22 / 05 / 2011, 00 : 03 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
|
عندما يصبح الفيلم حقيقة
عندما يصبح الفيلم حقيقة بقلم : فاطمه البشر
يعود الجندي بطلا حاملا وسام الشجاعة إلى زوجته وأولاده ، لقد انتظرت زوجته هذا اللقاء منذ سنوات ، ولربما لم يعرفه أولاده إلا من خلال الصورة ـ فقد غادرهم صغارا !
لم تكن حرارة اللقاء كالمتوقع ، ولم يكن الشوق مشتعلا ، قد تكون معالم الدهشة قد ارتسمت على وجهها ، فقد انتظرته سنين !!!
كل ما يفعله ذلك الجندي هو الجلوس والتفكير ، أو التحديق بشيء ما . تعود به الذاكرة إلى موقع الحرب ،إلى تلك الليلة التي أصبح فيها الليل نهارا ، ولم تنقطع القنابل عن السقوط ، ولم تنقطع المدافع عن الرمي لساعات ، وعندما انقطعت بدأ بتفقد الزملاء ، لم يمش على تلك الأرض الخضراء كما كانت قبل القصف ، بل مشى على شلال من دماء تسبح فيه بعض الأشلاء !!
لم تعد تعني له الحياة شيئا ، فقد تفقد من تحب في لحظات ، وقد تصبح أفعال الساعة الماضية شيئا من الذكريات . هذا من كان يضحك معه هذا الصباح ، يده هنا ورأسه هناك ، وذاك من أكل معه طعام الغداء تهشم رأسه وإحدى قدميه .
فأي معنى تحمله الحياة بعد هذا الذي رآه ، دماء تداعب قدميه ، وأشلاء تكحل عينيه ، صرخات وبكاء يطرب أذنيه .
فيلم سينمائي ، الممثلون قد أدوا دورهم على أكمل وجه ، ولا داعي للإخراج فالمشاهد في قلب التصوير !!
أني للحب والشوق واللهفة أن يلامسوا قلبه بعد مشاهدة ذلك الفيلم اللعين ، حتى ذلك الوسام الذي ألصقه النقيب على صدره لم يعد إلا ذكرى مؤلمة .
في عالم القصف والدمار ، عالم الدماء والبكاء والأشلاء ، عالم الإحساس بالموت لا وقت لإبداء المشاعر ، ولا وقت لمداعبة الأطياف ، كل ما هنالك هو بعض مشاعر البرودة واحتقار الحياة .......
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|