رد: على المحك - خدوش على زجاج العمر - هدى الخطيب
مولاي الحلاج
وصلني نعيي فحضرت طائعا راضيا مستسلما لحكمك العادل .
أنا الذي مازلت تلميذا على مقاعد مدرستك , ولم أبدأ من حيث انتهيت أنت . ونعم ما انتهيت عنده يا مولاي : السيف والنطع .
إشحذ سيفك جيدا يامولاي وأرح عنقي الممدودة , وأحذر أن يتطاير عليك دمي , فيبطل صلاتك .
علق رأسي عند أبواب قصرك العامر يامولاي , وأمر الحرس أن يكتبوا تحتها : هذا مصير كل من يجادلنا . عسى أن تشفي بذلك غليل الشامتين في قراقوش .
ما أحلى الموت على يديك الكريمتين يامولاي , وما أسعدني برأسي تتدحرج عند قدميك , فتريحك من التظاهر بأنك لم تسمع , ولم تر .
مولاي الحلاج
رجاء إذا سألك عني أهل مراكش , قل لهم أنك قتلتني لأني تجرأت وقرأت الفاتحة على أرواحهم الرخيصة .
قل لهم إننا ــ في يوم ميلاده ــ كفرناه قبل إعدامه , وأخرجناه من الملة لأنه رفع عينيه في وجه واحد من شعبنا الذي ليس مثله أحد .
رجاء إذا سألك ضحايا الدار البيضاء , قل لهم إننا أخرسناه إلى الأبد , لأنه كان مغرورا يحسب أنه في بيته , ونسي أن مفتاح البيت في جيبنا .
هيا يامولاي :
أشهد ألا إله إلا الله , وأشهد أن محمدا رسول الله.
|