[زين العابدين إبراهيم]

القدس

باسم الله الرحمان الرحيم

زرت والدي قبل أربعة أشهر رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ووجدته يتصفح بعض الأوراق القديمة والمكتوبة برسم بياني قديم إلا أنه يجد صعوبة في تنسيق الصفحات وترتيبها بسبب تقدمه في السن فسألته عن ما تحويه تلك الأوراق؟ فقال هي بعض القصائد الشعرية لصديقي المرحوم محمد سيد الأمين وقد توفي رحمة الله عليه سنة 1986وخشيت أن تضيع وتنسى ودونتها بعد وفاته في هذه الأوراق.
لما اطلعت عليها وجدت فيها عدة نصوص شعرية مختلفة الأغراض واخترت أن أدون هنا إحدى قصائده رحمة الله عليه يقول فيها:

سل العرب ما شأن الحوادث في الشرق
وسل دول الغرب المقيمة في الطرق
سل مجلس الأمن القيام بدوره
فقد أصبح الميثاق متسع الخرق
وما حققت للفرد من حق نفسه
منظمة الشورى من الأمن والعتق
سل القادة الشم المغاربة الوفى
لإخوانهم بالعهد في الأوسط الشرق

فإن كان لابد الجواب فإنما
تقول دعاة السلم يدرك بالرفق
يمينا ببيت القدس والصخرة اللتي
تطل رؤوس الزائرين من الأفق
لما سجل التاريخ مجدا لأمة
أقامت على ضيم الصهاينة الحمق
نخافهم والذل نص مسجل عليهم
وقول الله أصدق في الخلق
فإن كان لابد منه فحملة
يسد صداها الخافقين ولا تبق
تثير انتباه الناس شرقا ومغربا
من النكسة السوداء إلى عالم يرقي
لقد عطشت في الشرق دوحة مجدنا
تنادي رجال العرب يا من لها يسقي
تنادي بنيها والبنون تصامموا
فيا رحمة الأم الأسيرة في الربق

تنادي الرجال السالفين وقد قضوا
حماة حماها بالمسومة البلق
فلو أنهم أحياء هبوا لنصرها
وفكوا إسار الأم من ربقة الفسق
فيا عالم العرب السلام عليكم
هما خطتان المجد والعار في الفرق
فإما حياة والكرامة رمزها
أو الوصمة الشنعاء إلى نفخة الصعق

محمد سيد الأمين رحمه الله 1982