أترع الكأس ...قينه روحيا بقلم المختارالأحولي
.../...
سارعي بالرّاح ... سارعي وأترعيها
إسقنيها ...معتّقة من القلب العاشق... أسرعي
أسرعي بها واسقنيها
فالعمر يغالبه الذهاب
وأنا لم أشرب بعد ما يكفي
لألاقي أحبابي بفرح شهاب القلب
أسرعي ... أسرعي واسقنيها
من رضاب أعناب ألعق ثغرها من دنيا
تتمادى في تشريع العذاب
يا روحي ...
أسرعي واسقنيها مترعة من ليل يدرّ رضاه علينا
بمرّ يعمّر في صدر غرّ
يا زمني ... صغير أنت
لا تعرف ما بعد الصمت من تكاثر يلهينا بأغاني الشراب
أسرعي واسقنيها
راح مترعة ... خبرتني في أنغام غجريّة
من مواقيت الحبّ
ذات ذهاب يا وطني
حبّ يقتلني حبّا... يسبيني
يهدر دمي عند اكتمال نصاب الموتى
ويوقف ضخّ السنين
في دمي اللعين... بلا أسباب
أسرعي قينتي ... أسرعي ... كفاني عذاب
وأسقنيها مترعة
من شراب الخلد
غبوق يلهب البصر العالق في ما يشتهيه الظلام
ويعنيه العتاب
نزر ضنين وطني
هارب لمنتهى الأغراب في روحي
والوحي عذاب لو تدرين
وحكايا الليل البلدي وارفة في الحبّ
الذي يشتهيني لغة من سراب
أو حادي عيس من برّ آمن بي
آمن بكلّ رفاقي زمن غياب الأغاني
أسرعي ... وأترعي قينتي حتى إذا ما خالط الليل صباح
من قمر ينير قفر الصباح
وفقر يزين مهجتي... أهلي فقر ... وفقرة من نجاح القلب
في الحبّ
تزين وجهي قدّام سيدة التكوين
وكنت مع المؤمنين بلوح التاريخ
أنكون من وحشة الذات ... روح للسنين
مساكين نحن كنّا... وهذه ثورتنا حنين لكرامة من كرامة الأولين
سيدتي ...أترعيها ... أترعيها
واسقنيها ... وخالطي جوهرها برقّة تعاليها
واخمدي صوت الراتعين في ماءها بحنين لسماويها
نحن أصيلي صوتها في السلالة
نحمل البلاد من زبد نواصيها
ونخمّر القلب نبيذ يشرّعنا آلهة
فاسقنيها معبودتي
أسرعي بالكأس ... أسرعي
ولا ترعب غربتي بما تحمل البلاد من أمانيها
وخدّريني بسكري
الذي يخضّب مشيبات عمري
من شفتيك التي ترضعني تعاليها
أسرعي قينتي بالراح المترعة واسقنيها
اسقيني ... اسقيني حتى أراني في مرايا عينيك
أكثر من جمال "نرسيس"
أو في براءة صعلكة "ابن الورد عروة" الزمان الوثقى
اسقني حتى اذا ما داعبت الأوتار تنطق روحي بمراميها
روحك فيّا طريق
لعاشق آمن بالليالي ومراسيها في القلب
فاسقنيها قينتي ... اسقنيها
أسماء رفاق لي مرّوا من هنا
مرّوا في لياليها شهب
في قلوبهم سرّ الخلود
ودونهم نواصيها ... اسقنيها معبودتي
والعمر في الحبّ اسم لهنيهة حزن
في طقوس دين مرقّم في طين روابيها
البلاد
اسقيني ... اسقيني
اسقنيها معبودتي كأس نار من أغانيها البلاد
من فراغ غربتي في مسارب عشقها
وعلى أرصفة نواصيها
هي الأسماء تنتدب قلوب العامرين بالأغاني
فأسكريني حبّا
أسكريني بكلّ نواحيها
أسقنيها معبودتي حبّا
وأحيطيني ينار الوجد
وعذب ما يسكن في صوتي من وجدان مراميها
واعكسي صور الندمان في مشهد الخارطة
لأن البلاد تتشكّل في مراعيها
ودونك واسمي
لا تنسيه فهو وجهة للحبّ سيدتي
وواجهة للبلاد بكلّ مآسيها
.../...
البلاد في قمّة جنوني : 16/06/2011
المختار الأحولي
|