جوارح الرّمز في نار الحبّ يا وطني بقلم المختار الأحولي
....
من تجاويف الرمز ... معنى للثورة القصوى
ومهاترة مشوبة بالحزن يا وطني
أحزاب يسار تبيع الرزق
وتهب الزقّ لقرينات الوهم
وتقدّم زكاة عيد الرغيف
في حانات الريبة ... والغربة
كلّما اقترب عيد الله المنتخب ... ديمقراطيّا
تلك عاهاتنا... عاهاتنا تتكرر
وننتقل من جبة إلى أسرع من وجبة
والحبّ يا وطني جهنّم
أفيقوا لما خلفكم ... وقدّامكم
بلاد سوأتها في قلب معانيها ويحكمنا الحقّ
فقط ... حقّ الصوت يا وطني
فنمتثل لعورة التاريخ ... المبثوثة في رحم اللغة
ولا نرجو سوى جواز تأسيس الإنسان
حتى في كتمان الظنون
يا ملك الملوك... ملعون أبوا القدر
يقتلنا بطاعون الشكّ
والشياطين من يمين خرجت علينا بكوابيس
خرقت حاجز الصوت ... وتوزّعت في إجازتي
لتبذر الخوف ... في استثنائي
قضمت كلامي إربا ... ومضغت برهاني
من كتاب الأحياء المنمنم بحسد جسد عجوز بغيّة ...
أوروبيّة ... أمريكيّة في ذات ذات
عذراء دهر الجهل الشمالي المستشري قدّام البحر ...
ومساواة الضدّ في هامش الحرّية
عجوز من غرب جادت ... بوجوب الاغتراب
في مرايا موجعها فيّا
بضاعة حتّى لا ترقى لتاريخي النوعيّ ...
تخالها في الماء الآسن
لا شرقيّة ولا غربيّة
وروحي يا وطني عربيّة ...عربيّة ... عربيّة
وأنت روحي الشيوعيّة
والروح في الحبّ تلقائية ...
وجازف الورثة في نهب روحي المنسيّة
وعجوز الوهم ترطن في بطانتها قرارات
يرسّخ جوعها الأزلي للحمي الحيّ
معاني أسرّاري الصغيرة رغم الوضوح
في روحي السحريّة
هي روحك يا وطني ... روحك الملائكيّة
فقل ما تشاء يا أنت من بعيدك
المعبّد بمعموديّة الجمعة ...
أنا لا أسمع وجهك المستتر خلف القوالب
أنا هنا لي
وليا الله ... والبرّ ... والبحر ... والسماء عباءة أجدد
عشقوا حدّ الوله اللغة
ومن شيم رجولتي أن أبلّغ بلغة سديميّة
ولا عمورة لك
وأنا هنا ... ولا حتى صدى يرجع منك لك
ولا وحي روحي يصل بهو حياة تتقصّى اتجاه لك
راسخ في أوراق مأتمك
.., وأنا هنا ...
ولا أنت لك
يا أنت ما أجهلك
أأنت الممنوع المكرّر ... في الظلمات
من أمس قريب
وأنا الغريب في ذات وطنه يقترب من جذوة الرزق
وأنت تستهلك ... وتستهلك قلبك
وأنا حبيبا الله الإنسان فينا
هو زعيم الفقراء
وشراب الدهماء في ليل لي بهم
ولا ليل لك
من حجب تصنع رقاعك
من سواد أمّية ميراث الرحيل
تكيل أناك المتضخّمة ...
المستفحلة في تقلّصك
حبيباتي معبوداتي
يا أنت
ليست من بقايا قيانك ولا حتى أمتك
يا فهمك
لتمنع عنهنّ حفظ أسماء آلاء الليل
وجهنّم النهار الذي يأسرك
بالكذب المبهم... بأضابير على جبّتك
تخطّ جلمودك في كتلتك
ولا زهد فيك لغير مبتغى يلغي تفاصيل قلوبهنّ
عن قربتك ...
والخيرة فيما استفتاه الورق الغارق في شرح شروخ نزوتك
هكذا قلت عند مقتلك في الانقراض
ولا يسار يستهلكك ... ما دام في الحانة رياض
من أرياض فرقتك
يسار لا يسار له أو فيه سوى ما يدعم نزوتك
وشهوة التعرّي للشعب بلا بوصلة انتشاء يمدّد في المدى قامتك
تنشئ لقائمة الشهداء قبس ذهابك في العباءة القبليّة
وفي لعنة التشرذم في غايتك
قلبي فضاء الحبّ
فانقرض الآن ... أنقرض الآن
انقرض الآن
انقرض من فضاء الدينصورات التي تماثلني
أنقرض من روحي
هي ليست أبدا وجهتك ولا واجهتك
لا ولاء لغير الإنسان العاشق ... الخارق
ولا والد ولا مولود أنجبه لينجبك
من عمقي عقم سلالتك
فاستهلك غفلتك وارحل
ارحل لغايتك القصوى
أنا هنا .... أنا أبدا هنا لأفضحك
لي دفتر نظم الإباء
من وحدي أبكى قبلتك
والمخاض وصف للعارف
ومسارب الرمل لا تقنعني مادامت الريات من بعض سرابك
ولي شراب لن يشربه الحمير
لتخلّل خلّه آيات "عبد الوهاب" سيّد محرماتك
اقنص أفضالك على البغاة ... من وجهتك
التي أتاح الكتاب قتل غفلتك ... الملمة من ثنايا صلاة مهشّمة
على سجّاد هفوتك ...
غلطتك أنك لا تحبّ غير أنت فقط
وأنا هنا قلب اليسار الساري في دمك
ودمي علّتك فأهدرها الآن
أهدرها الآن ...
أهدرها ...
لآن أول المأساة آخرها ... في جسد برهانك
وتبّعك
لن أتأبط شكّك في الخلق آن اجتمعوا من شكّك
ولن أرسم غير خارطة مقتلك
رميت مرساتي القلب في الملح ألوجوبي
الجنوبيّ في جنونه
وخدّرت أمواج نوح لترميك بعيدا عن ولادتك فينا
غزاة برّروا سحل دوائر قبلتك
شرقا على غرب على جنوب وشمال هجرتك
وتقول بلاد الله كلّها لي مرتع وخراج ...
وماذا أبقيت للإنسان سوى خرقة جديدة تسبيها غزوتك الجديدة
وسبطك راكد في ذمّتي
لا تنتظر وهني
إن وهنت روحي
وإن شئت اختراقي
فكابد ... كابد ... كابد حبّي
وقلبي كليمي في نوازعك
هي سواحل على ركوب سواحل
تخرّ لي ... ولا
لن تخرّ أبدا لك
قل أنا الشيطان... قل من برهانك أسمائك
والتي وردت من فرط البعيد لتأسس عبيد لك
إلى هنا ما أبسل روحي إذ ترفضك...
من تبر خلواتي
صلوات لسيدات من شمع...
ترصد عينيك المقلوبة في مشهدك
وأنت هجرتك حتى فتنتك في محيط قلبي
حسبي ما كنت ... ومن أكون
ومن سأكون ... بورع الحبّ فيّ
وأمية جهل تخبّطك ... في أثناء قصيدتي
وتمنع عنك شهرتك
حين تزمع من شرعة ما وهب لك
من بياض بيت لا بياضا يكبر في جعبتك
سوى مقتلي ... يا أغبى من أيّ سياف قبلك
حاول خصي أيامي
لن أتركك تمرّ إلى سعيك
لقد أصاب من لسانك مقتلك
................
حبيبتي تراني بلا ورق التوت
وقابيل يترصّد هابيل بين الأنعام
وألغام عشقي التي تسربلها ... تغشى على صدري
بكل حبّ البلاد
ولا غشاء يحجب عنّي قبحك
كم من بكارة في الشعر تخال تركت لك ؟
كم من أفيون وهبتني
وكم حبّا سقيت أهلي ... أهلك
ولن يهلكني غير إنسان من و كذبك يشحن
فمرحى لي ... مرحى للعاشقين
أنا هنا ... وأنا الآن
أنا ضدّك ... ضدّك
وأنا رجفتك خوفا قدّام من يملك ناصيتك
لا توهمني أن الله فتح عليك بصيرة
ترى ديمقراطيّة ولا تبصرك
...........................
هي قاعدة الحبّ سيدتي ... حين يعرينا الحبّ
عبر مسالك شهوة تموزيّة
حارقة بأسطر حبّرها الليل
وأنت ... يا هذا الأنت
تقضّ مضجع ورع من باقي نفاق ورعك
طريقي بعض أسئلة ... لن ترى نكهتها
بغير فوارق تردمك
في غيب غياهب كيدك
ويسار الله في إنسانه
يستجدي وصمة بلا بصمة
ويقرّ أن البلاد دول ... يتداول مكارمها جنوني
ومكروا وما مكروا لكن شبّه لهم سماحتك
وأنا ...
لا أبرح قلبي سيدتي
فأنا الغضب الشائع في القلق
وأنا الذي قيل له بعزّ الصوت
ما أنبلك
رغم هتك الروح في أقبية بزّتك
كنت تقول أن الله كلّفك بي
وإلهي الذي جمّعك في وطني ألشتاتي...
إلهاك الذي الآن يطردك
من قدّام وجهي الثابت في الحرف
يقول الحبّ
كلّ الحبّ لسيدة في غور الليل
أكتشف مسارب روحي النقيّة في حضنها
لأرتقي خلودي في محنتك
أزرع من غزل بصماتي
لغة كلّ الأنبياء
تقول لك ...... "ديقاج" ... من وطني
فبعد الذي كان من سخرية الفلك
أن أنجبتك غفلتي
لكن ليس الآن ... لا سهو ينجزك في دمي الآن
والبلاد بلادي تقبل ارتداد صوتها مع اللهب ولا تقبلك .......
آه يا وطني كم كلّفتني
وسيدتي التي تستمدني من قلبي بشرعة الحبّ
أستكمل بقيّة لغتي الشيقة
ألشبقه بالليل
أعانقها بكل عنف الديانات
وألج براهبي قهر المسافات ...
أجاوز بين روحينا العاريتين ... أبدّد الخوف من خرافات الأيام التي تداولنا
على إسفلت الطرق المحشوّة ...لآت للآتك
سيدتي ليتذكّر جسدينا من فرط ألم الشوق
الحبّ الوثنيّ فينا
ترجمه الشهب
حتى تقضي على به
وينقضي أجل ... ساعة يولد أجلك
ينقش فيه الخارق منّي
أموت على كتبي وأذوب
حين يذوب وجهي لذي يشحن بالزحام قلبي صورا للرغيف
في شوارع الوطن
فكن الآن ... كن يا سيد الخلق منّي
لأنشدك رفيقي المندسّ فيّا
وفي فوّهة لساني الذي يهبك لك
يا خارقي ودع درب المهزومين
أترك لهم فيهم وصيّتك
يا أنا الذي خارقي .. رفيقي
تجوّل في ذاكرة البلاد ستجدك
حبيب ربّ إنسانك المنهمك في المنهك
لتعيش البلاد بروعتك ...
وتعيش حبيباتي كلّهن في حجج القلب
وفي نمط النمطيّة
وتسقطك من دستورك ذاته
قبل دستور بلادي المشترك ...
تونس الثورة : 28_05_2011
بحلم المختار الأحولي
|