عـندما ابتلعتني أمي
لمّا اكتملتُ بأوجـِها
أفــّـلتُ نـفسيَ طائعـًا
وخلعـتُ (ساهـوري*) بوادٍ
خِـلتـُه ُالـــوادي اليـَمـين ِ
وظننتُ نفسيَ قامـرًا
زمنَ الخسوف ِوحـوتهِ !
راهـنـتُ أنَّ عـشيـرتي
تعـويذة ٌ
وطبولـُها حِـرزٌٌ
بـقـرقعة ٍ يـقـيـني
صَمَتَ الحُـداة ُبغـفـلة ٍ
وارتـدَّ حوتيَ فاغـرًا
فـَعـَرفـتُ أنـّيَ خاسرٌ
مذ قـلتُ يا أمـّاهُ لا
لا تـَبلعـيني !
***********
بـَلعَـتْ لرأسيَ أوّلا ً
وافـتـَرَّ وادي الـنــَّار ِللقـمر ِالـذ َّبـيح ِ
أصبحـتُ مَـقـلوبًا
وتسحـبـُني الصَّهيرة ُرائـيـًا حـيـنَ انقلابي
كلَّ ماقـلبوا من اللوحاتِ ..
بالوضع ِالصَّحيح ِ
ورأيتُ في أحـــشاءِها
أكوامَ أقــلام ٍ..وأسماءٍ وفـرسان ٍ
تــُباركُ رؤيـَتي
في سَقـطتي
فـصرخـتُ يا أمـّاهُ لا
لا تــَلفـُظـيني !
********
نود يتُ من عُـمـق ِالصّهـيـرةِ :
اخـلع ِالمَرئيَّ إنــّكَ في الأ تون ِ
فخـلعـتُ قـفـّازي.. عسى
دفءُ البنان ِ يسـيلُ في قـلمي
يـُلـَـمـلـِمُ أحرفـًا نـَفـَرتْ
منَ الوادي الرّهـيـن ِ
*********
وادٍ بلا زرع ٍ
وغـيـر ِمُـقـدّس ٍ
صَخـبُ الطـّحالبِ سَـقـفـُهُ
وتـموءُ بالحـيطان ِ
أبــواغ ُ العَـــبيدِ
من ضيـقه ضَجـِرًا
يبارزُ موقعَ الحرف ِالأخـير ِ لفارس ٍ
ألـِفَ الخسوفَ بـيــُـتـمِهِ
ويـَـئـِنُّ من أمِّ.. تــُبـيحُ الـثــَّديَ لـلحـيتان ِ
بالـثــَّمن الــزَّهــيدِ !
ألِـفَ الـنـِّـزالَ بـسيفهِ وبـكـفــِّهِ
سِـرُّ الحـليبِ مُـوشـَّيًا
كفـنَ الشـَّهـيدِ
تـَنعاهُ خلـفَ الـنــَّعش ِكوكـبة ُ الـبـنا تِ..
ضَفـرنَ مِـنْ ألـق ِالـنجوم ِ جـديلة ً
دَلـّيـْْـنـَها
هـيّا تسلـّـق ياولــيدي
هـَيـّا
فـبطن ُالحـوتِ باردة ٌ
على الأقـمار ِوالفرسان ِ في
عـلبِ الحــديد ِ
******
رغـمَ الجـليـدِ تـراقـصت
في طقسهِ تـلكَ الصّبايا
بمناسكِ الحنــَّاء تـرشـقُ دفــئـَها
أ ُمّـــًا.. لـــهُ
زَرعـتْ بـقـيـة َ شِعـرهِ
بين الحـَنايا
أنجَـبـتْ مِن نعشهِ أقـمارَها
حَـبـلـَتْ بلا دنس ٍوفي
أثـدائـِها
لـبأُ الصَّهيل ِبصهوةٍ
يَحـدوالمَطايا
لاتــَبلعُ اليقـطـينَ واللـّحـم َ المـُظـلـّـل َ نـيـّئـًا
وحـَنـينـُها
سَمـرُ الـنـَّدامى في مَـراجيح ِالحكايا
لا تـوئـُـد ُالأفـواهَ والأقـلامَ من إملا قِـها
حـتـّى ولو بلغَوا المُحا قَ بـدورةٍ
فمَدارُها
كالسّور للبـيـتِ الأميـن ِ
بـيـتٌ بحجـم ِ الأمَّ والــتــَّنور ِ
والملح ِالمُعــتــَّق ِفي الــوتـين ِ
شمسٌ وخـبـزٌ في رُبى حاراتِهِ
وتــُقـدمُ الطـبـشورَ والحِـبرَ المُـلوّنَ عَـبِّروا
ماتشتهونَ ولوِّنوا
أحلامـَـكَمْ
فكـتبـتُ يا أمّاهُ لا
لاتوقـِظـيني
--------------
*(غلاف القمر)
حسن ابراهيم سمعون /1990/