لهجة الروح لغة لحياة الحبّ ...
لهجة الروح لغة لحياة الحبّ ...
أو
كتاب الحبّ الطينيّ...
بقلم المختار الأحولي
...-...
ترابية العينين... غريبة عن منافذ الروح
شهيّة ككبد الليل
و"السهر وردي" ينقذ مقولاته بالبكاء يا روحي الطهور
من جموحها تبتسر وجها للتاريخ
وتستهجن صلوات القلب
وطني منفى
ووطني آنا في منفى ضريح الشهوات
لي انفلات في أقصى مهجتي ... حين تكتسب زرعها
من وصفة
من رسم لغلاة الحبّ المسموم يا وطني
لست أشتهي سوى منبر يصعّد مساحة الرحب في بصري
يا وطني ...
يا وتر الغرور في مستهلّ القول
وآخر نون النسوة
الحبّ نساء
والشهوة نساء
والرغبة استثناء مرغوب فيه ... يا وطني
مادام النبيذ سرى في مجرى التيه
المعمّم لإنتاج القوّة
والقوّة نساء يلتحفن القلب
في الخدر ينزعن ما انتزعنه من الوحي
لكلّ شاعر خديجة
تقبل أن تراه يسيطر على مفاتيح كلّ القلوب
ويسهب في تنويع اللغة
ليحرز ما يحرّر من نصر
على أشقياء الليل ... يا وطني
ويقود الربّ إلى اعترافات
أنّ مريم لم تكو بغيّة
وأن يوسف جازف ليخرج من السجن
وهو نبيّ ... وأن موسى أنكر العصبيّة
وأن حمورابي هو ذاته صلاح الدين
وأنهما وجهين لقلبي في هذه السنين الموبوءة
بإدمان الوطن يا قلبي
المتنهّد...
أعرف أن لا كسل يبقيك في تواطؤ
ولا حتى ينجيك اسمك من الردم
فخاتل همومك قدر ما تستطيع إليه سبيلا
وأحجم عن الشعور ... فالشعور ظنّ
والظنّ أشدّ من فتنة القتل المبرمج سلفا...
وطني هل أنت ظنونا ؟
هل أهلكت أهلك لتكون جنونا ؟
هل قطّعت أوراق التين حتى لا يستر أبنائك عورات الكدح
وخرّبت المدى لكي لا يصنعوا أحلامهم
من دخان سجائرهم المحلّية
وجعّتهم الوطنيّة ؟
ماذا تقصد بخارطة الطريق
والطريق هو الخارطة
والخارطة هي خارطة السلاح يا وطني
نعم ... نعم
ما أخذ بالقوّة لا يستردّ إلاّ بالقوّة
والقوّة الآن تبنى بأرواح الأغاني الجديدة
هموا هنا في القلب ... من الصلب العتيق المعتّق
هموا ... من وجهي يصعدون ألف ميل من أيلولي
ويعانقون النار بكلّ حبّ الأرض
يا وطني
فاختر الآن ... اختار
لا مجال حيويّ لك بعدي
اختارني ... لك أن تختار
من السلاح أشعار تحثّ الخطى لتقمّص النار
يا وطني ...
من الغباء أن لا تختار وجه الله في قلب عذارى
يصوّبن قلوبهنّ نحو دمي
ليولد النهار ... يا وطني
فأنا الإعصار من حجر
وبحجر أكتب اسمك لتنهار كلّ الأسماء الحسنى
وتبق وحدك هويّة عنواني
على بطاقات البريد
التي أبعثها لسيّدة تغير عليّا من كفني المعطّر بلون جسدها فيّ
يا وطني لم أنتهك بعد صمتي
لكنّي أجد لك أعذارا فقط حين تغنّي لغتي
وتعدني بخمره
خمر من معصرة التاريخ في حيفا
أو رذاذ زبد من بحر صحراء النقب
أو لوني المتروك في ولاءه لغزّة
أم لرماله في الضفّة
يا وطني الكونيّ ... سأعلنني بعد حين من قليلي
نبيّا العشّاق
فأختار خيارك
لا أحد يقصد روحك بعدي
ليفرج عن أسرى الكلمات
لا أحد
لا أحد يخدش الماء قبلي وبعدي
ليثري المعاني بأنفاسك
ويصلّي في كلّ المواقع والاتجاهات
التي يشرق منها حبّ الإنسان
لزمان هو زمان اختيار الأوطان لقلوبها
لتسقط من خارطة الصدى
كلّ الأوثان ... وكلّ الأديان الزائفة
لنؤسّس زمان روح الإنسان
يا وطني
.../...
وجنون البلاد : في 12/06/2011
المختار الأحولي
|