوك : حماس غيرت موقفها
لماذا نحتاج إلى انتخابات وإلى تبديل رؤساء حكومات وأحزاب ؟ ولماذا هذا الضجيج الذي لا حاجة إليه كله إذا كانت إسرائيل أصلا تردد دائما بالطريقة نفسها , حكومة بعد حكومة , مثل طيار آلي ؟ ولماذا كلما ظهر احتمال تغيير إيجابي سارعت إسرائيل إلى تغضين وجهها ونثر المخاوف والإنطواء في رفضها ؟ لماذا؟ لأننا كذلك ؟ .
لم يكد المراسلون ينقلون تقاريرهم من المؤتمر الصحفي لعزام الأحمد وموسى أبو مرزوق حتى وثب بنيامين نتنياهو إلى غرفته الإعلامية وأطلق غضبا رسميا . ولم يكد ينهي كلامه حتى بدأت الجوقة الوطنية نشيد الرفض .
... مازالت لاتوجد مصالحة , لكن صراخ الرفض الإسرائيلي يعلو إلى السماء . النصوص هي نفس النصوص , كلمة بكلمة كما في السبعينات والثمانينات , منظمة إرهاب , لن نجري تفاوضا معها أبدا , كانت تلك فتح و والآن هي حماس .
مازال سابقا لأوانه أن نقدر مبلغ جدية الأمر , فواجب البرهان على حماس المتجهة إلى الإعتدال , لكن يجب أن نمنح الأمر أملا .
... إن الإتفاق الذي تم توقيعه بالحروف الأولى يشتمل على ضمان التحول الديموقراطي والإنتخابات , وهذا ما أردناه دائما , أليس كذلك ؟ .
...ماتزال الطريق إلى المصالحة الفلسطينية طويلة , بل أطول من الطريق إلى الدولة , فلا يوجد حتى الآن ما يحتفل به في أزقة جنين وأنفاق رفح , ولايوجد في القدس وتل أبيب حتى الآن ما يخشى منه أو يهدد وكأنه وقع في أيدينا "كنز دعائي" إذا نشأت حكومة وحدة وطنية , وإذا أجريت انتخابات حرة , فسيكون ثمة أمل جديد يجب على إسرائيل أن تستقبله بالمباركة مع التحفظات المناسبة .
عن الهارتس ...بتصرف
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|