[عبدالله الخطيب]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي الأستاذ الحبيب ايها المثقف المناضل عبد الله الخطيب أعجبني بالأمس وصفا أطلقه أحد المناضلين من الكتاب المثقفين / بثقافة الأمة / وهو يُطلق نعتا على الكثير من مثقفينا العرب ويصفهم " بحزب التلّ " في إشارة واضحة إلى عزلتهم وصمتهم على ما يجري ؛ وحزب التلّ ، هؤلاء سوف يُقرعون رؤوسنا غدا بصفصافتهم الفارغة وتحليلاتهم الرمادية أو النارية وكيفية تصديهم " للمؤامرة " ! هؤلاء أيها الفاضل ، هم سببا من أسباب نكسات الأمة ؛ فعندما تحتاج إلى أصواتهم يصمتون ؛ وعندما تحتاج إلى قدرتهم على توعية الجماهير ورفع معنوياتها يفعلون عكس ذلك فيخرجون ليلوموننا ، ويتهموننا ويشلون تفكير الأمة بتناقضاتهم فيصنعون رأيا لا رأي فيه لعالم أو عارف ، ويطلقون كذبا وقد راهنوا على أن للشعب ذاكرة ضعيفة ، وينتهزون لحظات فُتحت أمامهم قنوات العمالة / قنوات كيّ الوعي / ويستغلون دماء الشهداء من الأبرياء . حزب " التلّ " هؤلاء ، لن يسمعوك ولو طرقت على " جدار خزان " فارغ ؛ وهم لم يتعلموا ؛ وربي ان هذا شيء عجيب ، مراهناتهم تخسر دائما، تحليلاتهم تذهب تصبح أكوام نفايات / وحتى لا يستفاد منها ..! اسألني عن عشرات آلاف المقالات التي قرأتها وما زلت ومنذ أكثر من نصف قرن ، اسألني وقل لي كم مقالا وكم كاتبا يعتبر من المثقفين كان صائبا أو قريب ؟! باستثناء من رحم ربي ، باستثناء وجدان حيّ ؛ اسألني بربك ، أو يقول لي أشباه المثقفين عن موقف اتخذوه في أوقات الشدة وكان موقفا سليم ، موقف تحدي وتصدي كموقفك في زمن تعز فيه المواقف ..؟ فلسنا عملاء نظم ، ولكننا نعرف أن العقول التي ليس لها أولويات ، غير فاعلة ؛ والعقول التي يُبرمج ثقافتها الغير هي عقول تابعة ؛ والعقول التي لا تعرف كيف تستفيد من طاقات الناس تُذْهِبُ بطاقاتهم نحو الكوارث ! أليس هذا ما يفعله البعض بصمتهم وهمسهم واستسلامهم بلا إرادة ؟! ما كتب بهذا الوجع إلا لشعوري بمرارتك وصرختك المعبّرة المدفوعة بعنفوان عروبتك ووعيك : لن أستسلم ، وسأواصل الطريق . نعم يا سيدي هذا ديدني منذ عشرات السنين ومراهناتي تربح باستمرار لأني أراهن على الحقائق ، واعلم بأن لا شيء كامل ، واعلم بان الحكم / أي حكم / هو تسويات .. أما جماعة " التلّ " عليك أن تذكر غدا ، كيف سينزلون عندما يشتمون رائحة المطر ، ويشاهدون مروج الخضرة ويطمئنوا إلى أن الذي حدث كان بشرى خير وليس عاصفة صحراوية . أخي عبد الله لا أشد من عزيمتك لو قلت إنك على صواب لأنك بالفعل على صواب ؛ بل أقول بأن من هم مثلك أنبياء في زمن الكفرة والانتهازيين والأغبياء .

مثقفو حزب التل لم يعتزلوا، هم يقفون هناك فوق التل، يُراقبون عن كثب و بكل دقة، ينتظرون رجحة كف الميزان.. ليبدأوا في نسج خيوطهم من جديد و التقرب من الفائز.
هذا النوع من المثقفين، مسلوب الأرادة و الذات أمام سلطة المال و الجاه، و أمام من يفتح له مسالك البقاء و الخلود و الأستمرارية.. سيبقى عبداً لشهواته.

شكراً لك أستاذي على ثقتك العالية بي.
دمت بعاطر المحبة و التقدير.