كاتب نور شديد الفاعلية
|
رد: أوراق من زمن الماضي...
كلنا يتقاتل على فتات الذكرى ..ويوما ما ستاتي ذكرى جميلة من حاضر ماضي ..يخلصنا من قيود صدى ما بقي ملتصق بجدران.. ابى حتى المطر ان يغسل ما علق عليها .
أحياناً نعشق النوم بعمق فهو يخلصنا من أصوات لا نريد سماعها...فالنوم يتقن فن التجاهل..؟!
كم من الأوقات في حياتنا تصبح عديمة الفائدة ..حتى وان استغللناها وانتهزنا فرصها بالمراوغة .
قد ندفن الأشياء التي تسعدنا خوفاً من أن تطالنا مذمة جاهل .. فأي سلاح يستخدمه الجهلاء؟لقتل سعادتنا.
حتماً سيأتي اليوم الذي يغلق الربيع به بابه ويفتح الخريف باب تم إغلاقه.
كثيراً ماتغلبنا أحزاننا ..؟لكن تعلمت كيف اهزمها.
بيدنا خيارات عدة لكن لا نختار أسهلها..فقد ننتكس ونرجع إلى نقطة البداية .
تعلمت أن افتح كل الأبواب المغلقة ..فقد يؤدي إغلاقها الطويل إلى صدئ أقفالها..؟فيستحيل فتحها بعد ذالك.
لا تكن شطرنج بيد هاوي..فقد يرميك لحظة الخسارة.
كثيراً ما ترفض واقعك ..اصنع لنفسك عالم لا يسكنه القبيحون أمثالك.
قد تحتاج القليل من الصبر لكي تبصر الحقيقة التي يراك بها الآخرين.
لا تضحك كثيراً فذاك يجعلك تافه أكثر من انك مضحك.
عندما تقيّم نفسك ..انظر إلى أي حد تشعر بمعاناة الآخرين.
ان تكون غني اسحق خبز الأغنياء...ستعرف عندها كم أنت محظوظ بفقرك.
أقرء نهاية الكتاب تعرف بداياته..
لا تضرب الشجرة بعصا فبدلاً من أن تسقط ثمارها بحجرك ..تسقط على ارض تهشمها.
اعتدت رؤيا الناس بقلبي ..أتجاهل وجوهمم خوفاً من أن اكتشف قبحهم الذي يخفوه.
تجتمع الأشياء في وجه الطفل تظن للحظة أنها قوس قزحيتفتح بألوانه الربيع..تنظر بإمعان فيهم فترى تقلباتطيبتهم وعفويتهمتأخذك لنفسك أنت ..يذهب عناء الحزن الذي طالنالنرتع على صفاء عبثهم ونشعربالراحة.
*************
أحلم والأحلام تتكرر ...تطير بي كل ليلة ..تحملني فوق جناح الغمام الأبيض تنثرني هناك أمل سلبوه الإرادة .
أتلقط النجوم.. اللون بها يقظتي..
أحب كل شيء ابيض يدونني صفحة تخلو من الماضي ..يتغبطها حاضر جميل ,تشدني يدا طفلة تحمل بيدها القدر تلاعبه...يسقط فجأة !فينهار الحلم.!
أنا امرأة تحارب كل ما يقف عائق بطريقها ..أمزق كل الأسلاك الشائكة بشفاهي..لا تهمني الجروح التي تعلق..ما يهمني هو أن امحوا كل اثر يحتلني .
بين كل مرحلة من حياتي فاصل أخطه بوجعي..اترك مسافات كي لا أعيق آلامي من التثائوب وتمديد جسدها غير مبالية ..
كثيراً ما منعتُ نفسي من أن أقع بالأخطاء..؟لكن؟هي تطرق بابي رأيت من العار أن اكشف لها عن جُبني.. أخوضها ..اكتشفت إني أفوز عليها جربت أن لا اهرب حتى من مواجهة أخطائي؟فالقوة تكمن بالمواجه.. كن خاسر لمرة ؟لكن ليس دوماً.
تعلمت أن اعزف أوجاعي ..فبين كل لحن وآخر شيء اطرب لسماعه..أحزاننا تطربنا أحياناً.. ؟
لا يكفيني التحدث بها مع الآخرين فإني لا أجد حلاوة في عذوبة ألحانها.
*************
أطلق لصدري العنان.. تشق يداي جوف الهواء.
تخالط أحلامي زرقة الماء حيث عمق عشقي الذي تلون بالفيروز.
اذكر مارس الذي داعبنا ولاعب جسدينا بعذوبة,حيث السحب خلفنا تعدو وتعلو المسافات تاركة فراغ مارس.
أصبحت أخاف هالات الزمن الغريبة حيث فقدت الأمل بتغييرها.
على وجوه النوافذ سرحت عيناي..وشت العصافير بوجودي.. ووشوشت ملوحة لبعضها ,انسحبت خيوط الشمس ببطء, غادر سرب الغيم تاركني محدقة فوق الأفق.؟
لم يهمد شوقي لك. فكم من مسافات الزمن عبرنا ..لم تنقسم روحينا ..بقيت صورة تضم شفاه السماء وجسد أنثى حالمة.
تصغي جوارحي فهي تستعذب الألم,تنشق ااهاتي بدموع فارقتها برودة الماضي..مثقلة بما تحمل وحدتها الكثيرة التملل والشكوى,لا تدركاني ,عيناي تطل عليهما.
صورة الماضي تتداعى وتتهاوى صفحاتها كلما أحرقت دمعي تاركة الرماد يشبع جوع حاضري,أسى يعتّم صفاء نفسي.
الفرح الذي يسكنني هش يتكسر مبعثراً شظاياه بأركاني,هارباً لطريقه الموحش حيث لا وهج يثقله.
أسخطٌ هذا الذي يتحداني ..؟أهو نحس يرتدي أثوابي ,يتشكل بمشط شعري ودبوس قمصاني,ظله القاتم بلل أشيائي فلم اعد أرى سواه, الأشياء أصبحت ثقيلة يتدفق منها ألون الرمادي ,لا صباحات تخنق الشمس ,لا زمن مفزع يتصارع مع أيام الأسبوع , شحوب يزين وجه الساحات ,تتوارد إلى واحة أفكاري آلاف الذكريات.
ليالي الشتاء طويلة تضم دفئها للذين يحلمون بفراغ دائم, لتّهون عليهم وحشتها,لكني اعشق تلك الليالي التي لم تبالي يوماً بي ,كنت أضم البيوت المجاورة لبيتي بعيناي وأحيط بذراعي المطر المتساقط لتنعش عروقي الصغيرة ,افتح فمي ليرتوي تدغدغني حبات المطر البكر اللعوب..الهواء يراقص ثوبي الناعم ليمص ما سقط عليه,ينقل خفة جسمي معا سريانه ,لكل ليل من الشتاء مذاقاً مختلف .
أحساس غامض موجع ينتابني ,لقائاتي مع الحزن مختلفة ففي كل لقاء تتكشف أشياء, تنثر أحزانها , أيُّ شيء يجعلني اركض خلفه ,مالذي يزدحم به الماضي ؟ما لذي يذوب في بعضي ؟
أصبحت المسافات تقاسِ الألم,تجر ظلال الوهم الثقيل ,ينبسط العالم تحت قلمي وينكمش مرات كثيرة ,أحاول أن اخنق عنق قلمي فهو يجبرني على التمرد والعصيان ترتعش يداي ترتجف الحروف , اسحق الكلمات وانثرها رماداً يزين بياض الصفحات,نحن نكتب ما نريد, نشجب ونستنكر ,يتلوى فكري ويتلو بخشوع ما أريد؟
حذاري من سلطة الكتابة ؟جميل أن تكون سيداً للعالم وجميل أن تكون سيد على كل الذين يعشقونك ,هناك عشاق لا يستخدمون الكلمات المتداولة بين المحبين ولا رسائل غرامية تنثر على ورقة فتحرق تترك فقط رائحة الدخان يبعث ربوه الخانق في صدور الذكرى.
أنا؟ ما أنا؟ ساحرة تتمرد بسحرها العذري تغتال صباها على أوراقها ,وتنحر مشاعرها تاركة النزيف يأخذ مجراه للانتقام منها ؟أوأنا شريرة لأنتقم مني ؟
يترك السحاب طفولته بين أصابعي أشكله ,نجوم تزين ليل شعري,زهور تراقص ثغري,نهر يجري بخمر فكري.
أداعب أوهامي فأنا أجيد مداعباتها بشغف وشقاوة .
أصغي بهدوء إلى أحزان الآخرين ,ما لذي يجعلني أتفاعل معهم ,أتجول بأسرارهم, أغمض عيني عند دخولي لها ,
لا أعرف يحترق باطن قلبي ,تسقط الظلمة منهما ,تكاد سؤلاتي تخرج من صدري ,لكن عقلي يرفض الاسئلة فكلها أشياء وهمية ,أغوص في رأسي لا أجد إجابات تمس فكري.
أسمع الجميع يتألمون وأنا ماره بالقرب من زفير أنفاسهم,أكاد اصرخ فكل الذي تعج به رؤوسهم يتشكل لي صوراً وخيالات ترمي بظلها أمامي ..لا أحاولت تعريتها فأنا أقاوم عفتها ,يعاودني الخوف منها,المسها؟ لن يعرف أحد أن لمستها وتجاهلت المتربصين .
كيف لم أفهم آلامهم ؟كل ما مر بهم ؟ ارتديت الصمت صقيع بفصلٍ حار ؟!
راحت تنقضي مواجعهم ك أيام تقضى وراء بعضها البعض ملاحقة زفير السنوات الضائعة,إنثيال المجهول بذكرياته.
قررت أن اهجر أوجاع الناس وأكفُ عن التربيت على آلامهم,أتلفظهم فوق الرمل ,أطحن أحزانهم تحت رحى وجعي,يتآكل قلبي قهراً,يذيبني تمردهم وتجاهلهم لبعض.
سأكون مغرورة للحظات ,أتكبر على عالمي, أتمرد ,مرآتي هي من تخذلني إن وقفت أمامها أواجه ضحكتها المسمومة ,تهجرني ملامحي أمامها تؤيد سلطتها ,فما هي الآن إلا وهم بضعهُ منّي ,تتنهد شظاياها بوجهي إن كسرتها ,فأنا أرى صورتي, وكم تمنيت رؤيا صورة من أحبهم بدلاً منّي.
كم من الأصدقاء نحتاج لنفتح لهم صندوق أسرارنا ,متوهمين بصدق نواياهم تجاهنا,ضاعت نوايانا الحسنة بهم,لو تمر اللحظة التي ضاعت لما وثقت بهم, فهم كلوح ثلج سرعان ما يذوب,كأنني لم أغادر وجوهمم ,لمعت عيونهم بعتمة الرماد, شكوا لي حالهم لم يرّق قلبي, بقيت نظراتهم باردة,كنت أتصور أرواحهم بخفة الهواء وصفاء السماء وحفظ السر لديهم أعمق نقطة في البحر.
هل هان علينا كل شيء؟ حتى تعاملنا بلطف مع كل الأشياء المحيطة بنّا؟ ,نمّقت أوجه البيوت ومرايا الطرقات ,نبتذل بسمة السماء وهي تضّم أجنّة المطر الغزير السرور.
هل هان فراغ الغسق عندما ينفث فجره؟
بهجة طفل عيناه سؤال مُبّهم, يداعب جراحات والديه,يمتص حزنهما بأن الدنيا فيها وجهان غير منطوقان ,حزن وابتسامة ,وان لا داعي ليقيما ميتماً بفقدانهما,فالفرح يترك بسمته حتى بعد موته,والحزن يتمسك بشحوبه حتى بعد موته,كل شيء مضطرب, وبلا امتداد ,قصاصات منتزعة الأطراف من كتاب فصولنا,لا يضم سوى حروف سوداء قاتمة.
دائرة معتمة من خطة القدر, نداءاته بالحزن لا تنتهي ,تتكرر انكساراته وتجاعيده بخطوط مضطربة خافتة, يكتسي وجهه الغامض غبار يخنق العابرون سبيله,تمحوه نفثات هادئة.
|