[عبد الحافظ بخيت متولى]

نور الأدب والمنزل الأول

[align=justify]
كنت أعجب من قول الشاعر القديم:
نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى***فالحـــــــــب للحبيب الأولِ
كم من منزل يألفــــــــــــه الفتى***لكنه يعود إلى المنزل الأولِ
وكنت أقول في نفسي: ماذا لو ان المنزل الأول كان خربا؟ ... ماذا لو أن المنزل الأول كان قفراً؟ لكنى صدقت هذا الشاعر الآن بعد ان هجرت نور الأدب لأعود معترفاً بأنه المنزل الأول , ذلك المنزل الذى فيه الروح تعلقت وقبضنا فيه على ميسم الزهرة لتظل رائحتها فواحة حتى وإن ذبلت فالميسم أبو الرائحة عدت إلى نور الأدب بعدما لم أجد نفسي فى مكان آخر , تنقلت بين أماكن كثيرة وقدمت إلىَّ فيها عروض مغرية وفى كل مرة أجدنى غير منسجم معها روحياً ولا نفسياً, قوبلت فى بعض الأماكن بعاصفة من الترحيب وباقات ورود ومغريات لا حصر لكني لم أستطع مقاومة حنيني إلى نور الأدب ذلك المكان الذى عرفت فيه كيف أكون ومن أنا , ذلك المكان الذى أجد روحي تصب فيه صبا وكأني من حر شمس محرقة أهرع إلى ظله كما أهرع إلى بيتي أستظل به وأقبض على راحتي المفقودة
عدت يا نور الأدب وكلى شوق لحبات العطر ونسيم المحبة وألفة الأهل وعراك السمعوني وحوار صالح ومقارعة السلطاني ودفء طلعت ومحبة هدى وشموخ ناهد وإنسانية بوران ومحبة محمد حليمة ونسائم أبو عادل وبراءة عروبة وشغب عبد الكريم اللذيذ
عدت يانور الأدب وكلي شوق ومحبة واعتذار لطلعت وهدى ولكل من فيك من أحبتي الذين أفتقدهم
عدت يا نور الأدب قلبي يفتش عن حسن السمعوني وعبد الكريم ويتلصص أخباره ويبحث عن محمد حليمة ويتنسم عبيره ويطرق باب طلعت ليروي ظمأ من عقله ويبحث عن هدى ليشد من أزرها
عدت يا نور الأدب ولن أغادر.....ولن أغادر
[/align]