[منى كبارة]

أهلا ..يادكتور..في بلدك

..................




حكاية سمعتها..عن قمة التضحية والفدائية ....
عن أستاذ جامعي..جاى لبورسعيد من القاهرة ..في بداية الخمسينات ..لما الإنجليز كانوا على نفسنا كابسين ..ولمداخل بورسعيد محوّطين..

وإللي حكالي ..مايعرفش اسم الدكتور..عشان راجل سنه كبير..والذاكرة ماتسعفوش..لكن قال إنه حاول يدخل بورسعيد..وكان نفسنا نقابله ونقوله..أهلاً يادكتور..

والعسكرى الإنجليزى منعه..ونفسيته اتأثرت..إزاى مايقدرش يدخل بلد هي جزء من بلده..ومشواره ماحدش يعرف بالظبط جاى ليه.. ولا وجهته إيه..وقاللي إن فيه ناس قالوا..انه جاى استطلاع عشان عملية فدائية ..

لكن لما رجع لمصر..رجع تاني بعدها بإسبوع..وصمم يدخل..وطلب من العسكرى ..إنه يقابل رتبة كبيرة ..عشان معاهم يتفاهم..

وجاله ظابط صغير..لكنه صمم يقابل رتبة أكبر..ولما اتجمع أكتر من خمس قواد للمعسكر..طلع من جسمه مسدسين..وفرّغهم فيهم..وفي لحظة جت له دفعة طلقات من رشاش ..خلصت عليه.



ولما سمعت الحكاية دى جسمي قشعّر..أد إيه الناس كانت بتحب مصر ..وبتكره الإحتلال..عشان أستاذ جامعي ودكتور..يدفع حياته ثمن للقضاء على الإحتلال..










ولما الخبر وصل لولاد الحلال ..رجال المقاومة الشعبية ..إللي بيتدربوا جنب ديليسبس..إلا وجن جنونهم..وسنوا سنانهم..وحضّروا خناجرهم..وراحوا على معسكر الإنجليز..وكلهم كره وغيظ..والمعسكر ده..في منطقة لسه موجودة ..واسمها الجولف ..لما خطفوا الكلب الوولف..إللي على سور المعسكر..وكل واحد منهم عسكر جنب السور..وقعد يلف ويدور..

ولما عرف إنهم في احتفال وسكرانين..دخلوا المعسكر على دفعتين ..وخدوا بتار الدكتور..لما السكينة تلف على رقبتهم وتدور والواحد منهم يصرخ زى الطور..وعليهم نور..

وقدام المقاومة في كل مكان..هجروا المكان..وكان الجلاء ..والناس حست بسرور وهناء ..






إلى لقاء مع جزء جديد بإذن الله..