رد: الرجاء المشاركة : كان يا ما كان في قديم الزمان ( قصص الأجداد ) ....
الليلة الرابعة ............
بدون شك الخبر السعيد ده ملأ قلب " الرشيد" بالبهجة والفرحة ..
ويرد ويقول : " ياااه أنا مندهش ..ده أجمل خبر سمعته في حياتي..حاجة عجيبة ..أمير الموصل مرة واحدة يفكر في الزواج من بنتي " زمرد" ..يا سبحان الله ..والخير ده كله ييجي على ايديك انت ياابو تعلبة ..بعد كل الأضرار اللي أذيتني وضريتني بيها.."..
يقول " الدساس " :" خلاص بقى مافيش داعي ننبش في الماضي الأليم يا " ابو حمزة " ..انت راجل كريم مسامح ..وآهي الفرصة جت لغاية عندنا عشان تتصافى القلوب ..وان شاء الله زواج بنتك من الأمير حيكون فاتحة خير بيننا وعهد صداقة جديد بيننا ..وخاتمة لعهد سئ كله مشاكل.. ربنا لا يرجع تلك الأيام السيئة ..
وفرصة اننا نتعاهد على المودة والحب والوفاء "..
ولطيبة قلب " الرشيد " ينخدع بكلام " الدساس " وينسى كل اللي عمله فيه ..وحقده عليه ..ويقوم يحضنه ويعاهده على الاخلاص والوفاء والمودة ..
وخرج " فضل الله " من الحمام ..أخذه الخادم ودخل بيه حجرة تانية ..وألبسه ملابس فاخرة جدا ..ثم أدخله قاعة الجلوس على الحاضرين..
وأول مالمحه " الدساس " قام من مكانه يرحب بيه " أهلا بيك مولاى الأمير ..شرفت بغداد..ودارى زادها شرف بنزولك فيها..والسيد " الرشيد " فرحته أكبر مني بيك وبطلبك الزواج من بنته "..
فقام " البشير " يشكر الأمير " فضل الله " انه تنازل وقبل بنته زوجة له ..وقال له : " لن ننسى لك يامولاى الأمير هذا الجميل طول عمرنا وإنك فضلت بنتي عن كل البنات واختارتها لتكون شريكة حياتك "..
ويتحيّر " فضل الله " ويندهش من اللي بيحصل ..ايه الحفاوة دى كلها ..
واكتفى برد التحية للـ " البشير " بدون أى كلمة زيادة ..
ويلتفت " الدساس " الى " فضل الله " ويقوله: " ياريت يامولاى تتعطف عليّ وتزيدني فضل من أفضالك الكريمة ..بأنك تقبل أن يتم عقد زواجك هنا في دارى عشان ينالها الشرف "..
ومن غير ما يستنى موافقة حد ..ينادى بسرعة على خادمه ويقوله ..روح بسرعة هات الشهود ..وكتب بإيده عقد الزواج ..وقرأه على الشهود ..ثم التفت الى " الرشيد " وهو بيبتسم بخبث ومش بس كده..كانت هناك كمان نظرة تشفي وشماتة في عينيه ..ويقول له:
" كده ربنا أتم نعمته عليك يا " ابو حمزة " ..خد صهرك وروح بيتك ..انت تستحق الشرف العظيم ده .."..
شكره " الرشيد " بطيبته المعهودة على معروفه ..وخرج من بيته ..وركبوا بغلتين مزينين بالجواهر الثمينة كانوا في انتظارهم بالخارج..وودعوا " أبوثعلبة " ..وذهبوا الى قصر " الرشيد"..
وبمجرد وصولهم ..نادى " الرشيد" على بنته ومعها كل اللي في القصر ليحكي لهم ما حصل ..
فرحت بنته جدا وعم القصر البهجة والسرور..
ودقت الدفوف وعلقت الزينات وقامت الجوارى لتغني وترقص ...
وبعد ما جلس العروسان معاً وتحدثوا وتسامروا ...
حمدوا ربنا ان ربنا ..لأنهم هما الاتنين كانوا يتمتعوا برجاحة العقل وكمال الخلق والذكاء..واعجبوا ببعض ..وارتاحوا لبعض جدا...فشكروا ربنا على ماكتبه لهم من سعادة وسرور..
ويصيح الديك " كوكو " الجميل ...كعادته في نفس الموعد..معلناً قدوم فجر يوم جديد....
فأدرك " شهر زاد نور الأدب " النوم ..فسكتت عن الكلام المباح ...
ولنا موعد مع باقي الحكاية في ليلة أخرى ..بإذن الله ..
انتظرونا .....
|