[رشيد الميموني]

3- أخيراً.. هل رشيد حسن من المقتنعين بفكرة صدام الحضارات ولماذا..؟
أعتقد يا أخي أنه وقع لبس وخلط في المفاهيم .. لأن الحضارات التي نتكلم عنها إنما هي في الواقع حضارات متسلسلة كل حضارة أخذت من سابقتها و استفادت منها .. وأعتقد أن الحضارة العربية الإسلامية هي نتاج وبلورة لكل ما سبق من الحضارات .. أي أن بزوغ الدين الإسلامي الحنيف و إلمامه بكل نواحي حياة الإنسان كانت هي الحضارة الأبقى والأصلح ، طبعا مع مايقع فيها من تجديد حسب العصر .. أما الصدام فيقع مع الحضارة التي جاء بمنطق قانون الغاب .. منطق القوة و الجبروت والطغيان .. هنا يقع الصدام .. ولهذا فإنني حين أسمع عن انعقاد مؤتمرات للديانات الثلاث فإني أعتبر أن مصطلح حوار الحضارات أقرب للصحة مع تحفظي على تعدد هذه الحضارات .. لماذا ؟ لأن الآخر، رغم قبوله بالجلوس إلى طاولة الحوار،لا يعترف بأن الحضارة هي واحدة ، وأن ما وصلت إليه الدول الغربية من تقدم في مجال التكنولوجيا إنما هو من إفرازات و تأثير الحضارة العربية الإسلامية ..
أية حضارة هذه التي لا تعترف إلا بما هو مادي وتنظر إلى الإنسان و أخلاقياته بعين الازدراء ؟ .. كم من حضارات كان يمكن لها أن تنصهر في مقومات الحضارة الاسلامية نظرا لتشابهها في مجال القيم .. تم القضاء عليها بوحشية .. وما نراه اليوم من نداءات لإصلاح المجتمعات و تحريرها من عبودية الدين ما هو إلا استمرار لتلك الهجمة التي طالت مجتمعات لها مقوماتها الحضارية والثقافية .. لا تقل لي إن الإنسان هناك في الغرب له قيمة .. هذا هراء .. الإنسان هناك ، رجلا كان أو امرأة خاضع لمنطق العصا والجزرة .. املأ بطنك ولا تتعد حدودك .. هل المرأة حرة في المجتمع الغربي ؟.. هذه مهزلة .. انظر إلى الإشهار .. وجسد المرأة يقدم كسلعة ..
المقال قد يطول ويتشعب ،لكني ألخص فكرتي كما بدأتها .. التصادم حاصل بين حضارة الخير المتمثلة في دعاة الحوار و العدالة الإنسانية و احترام الحقوق ، وبين حضارة الشر ودعاة الهيمنة والاستغلال .
شكرا أخي وأرجو أن أكون وفقت بعض الشيء في الإجابة عن أسئلتك .
حفظك الله ورعاك وأدامك لي أخا .