رد: بعض من رسائلي المنسية إلى وطني
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/26.gif');border:4px groove burlywood;"][cell="filter:;"][align=right]
[align=justify]و أشتاق لك يا ملح التراب و أنفاسي متعبة .. أمارس عربدة الطرق .. أتأرجح مثل وسادة ليلية .. أمد سبابتي نحو الأفق و أنفخ بخار الترقب .. أتنفسك يا وطني كهواء بارد .. كعبق زهرة في ربيع دامع .. كدخان سيجارة كوبية .. و تبقى الذكريات تتجول في أحداقي الملتهبة .
من ألوم هذا المساء .. هل ألوم المسافات التي حالت بين و بينك ؟ أم موج البحر و تناثر السحاب الذي رسم وجه أمي و أخي و خلاني .. هل ألوم الحقيبة يا وجع الفراق عندما قتلتني غربة السفر؟ أم حبيبتي التي منحتني صورتها علني أعود ذات عمر قادم .
و تضيع يا وطني و الدماء تسيل في الشوارع .. قتلوك لأنك كنت دافئ بمثل زهرة البراري البعيدة .. كنت تعبر غمام السهام المصوبة نحوك ذات خريف ماض .. قالوا أنك رقصة للتحدي في عرين أسد يصطاد كل يمامة حزينة .
و صنعت من حلمي وطنا للتين و للكرز .. بنيت قصرا من ثلج بلهب الخناجر ذاب .. جمعت كنز تعبي لكي أعود إليك و أخطف حبيبتي كفارس اسبرطي .. لكن دماء الطرق ستعيقني حتما على الوصول .. هناك في الشوارع العتيقة .. في متاجر الملابس .. في المطاعم .. في أفواه المارة .. استقرت غصة الألم .
أتريد عودتي كي تتناثر دماء أخوتي و حبيبتي فوق قميصي .. أتريد رحلتي الأخيرة أن تكون نحو صدرك يا وطن البجع الأبيض و خضرة الأرض .. سأعود غدا .. بعد غدا .. لأنني مللت من وقفات الترقب .[/align]
[/align][/cell][/table1][/align]
|