الموضوع
:
عيونك
عرض مشاركة واحدة
18 / 06 / 2011, 18 : 08 PM
رقم المشاركة : [
10
]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: مصر
رد: عيونك
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبحي ياسين
أغار على عيونك من عيوني
فهاتيـهـا تعانقهاجفـونـي
أراني كلما اشتعلتْ ظنونـي
أحلق فوق غيمات الحنيـن ِ
حبيبي سَلّ من جفنيه سيفـا
وقـام إلـيّ معقودَالجبيـن ِ
رفعتُ الراية البيضاء حقنـا
فراح يهد مختـالا حصونـي
أحن إليه ما رفـت عيونـي
وما حن الحمام على الغصون
على شفتيه آثـار انتحـاري
وفوق الجيد بعض من جنوني
هي الغزوات أنـات تعالـت
وآهات علـى وجـع الأنيـن
إذا ما هاج بي وجع الليالـي
وحز القلب سكيـن السنيـن
أميل إلى عيونك كـي أداري
أنينا بات يرشح من شجوني
فياخلي ويا أهلي و صحبـي
خذوني عند عينيها خذونـي
ورفقا بالضعيـف إذا تمـادى
عليه العشق بالوجع الدفيـن
إذا مس الغرام لنـا شغافـا
فلا أدري ارتيابي من يقينـي
حبيبي كيف أمضيها الليالـي
وقد نام السهاد على جفونـي
فهزيني من الأعماق عشقـا
فإني لست من مـاء وطيـن
شمالي لا تفـارق راحتيهـا
وترسو عند وجنتها يمينـي
وما بين التـأوه والتناغـي
أسافر في مـروج الياسميـن
وإني كلما غامـت سمائـي
أفر إلى عيونك يـا عيونـي
ستظل عيون المرأة الملهم الأول للشعراء لأنها ذات القيمة الأجمل والأحلى بما تحماه من رسائل أبلغ ألف مرة من لغة الكلام وأكثر إحساسا وشاعرية وهذا النص"عيونك" هذه العنوان الجذاب الذى اعتمد على "ك" الخطاب فأفسح لتفسه مجالا واسعا فى الشاعرية رغم أن الشاعر وضعه فى إطار التخصيص ويأتى متن النص مفسرا لهذا العنوان الجذاب معتمدا على فاتحة نصية فى غاية الخطورة من ناحية التركيب والدلالة غير المقيدة"أغار على عيونك من عيوني /فهاتيـهـا تعانقهاجفـونـي " وهى فاتحة تعتمد على تعبير وجدانى يرتكز على حس مباشر ينشأ عنه انفعال تلقائى حين يغار الشاعر على عيون المحبوبة من عيونه فيحسم الامر فى امتزاج العيون والتماهى هنا دعوة لذوبان روح الشاعر مع روح الحبيبة فهو هنا لا يخبرنا عن جمال العيون بقدر ما يسعى الى ايداع حسه الجمالى فى تراكيب جملته الشعرية الاولى ليؤسس فينا احساسا مماثلا امام جمالية النص من اول تعاط مع النص وهنا يمسك بواعيتنا من اول النص اتلى اخره وفى هذا ذكاء ووعى حاد من الشاعر
واما نص كهذا نتوقف حائرين فى حالة التلقى لانه ليس نصا عقليا يهدف الى الاقناع كما انه ليس نص انفعاليا لان الانفعال حالة فطرية حسية انما هو نص يعتمد على مستويات جمالية متضاعفة منها
احكام قواعد الجملة الشعرية الرشيقة والوزن الصافى الشفاف وهو يفتح افقا جديدا للشعر يعتمد على الوصف الجمالى
"حبيبي سَلّ من جفنيه سيفـا
وقـام إلـيّ معقودَالجبيـن ِ
رفعتُ الراية البيضاء حقنـا
فراح يهد مختـالا حصونـي
أحن إليه ما رفـت عيونـي
وما حن الحمام على الغصون
على شفتيه آثـار انتحـاري
وفوق الجيد بعض من جنوني
هي الغزوات أنـات تعالـت
وآهات علـى وجـع الأنيـن
إذا ما هاج بي وجع الليالـي
وحز القلب سكيـن السنيـن
أميل إلى عيونك كـي أداري
أنينا بات يرشح من شجوني "
انه التوظيف الدلالى المحايد للصورة الشعرية التى تبدأ بالخطاب " حبيبى" كمحور ارتكاز اساسى لبناء الصورة الملتهبة جمالا ويبدا الرسم من سيف العيون ويتوالى فى خطوط زاهية الالوان تستحضر الجيد والشفتين وهذا النحت الانثوى الملاصق للمعادل لافنى للذات التى تلقى بأتون احداث الدهر على جمال فترتد الى سيرتها الاولى وكان الشاعر يصنع الصورة او ينحتها ليلقى عليها ما يحمله كاهله من تعب وهنا يضعنا اما حالة جمالية ذات قيمة اساسية وهى ان الجمال مصدر السعادة للذات المتعبة ثم يمتد عامدا بهذه الصورة ويتوسع لتشمل الاصدقاء والاهل
"فياخلي ويا أهلي و صحبـي
خذوني عند عينيها خذونـي
ورفقا بالضعيـف إذا تمـادى
عليه العشق بالوجع الدفيـن
إذا مس الغرام لنـا شغافـا
فلا أدري ارتيابي من يقينـي "
فحالة التوسل هذه تشمل الارتباط اللانهائى للشاعر بهذه العيون التى يربكه غيابها وهنا نجد ان الشاعر يعى ما يرسم من خطاب شعرى للنص حتى انه يجعل من العيون قيمة شعرية تقترب من التقديس
"حبيبي كيف أمضيها الليالـي
وقد نام السهاد على جفونـي
فهزيني من الأعماق عشقـا
فإني لست من مـاء وطيـن
شمالي لا تفـارق راحتيهـا
وترسو عند وجنتها يمينـي
وما بين التـأوه والتناغـي
أسافر في مـروج الياسميـن
وإني كلما غامـت سمائـي
أفر إلى عيونك يـا عيونـي "
هذه القيمة تنمو داخل النص وتظهر بوضوح فى المصب الاخير للتيار الشعرى الهادر فى نصه متحدية كل الاطر التلقيدية فى بناء الصورة الشعرية لتخرج علينا بصورة جديدة تشبه لعبة التدوير فى النص الشعرى بتلقائية لغوية فطرية تحمل اشارة الحس الجمالى وضرورته البشرية
احييك على هذا النص الرائع كروعتك سيدى الكريم
عبد الحافظ بخيت متولى
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات عبد الحافظ بخيت متولى