نكبة في القلب ما زالت تدميه, تبحث عمن يضمد جراحها..
قصص من شاهد مجازر الاحتلال الإسرائيلي بأم عينه , فكانت
شهادته صوراً حيّة تذكر بماض أسود لمن يدّعي "حب السلام".
مجازر ارتكبتها العصابات الصهيونية بدءاً من عام 1948 وما
زالت مستمرة يوماً بعد يوم, أدواتها حب سفك الدماء, فنراها
انتخجت القتل الجماعي , وزرع السيارات المفخخة والملغمة
وسط الأسواق والمباني والتجمعات , وإلقاء القنابل وفتح رشاشات
الموت على المارة دون رحمة .
مجازر مرّوعة خلفت آلاف الشهداء من المدنيين العزّل دون أن
يسلم من ذلك الأطفال والنساء والشيوخ, وليصل لدرجة بقّر بطون
الحوامل, والتمثيل بجثث الشهداء, ومن تلك المجازر :
مجزرة الصفصاف - قضاء صفد
التي وقعت في 29/11/1948 وراح ضحيتها ما يقارب 62 شهيداً
يقول عنها أحد الصهاينة ويدعى" يوسف نحماني" في مذكراته :
" إنّ الأعمال الوحشية التي ارتكبها جنودنا في قرية الصفصاف
كانت في منتهى البشاعة, فبعدما استولى الجنود على القرية, ورفع
سكانها الأعلام البيضاء , قاموا بجمع السكان , وفرقوا بين الرجال
والنساء , ثم قيّدوا أيدي الرجال بعدما أوقفوهم في صف واحد,
وأطلقوا النار عليهم وقتلوهم جميعاً, ثم ألقوا بهم داخل حفرة واحدة,
وبعد ذلك توجهوا للنساء وقاموا باغتصابهن, ثم نقلوهن إلى غابة
مجاورة وقتلوهن , وقد رأيت امرأة مقتولة وبين ذراعيها طفلها
المقتول هو الآخر .
مجزرة سعسع
نفذتها عصابة "البالماخ" التابعة ل " الهاغاناه" في14/2/1948
ودمرت عشرين منزلاً فوق رؤوس فوق رؤوس أصحابها, بالرغم
من أن أهل القرية قد رفعوا الأعلام البيضاء, وكانت حصيلة هذه
المجزرة استشهاد نحو 60 من أهالي القرية, كان معظمهم من
النساء والأطفال .
مجزرة قرية الدوايمة "أم المجازر"
وقعت في 29/10/1948 والناس غافلون بعد أداء صلاة الجمعة
ومنهمكون في أسواقهم وأشغالهم وحقولهم, عمد الجنود لقتل المئات
من الشيوخ والشباب, وحطموا رؤوس الأطفال أمام أمهاتهم قبل أن
يقتلوا الأمهات , واعترف أحد قادة حزب "المابام" الصهيوني
"إسرائيل جاليلي" أنه شاهد مناظر مروعة عن قتل الأسرى, واغتصاب
النساء , وغير ذلك من أفعال شائنة , خلال هذه المذبحة التي زاد عدد
القتلى فيها عن 700 شهيد , أغلبهم من الشيوخ والأطفال والنساء
الذين كانوا مختبئين في مغارة كبيرة اسمها"طور الزاغ" والباقي من
الشيوخ الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة , ويدعون الله أن يرحمهم من
الصهاينة ظانين كل الظن أنهم لن يعمدوا إلى الدخول إلى المسجد, إلا
أن الصهاينة اقتحموا المسجد, وقتلوا كل من فيه, وأشعلوا النار كي لا
يخرج منه حي .
مجزرة مدينة اللد
جرت في 11/7/1948 ونفذتها وحدة الكوماندوز بقيادة"موشيه ديان"
اقتحمت مدينة اللد وقت المساء تحت وابل من القذائف المدفعية , ففتحت
قوات "يفتاح" وهي لواء من البالماخ ناراً غزيرة على المارة , وتجمع
الكثيرون من أهل اللد في مسجد وكنيسة المدينة , فهاجمهم الصهاينة
وأطلقوا عليهم النيران, فكانت حصيلة هذه المجزرة البشعة 250 شهيدا
غير الجرحى, وشهدت اللد مجزرة أخرى يوم قتل الصهاينة 350 من
أبنائها أثناء طرد سكان المدينة وإرغامهم على مغادرتها سيراً على الأقدام
دون ماء أو طعام مما تسبب في وفاة كثير من النساء والأطفال والشيوخ.
وإلى مجازر أخرى
من مجلة زهرة المدائن - العدد 14- آيار 2011