عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 05 / 2011, 28 : 08 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

:sm104: نشيد لأرض فلسطين - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق

[align=justify]ربما كان الثلاثون من آذار فاصلة عشق أو صورة وجد من كل تلك الصور التي كتبها شعب فلسطين في تاريخه الطويل الممتد على مدار سنوات عمر من التشرد والغربة والحنين والشوق والتطلع الدائم نحو شمس ستكون بحجم الوطن وأرض الوطن .. وإذا كان شهداء يوم الأرض قد كتبوا بدم متصل أنهم عاشقون من نوع خاص ، وأنهم محبون رائعون من نوع لا يشبه أي نوع من ناس هذا الزمان كونهم اتفقوا في لحظة وجد على أن تكون الحبيبة رائعة في كل ما فيها ، وان يكونوا رائعين بكل ما يبذلون ويقدمون .. فكان العناق الأبديّ الذي سجلوه بدفاتر حضورهم الفذ أهم بكثير من أي عناق عرفته البشرية كونه عناق الفضاء للفضاء ، والسماء للسماء ، والقلب للقلب ، والمحبة الصافية للمحبة الصافية التي أخلصت فصارت نجمة لا تطال حين تعالت أرواح العشاق زهورا من حب..
لكل عاشق من العشاق دقة قلبه ، ورعشة كفه ، ولفتة عنقه، وسطوة ملامحه .. لكنهم في المشهد الذاهب نحو أرض فلسطين توحدوا فكانوا لفتة ورعشة ودقة قلب .. كانوا في المشهد المرسوم بريشة فنان لا يشبهه أي فنان اخضرار أرض فلسطين ، ولغة أرض فلسطين ، والفضاء الذي يظلل بكل الحب أرض فلسطين .. استطاعوا أن يكونوا كما شاءت لهم أرضهم أن يكونوا ،وكانت أرضهم لحظة العناق الأبديّ كما شاؤوا لها أن تكون .. وحين صفا المشهد في روعته مرتفعا نحو هامة وطن لا ينحني ، وشمس لا تغيب ، ونسمة لا تغادر ، كان عرس الأرض زغرودة أطلقتها أمّ فلسطينية رسمت لوحة احتضانها لابنها الشهيد ليس بألوان وريشة وقطعة قماش ، بل بقلب وشفة وخفقة وتكبيرة وذكريات وحلم وشمس لا تنام ..
كان عرس الأرض يشبه عرس الأرض ولا يشبه أي شيء آخر.. كان عرسا من نشيد خاص مكتوب بدمعة وطن ، وضحكة بلد .. أرأيت يوما يبكي فيه الوطن ويضحك فيه البلد ؟؟.. تلك هي المعادلة التي لا يمكن إلا أن تكون فلسطينية بكل معانيها .. فالوطن الذي اسمه فلسطين يبكي فرحا وحزنا لأنه يشرع شهداءه نحو الشمس ويكتبهم في دفتر الخلود الذي لا يبلى .. والبلد الذي اسمه فلسطين يضحك حزنا وفرحا لأنه يعرف حق المعرفة أنه البلد الوحيد في العالم الذي يتعلم من أبنائه كيف يصاغ النشيد فيكون بحجم وطن وكيف تكتب القصائد فتكون بحجم بلد وكيف يصير الحبر في لحظة واحدة أحمر أكثر مما يجب لأنه يعطي ويخجل لأنه لم يعط أكثر .. فهل رأيت إلى دم يحمرّ خجلا وهو يعطي لأنه لا يستطيع أن يزيد العطاء عطاء .. إنه الدم الفلسطينيّ حبر الكتابة من أجل وطن لا يكون إلا بحجم فلسطين ..
ولأن عرس الأرض شديد الخصب ، شديد الوجد ، شديد الومض ، شديد التعلق بكل ما هو فلسطينيّ فهو عرس خاص .. عرس تزغرد فيه الأرض وهي تزف شهداءها إليها.. عرس تزغرد فيه الأم وهي تزف أبناءها لها وللشمس وللوطن .. عرس تزغرد فيه كل الصور حين تصير الصور عنوان شهادة ما استطاع أحد أن يكتب مثلها منذ قديم الأيام..إنهم شهداء في عرسهم الرائع الطويل الكبير الجميل ، عرس الأرض التي فاضت حبا فطوتهم عشقا وأخذتهم إليها ليكونوا عنوان مجدها وهي سيدة المجد وسيدة العطاء .. فليكن عرس فلسطين ، عرس أرض فلسطين ، عرسا لأرض سترسم الشمس على كل شبر مكلل بالنصر القريب والتحرير القادم ..

طلعت سقيرق
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس