محمّد خير الدّين إسبير * قصائد من دواوين الشّاعر: قصيدة:ياليلة العشريـن..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[frame="1 90"]
في اللّيلة العشرينَ مِنْ شوّال للعام1385،نمتُ بعدَ قراءة بعضٍ مِن القرآنِ الكريم ،
وتلاوةِ ماتيسَّرَ من ذِكْر الّله تعالى وتقديسهِ وتسبيحه، فرأيتُ في المنام أنّني دخلْـتُ
المدينة المنوّرة ومعي صديق ، ثمّ دخَلْنا حُجْرةً فيها سريرٌ مُكلّلٌ بالسّندسِ الأخضر ،
وعليه النّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم ، فلمْ أرَ سِوى قدمَيهِ الشريفتين بارزتَيْنِ مِن تحت
الّلحاف الأخضر، فقَبّلْتُهما ومرَّغْتُ وجهي بهما، ثمَّ كشَفَ النّبيُّ عن وجههِ الشّريف
وجلسَ نصف جلسة متّكِئاً على وِسادة ، وعلى رأسهِ عمامةٌ بيضاء ، ويرتدي ثوباً
أخضرَ فوقَهُ جبّة ، ووجههُ أبهى مِن الشّمس ، ولا أستطيعُ أنْ أصِفَ جمالهُ العظيم ،
فوالّله ما رأيْتُ في حياتي مثله جمالاً وكمالاً . فأخَذَتني نشوةُ الأُنْس ، فضَمَمْتُهُ وقَبَّلْتُهُ
وبادَرْتُ أُثْني عليهِ ثناءً حسَناً ، وهو يَسمَعُ وعليه علائمُ البِشْرِ والسّرور، فقال:
كلامُكَ طيّبٌ وبليغٌ وحسنٌ ، أو ما معناه ، ثمّ عادَ وتمدَّدَ على فراشهِ تحت الّلحاف ،
فاستيقَظْتُ وأنا أُصلّي وأُسَلِّمُ عليه في غاية من المسَرّة والأنْس.
وقد قُلْتُ هذه الأبياتِ حُبّاً به عليهِ أفضلُ الصّلاةِ وأتَمّ التسليم.:
ياليلَــةَ العشريــنَ ....
[poem=font="hasan,4,blue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=sp num="0,black""]
ياليلةَ العشرينَ مِنْ شــوّالِ = جادَ الحبيبُ بها بطِيْبِ وِصالِ
هيَ ليلةُ الإثنَيْنِ قد فاقَتْ علَى = أيّامِ عُمْري في أعَزِّ مَنــالِ
ظَهَرَتْ بها ذاتُ النَّبيِّ حقيقَـةً = لي في مَنامي لا بِطَيْفِ خَيالِ
أنا في المدينة قد حَلَلْتُ رِحابَهُ = فرأيتُهُ في مَضجَعِ الإجلالِ
قَدماهُ "شوقاً " مُذْ بَدَتْ قَبَّلْتُها = فَبَدا القَبولُ بمَظْهَرِ الإقبالِ
كَشَفَ الغطاءَ فَبانَ تَحتَهُ طَلْعَةٌ = هيَ في الجمالِ تَفوقُ كُلَّ جَمالِ
قُدْسِيّةُ الفِردَوسِ بَلْ هيَ خِلْقَةٌ = لاتَخْطُرَنَّ علَى النُّهَى والبـالِ
[/poem][/frame]