عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 04 / 2008, 32 : 05 PM   رقم المشاركة : [15]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: كتاب نور الأدب للقصة القصيرة

خالتي فطيمــــــــــة للقاصة الأديبة :غاليــــــــــة

[align=justify]هكذا كان يحلو لي أن أناديها...وسرعان ما كانت تستجيب لندائي....فتجيب على سؤالي...أو تساعدني في حل مشاكلي البيتية الصغيرة...كانت هي صاحبة البيت...تقيم بالدور الارضي...بينما اقيم أنا وممرضة بالدور العلوي....لكن علاقتي بخالتي فطيمة كانت أقوى وأوثق...لان الممرضة كانت لا تحب الثرثرة...وتؤثر العزلة....بينما كنت في حاجة الى من يحسن لغة المؤانسة....والحكي....وينسيني مرارة فراق العائلة...لذلك توطدت علاقتي بخالتي فطيمة...في بداية معرفتي بها كانت نظراتها الحادة تثير القلق في نفسي وتشعرني بعدم الارتياح...لكن سرعان ما اطمأنت نفسي اليها مع مرور الايام...عندما كشفت النقاب لي عن جوانب مرة من حياتها....حيث القسوة والمرارة غلفت أيامها....وفي ذهني وقلبي ..لم أكن افهم كيف تحسن هذه المرأة القوية...في أن تقرن بين المتناقضات....الحنان الرحمة المتدفقة...والشدة والقسوة والصرامة
لكنني كنت كل يوم أدرك سر هذا الذي يبدو تناقضا وليس بذاك
علمت فيما بعد أنها ذاقت مرارة اليتم....واضطرت منذ صغر سنها أن تعمل لتساعد اسرتها....ثم اضطرت للزواج من رجل ثري...يكبرها بسنوات...والادهى انه كان شديد القسوة قليل الرحمة...خاصة عندما أدرك ان خالتي فطيمة عقيم لاتلد.....حيث تزوج من بعدها ثلاثا....لم يفلحن في الانجاب...وبوجودهن تحولت خالتي فطيمة الى خادمة لزوجها ونسائه المحظيات....لكن سرعان ما أينع صبرها...عندما فشلن مثلها في انجاب الولد...فطلقهن من غير أسف...واقتنع بأهمية زيارة الطبيب الذي أطلعه....أنه هو العقيم...وانه عاجز عن الانجاب....في سرها لاشك أنها ضحكت بشدة....لان جزءا من كبريائها المجروح قد استعاد عافيته....امام الزوج القاسي الذي انكسر....وحتى عندما قرر زوجها تبني أولاد....لتربيتهم والاستئناس بوجودهم...حيث كانت تعايش خالتي فطيمة صور الأمومة باسمى معانيها...بحدبها عليهم وحرصهاالشديد على راحتهم....لم تفلح في ان تنال نصيبا من المحبة والاحترام من قبلهم....فسرعان ما كبروا ...وتذمروا منها لما أدركوا...انها ليست لهم بأم...وكأنهم عدوها مسؤولة عن وجودهم وحياتهم على هذا النحو....فتحولت مشاعرهم حيالها الى كراهية وبغض...
كانت في عقدها السادس....قد أضنتها الحياة بمتاعبها...لكنها كانت تبهرني بقلبها الحديدي ونشاطها الدائم...وروح المرح والدعابة التي لا تغادر ثغرها....ولانني كنت احسن مجاراتها والاستماع اليها ومشاطرتها متاعبها....كانت تستمتع بسرد قصص حياتها....وحياة بعض عائلتها...وربما اسهبت...لتنقل طرائف بعض جيرانها....وحيثما ذهبت تاخذني معها...خاصة اذا تعلق الامر بدعوة من اقاربها....ومع اني لم أكن من العائلة....فقدأشعرتني بساطتها واهتمامها اني واحدة منهم...أشاركهم يوميات حياتهم وأخوض فيما يخوضون...وربما ابديت رأيا أو نصحا يحسنون الأخذ به...ولاأنسى لحظات بعينها..صورها لاتزال مطبوعة في الذاكرة...عندما كنت أعود من عملي...في أيام الشتاء الباردة....فتناديني بصوتها القوي...غالية تعالي...لابد انك متعبة...فأدخل الى الغرفة الدافئة...فأجدها وقد أعدت لي الشاي وطبق لذيذا من السمك المشوي....فاجلس تسامرني وأسامرها...وفي قلبي تشرق صور المحبة والاعجاب نحو هذه المرأة الغريبةالتي احببتها.....كنت أستمع اليها باهتمام...وعيوني تترصد حركات عينيها وتفاصيل وجهها...لادرك أن تلك القسوة ماهي الاقناع مزيف فرضته قسوة أيامها الماضية...وان وراء نظراتها الحادة قلب ينبض بالحب والحنان والعطاء....تصورت للحظات انها.... أمي التي كنت أشتاق اليها
[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس