عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 06 / 2011, 39 : 12 AM   رقم المشاركة : [339]
هيام ضمره
كاتبة، تكتب القصة والمقالة والبحث الأدبي

 الصورة الرمزية هيام ضمره
 





هيام ضمره is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الأردن

رد: أين تذهب هذا المساء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أعزتي المتواجدين على شرفة نور الأدب

يسعد مساكم بكل الخير وينور وجوهكم بعبارات الذكر والشكر للخالق العظيم

الذي كان كريماً بخلقنا ووعدنا بكرمه في بعثنا

عساكم جميعاً ترفلون بزاهي أثواب الصحة والعافية وتتمتعون براحة البال

الكلمة المكتوبة بفنية قوية ونسج رائع يكون لها تأثيراً قوية علينا تتجاوز آفاق الاعجاب العادي

فالكاتب الفنان ذلك الذي أتاه الله فيضاً من الاحساس وقدرة على التعبير الحاذق الجمبل ومخزوناً من الكلمات المعبرة بمقدرة قوية

مغموسة بوجدان كاتبها ومؤثرة فيه بحيث تندفع من أعماقه لشدة احساسه بها متأثراً بعاطفتها

وهذه الروائع الأدبية كالجواهر المصقولة تتوهج داخلنا بقدر ماتنبض داخل كاتبها

فحتى هذه اللحظة ما زلنا نعيش روائع الشعراء القدامى ونتذوق ابداعاتهم وننشغل بعذوبة عباراتهم وروعة صورهم وبيان كلماتهم

ولأن الواقع يؤكد مقولة وإن من البيان لسحرا.. فالكاتب القدير بامكانه أن يتلاعب بعواطفنا ويجرفنا إلى قضية الغواية

فيحول بقدرته البيانية العالية الحق إلى باطل أو الباطل إلى حق فيخادعنا ويعبئنا بالمزيف من الحقائق

والوقوع في منزلقات القدرة الأدبية والفكرية في جعل الأدب قوة للانزلاق في المفهوم الخاطئ تشعرنا بمسؤولية التذوق الأدبي

فلا يكفي أن يكون الأدب متقناً بليغاً حتى يكون صادقاً غير شاحن للعواطف والأفكار

فالتاريخ المتداري يرسم لهارون الرشيد وجهاً ورعاً تقياً، فيما أدعياء الأدب المتقن خلقت منه فاجراً ماجناً أرعنا

فاختلطت الحقيقة بالزيف، وضاع حابل الحقيقة في نابلها وتلوثت صورة هارون الرشيد في تشويه مقصود

ومثل ذلك حصل للوزير قراقوش في مصر في عهد صلاح الدين الأيوبي

عندما كشف الوزير قراقوش خطة غدر يقودها رئيس الديوان الأسعد بن مماتي القبطي الذي أسلم ليرفعه قوة أدبه وبيان حرفه بالمناصب وكان يعد للاستيلاء على الحكم

فهرب إلى حلب وألف كتابع " الفاشوش في أحكام قراقوش" مصوراً اياه بالقبيح من الصور مما راح يضرب المثل بالظلم "كحكم قراقوش"

رغم أن قراقوش هذا تجتمع فيه صفات الفاضل المخلص العاقل الفذ العبقري في الهندسة فهو باني سور القاهرة وقلعتها والقناطر الخيرية في الجيزة

وافتداه صلاح الدين حينما أسره الفرنجة بعشرة آلاف دينار لما له من حظوة عنده

فالكلمة بقوتها يمكنها أن تكون كالرصاصة في مقتل

بقدر ما هي الكلمة ممتعة حين تتجمل وتتقاوى فإنها قادرة أن تصيب في مقتل إذا ما استخدمت في الضلال

فالأديب مؤتمن وأمانته وثيقة أخلاقية أمام الله والناس

ونحن اليوم في زمن المؤثرات الأعلامية وقدرتها على تزييف الحقائق وتشويه صورة الحقيقة

فاخلعوا إخوتي عنكم عاطفتكم وتعاملوا مع الخبر بموضوعية ولا توقفوا بحثكم عن الحقيقة حتى تتأكدوا منها

فأقوى الحروب اليوم هي حروب القلم.. فكم من بلد احتل ودمر اقتصاده وقتل مفكريه وعبقرييه بأكذوبة ذات بيان

فالعدو استدرك قوة الحرب النفسية من خلال الاقناع بواسطة الأقلام

وإن الكُتَّاب اليوم مستهدفون كل الأطياف تحاول استقطابهم وسرقة أقلامهم وتجيير أفكارهم واغرائهم بكل ما يتصوره عقل

فاقرأوا بين السطور وأظهروا المخفي وراء الرموز، حللوا المكتوب وادخوا أعماق المستهدف حتى تتحققوا من التزييف أو عدمه

لا يخدعنكم البيان الساحر فإلى جانب تذوقكم بالجمال لا تغيبوا حالة التحقق والتثبت

أرجو لكم تذوقاً مشفوعاً بالوعي
هيام ضمره غير متصل   رد مع اقتباس