أل..18 من أيلول … في لوح “الخورنق” بألم ذكريات المختار الأحولي
…../…..
متيّما … أعبر جسر “الكرخ” بصوت خمري
لأنتشل الذكرى … من كبد العمر
وكمد الأيام الحقودة …
هنا معبودتي إذ يصفرّ دجلة… يستقرّ كتاب السفر
توتّر يقرّ بأعاجيب وتر الحبّ سيدتي
والقلب هنا جاثم على وجه المجبر
على تخيّر ما يحبّر كأس الشاي “بالوزيريّة”
أو الحامض المحلّى بآيات شعر تغزّل
يسحر … ليل العاشقين المبهر بحلم التلاقي عند ضفاف نهر
لا يسجد إلا للقلوب المبللة “بعرق” السهر … في الأغاني
………
أعبر جسر “الكرخ” سيدتي … يرافقني الغاوون “لجنّي”
وإلى فتاوى شموخ القبر … الذي يحضن بصمة عاشق
مرّ من هنا لا يملك من طيفه
سوى ما تخبر عنه الكلمات …
والماء الذي يعبر حضن غريب صابر… على تحرّش جهات القلب الناريّ
بشمس جنوب تحنوا على تعبه ساعة سحر
وترسم وجهه على خارطة الأرصفة البكماء
هنا سيدتي دجلة يكتب كلّ الأسماء
و”الرصافة” تبرّ بالحنين
فتقيني ترياق الجهر بالحبّ …
وهذا “الكاظم” يسرّي من “الشعب”… إلى “الثورة”
يغيّر صورة عورة الكلام… من عليّ سيدتي نحتت بغداد
ثدي فطام المريد… بغداد السواد… وما تريد الألوان المارقة الغرّة
وتجلّى الحلاّج … وللحلاج زمانا عجّ بالكفرة
وبغداد … هي بغداد يا حلاج ترميك صباحا بالنوى
وفي المساء تسقيك روحها أمواج خمره من جمرة التاريخ
وأجوب البصرة بحثا عن “العشّارة” … وقطار الليل
والقهوة “بالهيل” … أختبر حكمة الأرض
هو مربض آخر لسدنة الجبّة والنعل
شرعة الكراسي المعمّرة
……..
هي بغداد الذكريات … هناك السعير ليس له القدرة
على فكّ رموز الحبّ في استراحات طريق “الموصل”
ولا شطارة له لنهل نبيذ الطين … في دير العالق في المشيئة الحرّة
كدنا نحتار … أين نستضيف خمّارة حمّى السؤال
الذي يباغت سرّ الخلق على أرصفة “سوق الورّاقين”
فنكابد تهرّم مقهى “البرلمان” … لنتحدّث عن ظلّ الله فينا
ونحيل “برونز” الرّصافيّ إلى إعلان لحلول الرؤيا في أيلول الناس
بإفريز الجامع “المستنصريّة” وهو يداعب وجه التاريخ
بماء دجلة … بالليل… على أنوار قناديل أوزار الزمان
في خرافات خداع البصيرة للبصر
هو الراهب فيّ … سيدتي يتوكّأ على عصى رعييه
ويجوب “الكرّادة” لتجتاحه فرحة الوجود
ويقرّ لخراب الفكرة … أخيرا أنا ثمرة الإنسان
الذي أوصل الصخر إلى قاع النهر الذي لن يتبعثر
برياح الأيام الوعرة…
معبودتي هي بغداد التي أشتاق الآن
رغم الجوع المترجم بكلّ لغات الأرض
نحرق عود الصندل و”الشمناق” في مبخرة … عشتار
لتنير لنا ما فينا من حبّ لأنثى
لا تكيل قلبها …
ولا تحدد نوع النار التي تلهب خارطة العشرة
وهي بابل … التي أرى “خمبابا” على بابها
يعلّق جثتي “جلجامش” و أنكيدوا” معا
ليفوز بنبتة الخلود …
لكنّه نسي أن لا خلود إلا في ذكرى الكلام
والحكايات العشرة … عن وصايا عناق الفرات لما فات
وكتب العقل تصبغ دجلة … بألوان الجهل
بكرة بغداد …
تخترق حدود تفكير قارئ الروح
فالروح العاشقة سيدتي فطرة
وبغداد الآن رميم العاق
ورغيف الدم الحيّ في الخطى الخطرة
وبغداد التي كم ألهبت سمرة اللغة في بياض تورّق النعرة
الحبّ نعرة سيدتي
والحلم نعرة
والوطن نعرة
والإنسان… الإنسان نعرة حبيبتي
وأمالهم أموالهم
وأموالهم هي في الأصل مندثرة
بغداد عبرة لكلّ العشّاق
إذا جنّ الليل وهاج الشوق
“للباقلة” مزمزة الفقر … نخطّ على سؤال عبق من ندى
شبّاك صبيّة بالكرخ
هو التاريخ حبيبتي
والتاريخ يكتب فقرة … فقرة
وعطرك الذي يمسح روحي بشبق السحر
يعلن في زمني بداية الحيرة
هل تكون بغداد وهذي الأخبار …؟؟؟؟؟
هل بقي من أحبّهم على قيد الحياة … ؟؟؟؟؟
حتى قليلهم ربّما يكفي لعيد النيروز هذا العام
وبذرة الحبّ هل تفتّق غصن بأنها
أم غزاها الموت … ؟؟؟؟
لا … لا أظنّها ؟؟؟…
كما لم أعهدها منكسرة … ؟؟؟
هي تبكي قليلا … ككلّ النساء
لكنّها ستبقى شجرة تظلل فهد
وسيعود “فهد” من موته ليعانق كنزه الشجرة ….
وأراكم أصدقائي ذات كلام
أو ربّما ذات ذكرى
كان هذا المجنون بيننا
يتهجّى أسماء الحبّ … ويقول الشعر …/…
…../…..
المجنون أبدا : المختار الأحولي
بلاد في 17/09/2010
|