الرسالة الثانية
رد لطيف رغم ما شابه من عتاب خفيف .. ألاحظ عدم ذكر أسباب الفراق .. لكنني وجدت نفسي فيهذا المدى الضبابي وحدي ، وجدت نفسي في صحراء مترامية الأطراف وسكين الغربة مغروزفي خاصرتي.. هل كان الفراق رغما عن الإثنين ؟ .. لكن في لحظات يخيل إلي أن هذا الحب الذي ربط بين الإثنين قد تعرض لرجة عنيفة تسببت في هذا الفراق .. وأنا ما عدت أستطيع البحث في عينيك ؟ وبدا لي أن صدرك لم يعد مسكني ، ولم تعدأنفاسك الحارة تدفيء أيامي ، وهذا القلب الساكن بين ضلوعي استحال إلى كرة من الجليد، إلى جلمود صخر، ما عاد رذاذ المطر يسقيه ، ولا نسائم الفل تدغدغ رئتيه .
ما الذي حصل ؟ الله أعلم .. إنما من المؤكد أن الزمان طال حتى غزا الشيب المفرق .. وهاهو التعبير يتكرر يعد وروده في الرسالة الأولى..، لم أنتبه إلى غزوالمشيب خصيلات شعري ولا إلى زحف تلك التجاعيد على وجنتي .
تنتهي الرسالة على إيقاع جميل .. ملؤه الأمل و الصفاء .. وعلى عكس الرسالة الأولى التي انتهت بشيء من الغموض حول اللقاء أو عدمه ، جاءت الرسالة الثانية لتؤكد على أن النهاية كانت سعيدة .. و أن خريف العمر قد يزدان بما تبقى من ورود الربيع المنصرم .إلى أن مددت يدك بحنو في ظلامي وانتشلتني كما ينتشلرضيع أوشك على الاحتضار، وحضنت بكفيك الصغيرتين كل ألمي ، ونظرت في عينيك فوجدتنفسي فيهما ملكة ً مُتوَّجَة ً وأن قلبك ما زال مسكني وملعبي وأنك حبيب العمر كنتولم تزل..
الآن يمكنني أن أتنفس الصعداء .. كما يحصل لي حين أنتهي من كتابة قصة قصيرة . لن أكرر ما قلته عقب الرسالة الأولى وإلا كان ذلك إطنابا .. كل ما يمكنني قوله هو رجائي بعدم التوقف عن الكتابة كما أشرت إلى ذلك .. ولي عودة أخرى إلى الموضوع .. دامت لك المسرات.. ولك مني مودتي الدائمة.