[فاطمة البشر]

خدعة البصر

بقلم : فاطمه البشر


لا تدع المظاهر تخدعك ، فقد يكون الأمر ليس كما تراه عينيك ، وإذا كنت تظن أن كل ما ترصده العينين حقيقة ، فانتبه أن الواقع ليس كذلك ، لأن الكثير مما تراه هو الزيف بعينه !!


عندما تذهب إلى شبه الجزيرة العربية ، سترى العديد من الناس ممن كبرت بطونهم من الشراهة ، وقد تظن هذا عندما تذهب إلى الصومال لأنك سترى أشخاصا قد كبرت بطونهم أيضا ، لكن ليس من الشراهة ، بل من الجوع!! فكما أن البطن قد يكبر من كثرة الأكل ، فقد يكبر من قلته أيضا ، فأنى لك أن تعرف السبب؟



قد ترى شخصان ، تدهشك روعة علاقتهما ، فتتمنى أن يكون لك صديقا وتكونان مثلهما ، لكن بعد فترة تكتشف أن هذه العلاقة الحميمة قائمة لأن كل واحد منهما قد اطلع على أسرار الآخر، وكل ما يفعلانه هو محاولة ألا تشتعل النيران ! فلا تخدعك المظاهر !!


حينما لا تستطيع النوم ، وتنظر من الشباك إلى غرفة ابن الجيران ، فترى أنه قد نام ، وتمر الساعات وأنت مازلت مستيقظا لا تستطيع النوم ، والأرق قد أخذ مكانه منك ، وابن جيرانك مازال نائما ، فلا يخدعك الأمر، فإذا لم تستطع النوم هذه الليلة ، فقد يكون هذا الشخص لا يستطيع النوم كل ليلة ، وقد نام هذه الليلة بعد شرب عدة أقراص من ذلك المنوّم الذي وصفه له الطبيب !!


وإذا عرفت شخصا قد أنهى تعليمه الجامعي ، وربما حصل على شهادة الدكتوراه ، فلا يغرك ذلك المظهر ، فقد يكون لا يفقه شيئا في الحياة الاجتماعية ، قد يكون لا يعرف كيف ينطق بكلمة حب ، أو كلمة اعتذار ، أو حتى كلمة " مرحبا " !!



وإذا كنت في جلسة مع عدة أشخاص أحدهم ضريرا ، فلا تحاول أن ترسل لهم إشارات بالأيدي والأعين ، فقد يكون ذلك الضرير يحس ذلك ببصيرته ، وقد يكون يستطيع رؤية أطياف وخيالات ، وعندها ستقع عليك مسؤولية الاعتذار ، فلا تخدعك المظاهر !!


فلا تدع المظاهر تخدعك ، وإذا كنت ممن ينخدعون بسهولة ، فحاول التفكير مرارا قبل عمل أي شيء ، وإذا كنت قد انخدعت وانتهى الأمر فتعلم من أخطائك ، وإذا كنت لا تزال مخدوعا فلن تعرف أنك مخدوع أصلا ، فأكمل حياتك كالمعتاد ، وعندما تستيقظ من الخدعة فعد لقراءة كلماتي !!!