الموضوع
:
الرجاء المشاركة : كان يا ما كان في قديم الزمان ( قصص الأجداد ) ....
عرض مشاركة واحدة
05 / 06 / 2011, 42 : 06 AM
رقم المشاركة : [
31
]
منى كبارة
كاتب نور أدبي
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: مصر
رد: الرجاء المشاركة : كان يا ما كان في قديم الزمان ( قصص الأجداد ) ....
الليلة الخامسة :
وتشرق شمس يوم جديد ..وشعاع الشمس الذهبي يتسلل من شباك العروسين يغازلهم ويداعبهم ..ويفتح العروسان أعينهم .. فتقع كل منهما عيناه على الآخر..
فتتراقص قلوبهم من الفرحة والسعادة .. فكل منهم استيقظ من نومه مشتاق للآخر كثيرا .. فقد أخذتهم ساعات النوم القليلة وأبعدتهم عن بعضهم لبعض الوقت ..فزاد الشوق واللهفة ..
وقاموا ليتناولوا فطارهم وهم يتسامرون ويضحكون سعداء..
وفجأة ..يسمعوا صوت طرق عالي على باب الدار ..
تقول زمرد : "ياترى مين ده اللي جاى في وقت بدرى كده .. إيه الأمر الخطير اللي يخللي حد يقلق عروسين يوم صباحيتهم بالشكل ده !.. يكونش واحد غريب له عندنا طلب !.."
يرد " فضل الله " : " ح نحيّر نفسنا ليه ..أروح أفتح الباب ونشوف مين ..".
ويفتح " فضل الله " الباب ..ويلاقي زنجي طويل شاي ملاية على كتفه كبيرة ..
ويقول " فضل الله " لنفسه ..أكيد دى هدايا من عند " ابو ثعلبة " .. بيعبر لنا بيها عن فرحته وتهنئته بزواجنا السعيد اللي تم على ايديه ..الراجل امبارح كان فرحان لنا بشكل غريب وكأنه بيجوز ابنه بالظبط ..سبحان الله..
لكن مفاجأة " أبو الفضل " كانت صعبة قوى ..لما فاق من شروده على صوت الزنجي بيقول له بلهجة كلها سخرية واستهزاء :
" سيدى " ابو ثعلبة " بيصبح عليك وبيتمنى لك التوفيق والسعادة في جوازك ..وبيطلب منك ترجع له الملابس الفاخرة اللي استلفتها منه امبارح ..عشان تتظاهر بأنك أمير " الموصل " ..
وباعت لك هلاهيلك القديمة عشان تبان قدام نسايبك على حقيقتك ..وماينخدعوش فيك أكتر من كده "..
والدهشة تلجم لسان " فضل الله " ..والدنيا تدور بيه ..
يااااه للدرجة دى يصل خبث " الدساس " وذكائه.. صدق الناس فعلا في اللي قالوه عنه..
لا حول ولا قوة إلا بالله..
طب إيه العمل دلوقتي ..مافيش باليد حيلة ..ده قضاء الله وقدره..
وقلع كل الملابس اللي عليه وناولها للزنجي ..وأخد منه هلاهيله ولبسها ..
وصاحبتنا "زمرد" كان عندها حب استطلاع ..عاوزة تعرف مين ع الباب ..فقربت من الباب ..وسمعت بعض الحديث..
ولما شافت جوزها لابس الهلاهيل استغربت ..وقالت له مندهشة :
" فيه ايه ! أى مصيبة دى حلت بينا ! قال لك ايه الزنجي !"..
يرد جوزها ويقول لها : " ربنا كان عاوز يكشف خبث الراجل ده وسوء نيته ..فرماني في طريقه ..عشان يظهر على حقيقته.."
تقوله " زمرد" : " قوللي يا" فضل الله " ..كمل كلامك..عاوزة اعرف القصة كلها ..
ومين الراجل اللي تقصده بكلامك !"
يرد " فضل الله " : " الداهية ( أبو تعلبة ) كان عاوز يرميكم بسهم ..لكن ربنا أراد ان السهم يخطأكم ويلف ويرجع له ليستقر بصدره ..
شوفي ياحبيبتي ..الراجل ده كان عاوز يكيد لأبوكي وينتقم منه ..
ظن اني صعلوك متشرد فكذب على ابوكي وادعى اني أمير الموصل وأراد تزويجك مني ليتشفى في أبوكي..لكن ربنا خيّب ظنه ..
فقسم لك إني أكون أمير الموصل فعلاً وولي عهدها ..وتزوجتي من أمير أصيل في الإمارة ..
والحمدلله ...ربنا ألهمني أن أخفي عنه سرى وحقيقة أمرى ..
فأنا قلت له اني من " الموصل " ..لكن ...
ماقلتلوش إني أمير الموصل وولي عهدها ووريث ملكها..
ولما قدمني لوالك وقاله " أمير الموصل " ..أنا كنت مستغرب وقلت إيه الذكاء ده ..ازاى الراجل ده عرف حقيقتي من غير ما أقول له ؟!..
واندهشت أكثر ..لما عرض عليا أتجوزك انتي بالذات ..قلت لنفسي ازاى الراجل ده عرف اني سافرت من الموصل لبغداد ..عشان اتجوز بنت " أبي حمزة الرشيد" ..؟!..
واستغربت ..ازاى عرف من ملامحي إني أمير ؟!..
وبمجرد ما انتهى من قصته كلها ..إلا وزوجته زمرد تقوم من مكانها .. وتحتضنه والفرحة تملأ قلبها .. وتقول له...
" من نبل أخلاقك أنا كنت متأكدة من كرم أصلك ..ولا تحزن ولا تزعل من اللي عمله الحاقد الداهية " ابو تعلبة " إن الله لا يهدى كيد الخائنين )..
شكرها زوجها الأمير " فضل الله " على رجاحة عقلها وأصالة رأيها..
وبسرعة راحت " زمرد " تنادى على واحدة من جواريها ..وأمرتها في الحال تروح للسوق ..وتشترى ملابس فاخرة تليق بالأمير..
وراحت الجارية بسرعة تنفذ أوامر " زمردة "..
وبعد وقت قليل رجعت ومعاها من الملابس أجملها وأفخرها وأغلاها ..
ملابس تليق فعلاً بأمير الأمراء " أبو الفضل "....
ولبسها الأمير ..ورجع له بهاؤه وزاد جماله ..
وتتذكر " زمرد " كل ماحدث من مواقف ..وتضحك..وتقول :
" ياترى إيه ح يكون شعور " الدساس " لما يعرف حقيقتك وإنك فعلاً أمير الموصل !..
آآه لو يعرف هو هيأ لنا سعادة أد إيه بتدبيره ده ..سعادة ماكناش حنشوفها لولاه..
كان عاوز يزوج بنت " أبو حمزة " لص متشرد ..فخيّب الله ظنه وأنقذنا من كيده ..
وزوجها من أمير عظيم ..أصيل في الإمارة والمُلك..
ماهو الشر ما يصيبش إلا أصحابه ..
لكن أنا ح أعرف إزاى أنتقم منه إنتقام ماينساهوش العمر كله ..وأعاقبه عقاب مايخطرش له على بال ..عشان يكون له درس قاسي يمنعه من إنه يكيد للناس..ويبطّل خداع ومكر "..
وحاول الأمير " فضل الله " إنه.................................
وصاح " كوكو "...معلناً قدوم فجر يوم جديد....
وإلى هنا لم تستطع " شهر زاد نور الأدب" أن تقاوم النوم ..
فسكتت عن الكلام المباح ...
ولنا موعد مع باقي الحكاية في ليلة أخرى ..بإذن الله ..
فحكايتنا من هنا.. بدأت ......
انتظرونا .....
فلنا موعد آخر في ليلة جديدة
من ليالينا ..
منى كبارة
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات منى كبارة