رد: على المحك - خدوش على زجاج العمر - هدى الخطيب
أختي الكريمة / هدى الخطيب
اختلفت معك في بعض التفاصيل في موضوعك السابق، لكن هنا اتفق معك في كل كلمة خطتها أناملك.....
كما تكونوا يولى عليكم....
أو قد نقول لنكون أكثر إنصافاً تعودنا على نمط معين من الحياة لذا يضيق صدرنا بسرعة أمام المخالفين، وأنا هنا لا أقصد أحداً بعينه، حيث أدين نفسي أيضاً بمثل هذا السلوك...
أحيانا أطرح موضوع أثناء نقاش عائلي وأجد فجأة أختي الصغرى تعارضني فأشعر بالغضب، وأشعر أنها حاولت التسفيه من رأيي، ولكن سرعان ما أتذكر أن من حقها أن تعبر عن رأيها وأسيطر على نفسي!
وقد مررت بإمتحان حقيقي قبل يومين، حيث أني تحدثت عن معلومة معينة حول مرض معين، فقالت لي : اسمو كذا ....
فقلت لها غاضباً لا : هو متل ما حكيت...
وجهت لي الضربة القاضية وقالت: درسناه في الجامعة أطلع الكتاب!
فبعدها ابتسمت وقلت إذن أنت على حق وأنا بسحب كلامي....( ما ضل عندي حكي لأجادل! :-) )
لقد تعبت جاهداً لأغير هذا الأمر، وسأحاول جاهداً أن استمر في تقويم سلوكياتي الحوارية وإلا فلن أقحم نفسي في حوار أو جدال أبداً...
كي لا أخسر أناس أحترمهم وأقدرهم ، أساتذة أو أصدقاء أو زملاء.....
على العموم/
نعم اعترف وأقر أننا في كثير من الأحيان نكون ديكتاتوريين في تعاملنا مع الآخر!
ومن لا يصدقني فليشاهد الاتجاه المعاكس!
سيسمع بنفسه شتائم طوال الحلقة، أشكال وألوان ....
والغريب أن الأجانب اعتادوا في معظمهم النقاش الهادئ ، حتى أن أحدهم ذات يوم شتم على شاشاتنا وهو يبتسم!
هنا يجب أن أؤكد على أمرين مهمين في ثقافة الإختلاف وحرية الرأي، من الأفضل دائماً أن يكون الحوار هو ساحة الخلاف، لأن الخلاف إذا تحول إلى اتهامات شخصية فمعناه أن هذا الحوار سيفقد مضمونه الحقيقي ، ثم يتحول إلى خلاف شخصي ثأري!
بمعنى مهما حاول محاورك استفزازك ، فركز على الفكرة وناقشه في نقاط الخلاف، وابتعد قدر الإمكان عن الاتهامات الشخصية.....
الأمر الآخر، أن الهدف من الحوار هو عرض رؤى مختلفة أمام القارئ وليس بالضرورة أن ينتهي الحوار بالنصر لأحد أطرافه!
ففي الغالب سيكون من الصعب أن يغير كل من طرفي الحوار قناعاتهما الشخصية ولكنهما بالطبع سيؤثران في القارئ، لكن إذا تحول الحوار إلى جدال بلا نهاية أو إلى خلاف شخصي فهذا سيضر بالطبع بطرفي الجدال أولاً وبمواقفها ورؤيتهما للأمور وقناعاتهما الشخصية.....
وبالتالي ليس بالضرورة أن نتجادل إلى مالا نهاية، ولكن يمكننا عرض أفكارنا والاكتفاء بذلك...
وصدقوني أن الحوار الهادئ متعة جميلة وقنطرة رائعة لانتقال الأفكار والتجارب الإنسانية، والحوار العقيم الغاضب هو أسهل طريق للعداوة والبغضاء وأمراض القلوب والأجساد....
موضوعك رائع وفي الصميم...
كل الاحترام لكم جميعاً، لك أختي هدى ، ولك أختي ميساء....
ولن أنسى الأستاذ الكريم رأفت العزي ، والأستاذ الكريم حسن الحاجبي...
والله حينما أرى ما تكتبون اشعر بكم هائل من العلم والمعرفة والبلاغة والتجارب الإنسانية ....فافتخر أني بينكم ...
ربي يحفظكم جميعاً
ويوفقكم للخير
اللهم آمين
|